العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ

حساب جديد

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أنهت قبل أيام بعثتنا لألعاب القوى مشاركتها في بطولة العالم 13، التي اختتمت في مدينة دايغو الكورية الجنوبية، وكان نصيبنا فيها صفر على الشمال، وفشل ذريعٌ لجميع المشاركين، وأقصد هنا من كانت الأمنيات والآمال تعلق عليهم بتحقيق ولو على أقل التقادير ميدالية برونزية، فكان حظنا أنهم جاءوا في المراكز الأخيرة، كما هو الحاصل أقله مع مريم جمال التي كانت تنافس على الذهب، فإذا بها تتنازل عن جميع ألوان الميداليات، ويُوسف كمال الذي توارى عن الأنظار في تخصصه.

في نهاية ذلك لم نستفد من هؤلاء إلاّ خيبة وفشل جديدين، فلم يكن جميع عدائينا «المستوردين» من أجل هذا الهدف عند المسئولية، إذا ظهر أنّ هؤلاء العدائين كانوا يُدافعون عن أسمائهم قبل اسم البلد الذي يلعبون من أجله، وهذا ما اتضح خلال السباقات النهائية التي شاركوا فيها، إذ كانوا يتنازلون عن الفضة والبرونز بعد أن خسروا الذهب، والكل يعلم أن البحرين أو حتى أية دولة تسعى للفوز ربما ليس بالذهب أو الفضة وإنما فقط للبرونز، وهذا ما لم يحدث معنا.

هل لنا أنْ نستفيد من نتائجنا في هذه الدورة وبالتالي القيام بتصحيحها قبيل انطلاقة الألعاب الأولمبية المقررة في لندن 2012، بالتأكيد لا، إذ اننا قومٌ لا نعرف الاستفادة من التجارب السابقة التي تعلمنا أنّ هؤلاء مثلا لن يكونوا قادرين على التضحية من أجل البلد الذي يلعبون باسمهم بقدر ما يلعبون لأسمائهم، وأنّ سياسة الاستيراد الفاشلة التي نلاحظها لن تخدم بلدا يسعى لدخول العالمية ومنافسة الدول الأخرى، إذا لم يكن الكل فعلى الأقل البعض، وأن المواطن هو الوحيد القادر على التضحية بالغالي والنفيس من أجل بلده الذي تربى فيه، وخصوصا أن كل الأمور كانت متوافرة حقيقة؛ لأنْ يحقق هؤلاء ميداليات ملونة، ولا سيما أن البحرين قامت باستيرادهم من أجل تحقيق غايتها بالفوز الأولمبي.

يستغرب البعض من الفرحة العارمة التي غمرت اتحاد ألعاب القوى وبعض مسئوليه بعد أنْ احتلت البحرين المركز الـ 48 عالميا والمركز الرابع عربيا من بين 207 دول في الوقت الذي نجح فيه 7 عدائين في تحقيق أرقام التأهل للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، وكأننا حققنا إنجازا أفضل مما حققه السوداني كاكي مثلاً، الذي جلب لبلده ميدالية فضية تاريخية.

أين هي يا ترى المكاسب الإيجابية التي تحدث عنها المدير الفني للاتحاد وفي مقدمتها بناء جيل جديد من اللاعبين الواعدين الذين يمثلون واجهة المستقبل المشرق لمنتخباتنا الوطنية، وهؤلاء اللاعبين يحصلون على جميع الامتيازات التي يتمناها كل لاعب مواطن، هل تم جلب هؤلاء اللاعبين فقط لتحقيق أرقام شخصية في المحافل الدولية وكسب الخبرة فيها، ألا يمكن وضع هذا الهدف في أبناء البلد الأصليين بدل ما يتم حاليا، أم إن أبن البلد مطالب بالميداليات فقط والآخرون بتحسين أرقامهم؟.

سيكون على المسئولين المعنيين بهذه المشاركة دراسة السلبيات والإيجابيات وعرضها على الجميع، وتلافي هذه السلبيات وعدم تكرارها في المرات المقبلة، وهذه على الأقل عادتنا، ورجاء أن نبعد عنّا الأسباب الوهمية التي بدأت منذ فشل مريم جمال وتعللنا بأنها أصيبت خلال السباق، فهي لو فازت غابت الإصابة، ولكنها خسرت فظهر! وبالتالي فإنّ الأسئلة الكثيرة التي كانت تطرح سابقا من غياب أسماء هؤلاء عن المنصات في الملتقيات العالمية لألعاب القوى التي سبقت البطولة العالمية، ستعود للطرح من جديد، وسيكون السؤال الأكبر، ماذا حقق هؤلاء أكثر من ميداليات ذهبية لا تعد على أصابع اليد الواحدة ومنذ سنوات، وكأنهم أمسوا غير قادرين على إعادة الإنجاز من جديد، وهذا يحتم على المؤسسة العامّة للشباب والرياضة المسئولة الأولى عن تجنيس أو استيراد هؤلاء أنْ تقوم بدورها في الرقابة والثواب والعقاب.

أسئلة كثيرة ربما تدور في أذهان الكثيرين مفادها، أنه ما دام هؤلاء لم يحققوا المبتغى، فلماذا تواصل البلد تجنيسهم وهم الذين لم يكونوا قادرين على أقل التقادير على المنافسة الحقيقية، وأنه بالتالي علينا أنْ نعيد أفكارنا بخصوص هذه العملية الفاشلة ونعمل على تصحيحها، لصالح البلد طبعا، وليس لصالح فئة أو جماعة على أخرى

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً