العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ

ذكرى الحادي عشر من سبتمبر في ظلال «الربيع العربي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من طبيعة الأحداث الكبرى أن الإنسان يتذكر أين كان عندما سمع بالحدث، وبلا شك فإن التفجيرات الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر / أيلول 2001 هي واحدة من الأحداث التي غيَّرت مجرى التاريخ. كنت حينها في أحدى المكاتب المفتوحة للشركة التي كنت أعمل بها في بريطانيا، وكان أحدهم يتحدث عن أمر فظيع حصل للتو وشاهده على التلفزيون، وأن هجوماً ضد أميركا قد حدث، وأن من فعله سيلقى عقاباً قاسياً. بعدها بدأنا نتابع الأخبار مباشرة، والصدمة كانت مفجعة للجميع.

العام 2001 كان مفصليّاً؛ فذلك العام كانت قد خصصته الأمم المتحدة عاماً «للحوار بين الحضارات»، وذلك ردّاً على من كان يتحدث عن حتمية صراع الحضارات والثقافات، وجاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكأنها تؤكد أن الصراع بين الحضارات قد بدأ بالفعل.

شخصيّاً كنت أحزم أمري استعداداً للعودة إلى البحرين، وحمدت الله على أن الاصلاحات البحرينية قد أعلنت قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لأن دعاة الديمقراطية في العالم أصابتهم خيبة أمل، إذ ارتفعت أجندة عالمية خطيرة تحت عنوان «مكافحة الإرهاب»، ودفعت بالعالم إلى عقد من الحروب المتواصلة. انتصرت أميركا في أفغانستان والعراق عسكريّاً وبصورة سريعة، وتولدت لدى الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش فكرة «أجندة الحرية»... لكنها كانت أجندة تنطلق من فرض قيمِ من خلال القوة الأميركية وبحسب ما يتفق مع المصالح العليا لها، ولذا فقد حدثت انتكاسات بسبب التناقض.

ومن هذه الأجندة الأميركية تولدت في 2004 فكرة إعادة تشكيل الشرق الأوسط ضمن ما أطلق عليه حينها بـ «الشرق الأوسط الكبير»، الذي كان سيمتد من المغرب إلى أفغانستان. لكن ما حدث في العراق ومناطق أخرى خلق حالة من الهلع لدى حكومات المنطقة، كما خلق حالة من الطائفية السياسية المقيتة، ومن ثم بدأت مرحلة من التراجعات عن الطموح الكبير للانتقال الى بيئات سياسية انفتاحية، وعادت الأوضاع إلى أسوأ أحوالها، ولاسيما أن الكثير من الحكومات كان لسان حالهم يقول: «إذا كانت أميركا لديها أبو غريب وغوانتنامو؛ فإن هذا يعني أن بالإمكان الضرب بيد من حديد على كل من يطالب بإصلاحات بعد اتهامهم بالإرهاب».

ولكن وقبل أن تحل الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ حدث متغير كبير في منطقتنا العربية، إذ انطلقت انتفاضات «الربيع العربي»، وهي حركات ديمقراطية نابعة من داخل المجتمعات، وليست مفروضة من الخارج، وفشلت كل المحاولات لربطها بظاهرة الإرهاب أو التطرف.

وإذا كان هناك من عزاء لضحايا الإرهاب في أي مكان في العالم؛ فهو أن الفكر المتطرف الذي دعمها يتبدد حاليّاً، وبدلاً من ذلك؛ فإن لدينا فرصة أكبر لانتصار الحوار بين الحضارات وانتصار حركة المطالب الديمقراطية المنبعثة من إرادة المجتمعات

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 10:58 ص

      دموع و حزن أهالي الضحايا أغرق العالم ولكن دموع الثكالى والفاقدين في العراق وأفغانستان لم يلتفت اليها أحد ...... ام محمود

      الجميع تعاطف في ذلك الوقت مع الامريكيين وبادلهم نفس مشاعر الأسى والحزن فالحدث كان أشد من أي زلزال بقوة 9 ريختر في دقائق معدودة بعد اصطدام الطائرات رأينا البرجين يتهاويان للأرض والبعض قام برمي نفسه من الطوابق العليا
      بعض الناجين قالوا روايات محزنه لحقيقة ما حدث في الداخل
      الجميع ينبذ العنف والحقد والكراهية والتمادي في الانتقام الموجع والقاتل
      من نتائج ما حدث تعزيز مشاعر الحقد والغضب تجاه المسلمين وبانهم اناس غير مرغوب فيهم ويجب ازالتهم وقتلهم
      تمثال الحرية الامريكي في الحقيقة يمثل تمثال التسلط

    • زائر 20 | 10:42 ص

      الحدث الكبير كشف لنا عن وجه امريكا القبيح ........ ام محمود

      لا أحد ينكر ان بعد الحادث الهائل جدا ساد نوع من الغضب الشديد وعدم التصديق والهلع والذعر في جميع الولايات الامريكية و أول ردة فعل قوية كانت في خطاب جورج بوش والذي كان به وعود للانتقام الكبير وبعد ذلك جيشت الجيوش والطائرات الحربية والأساطيل الضخمة لمنطقتنا وسمح لها بالمرور
      وكانت الحروب التدميرية التي لم تستثني امرأة أو طفل أو شيخ كبير
      القنابل الضخمة أُسقطت على أرض العراق وأفغانستان
      وكان ومازال سجن غوانتنامو وحكايته المرعبة وصمة عار في جبين الدولة المتحضرة والديمقراطية والداعية لحقوق الانسان

    • زائر 19 | 10:33 ص

      بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر انصدمنا بتصرفات امريكا العمجية صدمة قوية ..... ام محمود

      امريكا ما قبل 11-9-2001 تختلف بشكل جذري و كبير عن امريكا التي رأيناها بعد الهجمات وكأنها تحولت الى وحش مفترس أو تنين ضخم أو أفعى ذات رؤوس متعددة تدمر وتقتل كل انسان مسلم والذي أصبح بقدرة قادر وفي ليله وضحاها مجرم وارهابي ومتطرف بالاضافة الى شن الحروب على العراق وأفغانستان حتى الذين كانوا مختبئين في الجبال والكهوف تم ملاحقتهم ونتذكر ان معسكرات لطالبان او القاعدة تم تدميرها
      جورج دبليو بوش وضع نفسه القاضي والجلاد وهو العالم بالارهابيين
      حملته العدائية كانت نوع من الصليبية الداعية لسحق الاسلام

    • ناجي حسين | 8:25 ص

      أستاذ منصور

      بارك الله فيك يا رصاصة الحق في وجه من لا حق له ، مقال رائــع جداَ كما هو الحال دائماً .

      أخاف أن أؤيدك الكلام فأصبح إرهابياً حيث أن كلمة الأرهاب كل من يضعها حسب تصنيفة وهواه وفي الطريقة التي تخدم فيها مصالحه وتوجهاته

      لذا يا أستاذي الجميل أتمنى أن لايكون حبنا لمقالاتك يوماً إرهابا نوصف به .

      تحياتي

    • زائر 16 | 6:31 ص

      يعطيك العافيه

      يعطيك الف عافية يالدكتور منصور على هذا المقال والله يبعد عنا الارهاب ونمنى ان ينتهى الصراع لان امريكا همها زعزعه امن الشعوب

    • زائر 15 | 6:08 ص

      مفاجاُ .... لآ ....!!!!

      من كثرة مشاهدة الأفلام الأمريكيه من نفس الفكر لم تكن هجوم على المركزيين اى مفاجاٌ على الأقل بنسبه لنا .الأفلام التى صنع لتهيئة النفوس لهذه الغرض كثيره . و الحادث فقط كانت خارج هوليوود و على الطبيعه.

    • زائر 14 | 5:23 ص

      الذاكرة لاتخون في الاحداث

      شكرا يا دكتور منصور على مقالك ، واقول فعلا أن الاحداث الكبيرة لاتنسى فاتذكر انه بعد الانتهاء من صلاة المغرب بالمسجد استقلت السيارة ذلك اليوم مباشرة ومن خلال متابعتي لاخبار BBC العربية سمعت هذا الخبر وقد ترسخ في أعتقادي ما يسمى بالعالم الجديد في العالم .

      شكرا شكرا لك ابا علي

    • زائر 12 | 4:15 ص

      أتمنى

      كم نتمنى أن تعود الذكر الأحدى عشر بعد عام
      وخارطة العالم لايوجد بها دولة إسمها إسرائيل
      ولا توجد دول عظمى وأخرى ضعيفة وتعود الذكرى
      وحروب العالم تتجه لمحاربة المجاعة في الدول الفقيرة وتعود الذكرى من غير أن نجد بين البشر من يقتل الأبرياء إعتقاداً منه أنه بذلك يدخل الجنة

    • عبدالله ميرزا | 3:29 ص

      امريكا عدوة الشعوب

      قال تعالى لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
      اخى وعزيزى الدكتور منصور امريكا لاتنادى بالحريه و الديمقراطيه من اجل الشعوب المستضعفه ولكن من اجل مصلحتها ومصلحة الصهيونيه المتحكمه فى مقدرات امريكا واقتصادها .
      امريكا هذة تسعى من اجل بث الفرقه والطائفيه فى الشعوب وتغليب فئه على فئه وطائفه على طائفه من اجل اضعاف الشعب والفتنه الكبرى ان تجد امريكا من يروج الى فكرها الاعمى ويتهم ابناء شعبه بالاولاء لغير الوطن وينسى انه موالى لامريكا بدمه وماله وفكرة حتى اخر صبابه فى الولاء

    • زائر 9 | 2:49 ص

      الفرصة كبيرة وثمينة

      الله يوفق الشعب العربي للتحرر من التخلف والظلم والفساد والجهل.

    • زائر 7 | 2:24 ص

      الحقيقة الخفية

      انا كنت طالب في امريكا
      هناك عدة امور خفيه في ملف 911 وكثير من الامريكين عندهم اسئلة عنها

      انا في اعتقادي انا 911 هو لغر من صنع امريكا والايام ستكشف ذلك

    • زائر 5 | 1:22 ص

      الإرهاب لا دين له ..,,

      مقال أكثر من رائع ..,,


      وفقكم الله..,,

    • زائر 1 | 11:19 م

      الله يبعدنا عن الارهاب

      الارهاب لادين له ولا مذهب ان العقليات التي تدبر وتخطط وتفجر نفسها بالشكل الانتحاري انما هي لمريضة نفسيا ولا تحمل ذره من الانسانية فانا لا اشجع هذه العمليات سواء كانت في المسلمين او المسيح او البوديين انما هذه الطرق تدل على نقص العقل والوازع الانساني والديني .

اقرأ ايضاً