العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ

إلى متى سيستمر هذا الفلتان في الاستهداف؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

إلى متى ستظل أصوات ممعنة في التطاول والشتم لمكون رئيس من مكونات هذا الوطن؟ إلى متى يتم إلغاء هذا المكون عبر افتتاحيات وأعمدة تفح حقداً وكراهية وعقداً وأمراضاً لا يعلم بتفاصيلها وما وراءها إلا رب الأنفس؟ إلى متى يراد لهذه الأصوات أن تذهب بثقة زائفة في طعنها وتخوينها وإلغائها ليصل ببعضها إلى تكفير هذا المكون وإخراجه من الملة وربطه باسطوانة مشروخة ومملة «الارتباط بقوى خارجية تنفذ أجندتها»؟

هذا الطرح الذاهب في سطحيته إلى أبعد الحدود لا يمكن، باستمراره عبر تلك الأقلام الضحلة أو المتطفلة على الكتابة، دخولاً من أبواب الأزمة التي مرت بها البلاد في الشهور الماضية، أن يتفق مع دعوات إحقاق الحق وتفعيل القانون وتعاطي الدولة في إجراءاتها مع ما يتفق مع الدستور والقيم والشرائع. هذه الحرب اليومية عبر تلك المنابر والأقلام لن تقود البلد إلا إلى مزيد من الشروخ ومزيد من الانتهاب للمصالح الفئوية وشهوة «تقاسم المغانم». وفي النهاية كل طرق ومحاولات لمِّ الشمل واحتواء المآسي - إن تم احتواؤها - ستعيد البلاد والعباد إلى نقطة الاحتقان والتحفز والانقضاض الذي مازالت نذره ومؤشراته قائمة.

لا دولة في العالم يمكن لها أن تعرف الاستقرار في خلافاتها المعتادة أن تستقر في ظل حشد إعلامي يهمز ويلمز ويصرح في كثير من الأحيان بدعوات التحقير لفئة كبيرة من مواطنيه، ولم تخل بعض تلك الدعوات من تحريض على الإبادة والفصل العنصري و «التطهير»؛ فكيف بها وهي في لحظات مفصلية يراد لها أن تستقر وتتوجه إلى إقرار الحقوق في ظل صرع إعلامي لمجموعة من الكتبة الذين لا يهمهم من قريب أو بعيد غير مصالحهم ومزايداتهم ونفخهم في نار يراد لها أن تحرق اليابس والأخضر؟

لا أحد يمكنه أن يخرج بمكاسب من هكذا توتير وتحريض ودعوات إلى مزيد من البطش في إسقاطات ساذجة تستغل أوضاع دول حدث فيها حراك خارج نطاق المقارنة، أمكن تلمس سذاجته بوضوح في طبيعة المانشيتات التي حورت الحدث لتدخله تحت مظلة وأدوات تحريضها على أحد المكونات الرئيسية لهذا الوطن.

ثم إن المزايدين على وطنية غيرهم عليهم أن يدركوا - ولن يدركوا - إن كانوا حريصين على استقراره وثباته وتجاوز أزماته، أن ما يعمدون إليه من أساليب التخوين والتحريض والدعوات إلى مزيد من القوة في أحكام قطعية لا تميز وتفرز المكونات في الوقت نفسه إلا بمنظور مصالحها ومنافعها وغنائمها، لن تعيد إلى الوطن عافيته ولن تتيح له مقدار أمل في تجاوز أزماته والعبور منها إلى رأب الصدع وتعويض الذين طالهم التجاوز بشتى ألوانه طالما تم التوافق على لجنة مستقلة لتقصي الحقائق.

ولن نعدم من سيطلع علينا رافعاً يافطة حرية التعبير. حرية التعبير التي غضوا الطرف عنها في ملفات معنية بها الأمة والوطن ترتبط بأرزاقها وحرياتها وحقوقها ومستقبلها؛ لكنها تطلع من القمقم حين يتعلق الأمر بالبذاءة والشتائم والتحريض والتكفير والتشطير.

إلى متى سيستمر هذا الفلتان في الاستهداف؟

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 10:25 ص

      سيدتي لا تحزني!

      هؤلاء مثل الفطر المسموم الذي ينبت على اطراف البرك والمستنقعات الاسنة يتغذى على القذارة وينتشر ويتوالد ويتحول الى خيوط ويتلاشى اذا تم تجفيف مصادر نموة وهم فاقدوا الاحساس يتلذذون بتوجية البذاءات والاهانات الى خلق الله مثل ما يتلذذ الساديون في تعذيب ضحايهم ومصيرهم الى مزبلة التاريخ مثل نار جهنم التي كلما امتلئت قالت هل من مزيد اعدت للظالمين فليتعظ طلاب مناصب الدنيا ومتاعها ان كانو بالاخرة هم يوقنون .

      احترم الناس لكي يحترموك والاهانات مرفوضة لكل من كبر او صغر شأنة

    • زائر 15 | 6:24 ص

      فقط عليكم

      فقط عليكم ان لا تقرؤا هذي الخرابيط ولا تدخلوا مواقعهم واكتفوا بالضحك على هذي العقليات ونحن في 2011 العالم يناضل من اجل الحرية والديمقراطيه و التوحد بكل طوائفه والوانه وهم يسمعونا اصوات النشاز هم اصبحوا مثل المطربين الذين يغنون في هذي الايام الداميه نشااز ااا ..... وعلى المسؤولين اذا كانوا يخافون على مستقبل البحرين من الطائفيه والتناحر ان يسكتوهم ويووجهوهم نحو الوحدة الوطنيه هل هؤلاء الاشخاص لديهم ابناء يخافون على مستقبلهم ما ذنب هذا الجيل الجديد ان يسمع خرابيطهم ويتربى على الطائفيه

    • زائر 13 | 5:28 ص

      إلى متى سيستمر هذا الفلتان في الاستهداف؟

      شكرا سوسن مقال رائع ، ونحن نعيد تدوير السؤال وونتظر الاجابة ؟ إلى متى سيستمر هذا الفلتان في الاستهداف؟

    • زائر 11 | 4:25 ص

      الابداع والتخلف

      هناك من الشعوب من تبدل الجهد الكبير للبحث عن الابداع وتبنيه.
      وهناك من يبحث عن الجهل وتتبناه.
      وهذا ما يجعل بعض الشعوب تتقدم وبعضها يتخلف.

    • زائر 9 | 3:38 ص

      شكرا لك على هذا المقال الرائع.

      حقا:
      أقلام مأجورة.
      أقلام مفلسة.
      أقلام متخلفة.
      أقلام تفوح منها رائحة النتانة والوباء والمرض والتخلف والجاهلية.
      أقلام مريضة خطيرة على المجتم
      الغريب : كيف تعطى هذه المساحة في الصحافة والاعلام؟

    • زائر 8 | 3:01 ص

      ردع صارم

      عزيزتي سوسن .. لن يتوقف هذا الردح والشحن اليومي ما لم يأتي الردع والمنع الصارع من جهة إعلامية رسمية .. هذا أكيد ..لأن هم يرون في ترهاتهم وحشدهم الطائفي وطنية وولاء ما بعده ولاء .. ولا ينامون قريري العين إلا إذا سلموا سموهم الى الصحف.
      بس هذه كل القصة.
      ودمت ..

    • زائر 6 | 1:44 ص

      من يستطيع أن يجيب عن السؤال ؟؟ :(

      مقال رائع ،،.,,


      وفقك الله با استاذه سوسن ، ورحم الله زوجك وأسكنه فسيح جناته ..,,

    • زائر 5 | 1:24 ص

      البيئة النظيفة صحية

      عندما يصاب جسم معين بجرح تجد الميكروبات بيئة لها ومصدر لبقائها وتكاثرها وعندما نريد معالجة الجرح نحاول القضاء على هذه الميكروبات ليشفى الجرح.
      وهكذا عندما تجد اسراب من الذباب والبعوض في البيئة الآسنة مكاناً تتكاثر وتبرز بشكل واضح ولكنها تختفي عندما تكون البيئة نظيفة صحية.
      فمتى تكون البيئة صحية لتختفي أصحاب النفوس المريضة؟
      ندعوا الله العلي القدير أن يهدي الجميع إلى ما يحب ويرضى.

    • زائر 4 | 1:23 ص

      هذا الفلتان مصطنع وله يوم ؟ بس متى

      متى ما توقفت عن استلام المبالغ الخياليه في الحسابات راح تتوقف هذه الاقلام وبل سوف تمدح وتمجد من كانت تشتمهم !!!

    • زائر 3 | 1:17 ص

      فشلوا ونجحوا

      سيدتي ..
      لا تديري طرفاً لهؤلاء المخونين لأنهم يعرفون في قرارة نفوسهم من الخائن :
      الخائن هو الذي تبرأ من قناعاته في لحظة عين
      الخائن هو من أوشى بزميل له
      الخائن هو من قدم مصلحة غيره على الوطن
      الخائن هو من نظر إلى دماء الشرفاء ودموع الثكلى وآهات المعذبين ولم يرق له قلب
      الخائن هو يدرك الحق ويعمل عكسه
      لا يحتاج المرء جهدا للتعرف على الخائن فقط ليسمع بعض الخطب ويقرأ بعض الصحف . هم فشلوا في نواياهم ونجحوا في تأصيل الفتنة في أتباعهم وشتان بين الخطابين ..

    • ali aloliwi | 1:15 ص

      إلى متى سيستمر هذا الفلتان في الاستهداف؟

      مقال رائع وموفق.

اقرأ ايضاً