العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ

الدور التركي الإيجابي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) ما قاله سمو ولي العهد أمس - أثناء لقائه بالسفير الياباني هايدو ساتو بمناسبة انتهاء فترة عمله في البحرين - إذ اعتبر «إن دور وتجربة تركيا الصديقة بصورتها الإيجابية والمؤثرة وقدرتها الفذة على الجمع بين الحداثة والأصالة يدفع المراقب إلى اعتبارها تجربة فريدة، متمنياً سموه أن تؤدي هذه التجربة لتركيا الحديثة دوراً فاعلاً وإيجابياً في تطوير الشرق الأوسط وتمكينه بالتالي من اختصار الزمن لبلوغ النهج الديمقراطي القائم على التنوع والتعددية واحترام الآخر».

هذه الإشارة المهمة من سمو ولي العهد جاءت في الوقت الذي كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يلقي خطاباً يُعتبر الأول من نوعه في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، متحدثاً أمام وزراء الخارجية العرب ليؤكد أن المطالب المشروعة للشعوب لا ينبغي قمعها بالقوة. ونقلت صحيفة «المصري اليوم» في وقت متأخر من مساء أمس عن أردوغان تأكيده أن «الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن تكون شعارنا الموحد» لتحقيق طموحات شعوب المنطقة، مضيفاً «يجب علينا ألا نواجه المطالب المشروعة لشعوبنا بالدم وباستخدام القوة»... داعياً إلى صياغة «مستقبل عربى تركي مشترك»، ومشيراً إلى أن تركيا والعرب «يشتركون في نفس العقيدة والثقافة والقيم، وأن صدى ما يحدث في العالم العربي يصل إلى تركيا».

تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية تتموضع حالياً في قلب العالم العربي، وجاءت كلمة أردوغان في القاهرة يوم أمس (13 سبتمبر/ أيلول 2011) لتشكل منعطفاً تاريخياً، وهي كلمة لا تقلُّ أهمية عن الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما فى جامعة القاهرة في 4 يونيو/ حزيران 2009. وإذا كان أوباما تحدث قبل انطلاق الربيع العربي، فإن أردوغان يتحدث بينما تتصدر أخبار الانتفاضات العربية نشرات الأخبار. وكما أن أميركا احتاجت إلى تطوير دبلوماسيتها لمواكبة الربيع العربي، فإن تركيا طورت من مواقفها بشكل لافت مؤخراً لتلعب دوراً أكثر تأثيراً في جوارها العربي. ونلاحظ أن تركيا تخلت نوعاً ما عن سياسة «تصفير المشكلات مع الجوار»، إذ إن لديها مشكلة حالياً مع سورية بسبب الاضطهاد المستمر للشعب السوري، وعلاقاتها مع إسرائل بدأت تتعكر لأسباب عدة.

البعض يرجع هذه الإيجابية إلى عدة أمور، من بينها معارضة فرنسا وألمانيا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وحاجة المنطقة إلى من يلعب دوراً ريادياً بصورة حميمية... وفي المحصلة فإن الدور التركي الإيجابي يبرز بصورة لافتة ومقبولة في الأوساط العربية الرسمية والشعبية، وأملنا فعلاً أن نستفيد من التجربة الديمقراطية بما يحفظ السلم الأهلي ويرفع شأن منطقتنا في المؤشر الحضاري القائم على احترام الإنسان

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 2:56 م

      المصلي

      في اعتقادي المتواضع أن الدور التركي وفي هذا الوقت بالذات اريد منه الوقوف سدا منيعا امام مواقف الجمهورية الأسلامية الأيرانيه المشرفه تجاه حركات التحرر الثوري في العالم العربي والأسلامي وخصوصا الصراع العربي الصهيوني وما تمخض عنه التمدد الشيعي في اوساط المجتمعات الأسلامية بفضل الصحوات الأسلامية المتنامية مما حدا بالولايات المتحده ان تسمح بايصال حزب الفضيلة والتنميه لحكم تركيا والسماح له بأعطائه هذا الدور وهذه لعبة امميه

    • زائر 31 | 11:06 ص

      منظور مختلف

      الخوف كل الخوف يا دكتور من رغبة تركيا في لعب دور الوصي الاقليمي للغرب الذي بدا يخسر الاوصياء العرب فعلا. الذئاب لا تهرول عبثا

    • زائر 29 | 7:21 ص

      أقول لآخر معلق رقم 9

      لا يوجد نظام كامل فالكمال لله وحده لا بد من نقص ولكن هناك أمور مقبولة وأمور غير مقبولة
      ومسألة الأكراد أنت محق فيها فهؤلاء مساكين من كل صوب يضربون وبصراحة ليس لدي الإضطلاع الكافي على قضيتهم لذلك لا استطيع الحكم في شيء لا اعرفه فقد أظلم احدا بكلمة

    • زائر 27 | 6:34 ص

      اردوقان يحاول مع اوروبا

      تركيا قمعت وتقمع وتستخدم ابشع طرق القمع في حق الاكراد بل وتغير عليهم بالطائرات ...اي ديمقراطيه اللتي يتحدث عنها اردوقان...

    • زائر 26 | 5:49 ص

      سئمنا من كلمة الديمقراطية

      نحن لانريد الديمقراطية الغربية ومفاهيمها الخبيثة.. نحن نريد سياسات حكيمة وواعية تخدم المواطنين وتسعى لراحتهم.. فمن ذا الذي لايخطئ ومن منا كامل كلنا بشر..
      يارب ترزق قيادتنا البطانة الصالحة

    • زائر 18 | 3:21 ص

      مقال ممتاز

      ممتاز المقال صراحة يا دكتور

      نحن بحاجة هنا في البحرين وفي كل العالم الى الديمقراطية التي تحفظ حق الجميع

    • زائر 17 | 2:38 ص

      ها أنت دكتور تسوق الأمثلة الممتازة لكن

      حرام والله النخب من أمثالك تضيع أصواتهم في الهواء
      وتذهب هباء منثورا ولكن ما نقول وهذا حال بلداننا العربية التي تطفش العقول وتتجاهلها في أفضل الأحيان. لم يجعل الله التميّز بين البشر اعتباطا وإنما من أجل رقي الإنسان ولو أن البشرية كافة تعاملت مع النخب والعقول الفذة كما تتعامل دولنا العربية لما وصل العالم إلى ما وصل إليه من التطور والرقي
      وا أسفاه على عقول جبارة وجهود ضائعة في أوطان الضياع ولكن أقول هم بعد حاول ومن طرق الباب
      سيأتيه الجواب

    • زائر 16 | 2:23 ص

      جرح الوطن

      شكرا لك يا صاحب الكلمة النافذة للقولب لو يستمع الجميع لك لضمدنا جراح وطننا المسلوب منا

    • زائر 15 | 2:23 ص

      تركيا مثالا للديمقراطية المتطورة والناجحة

      يرى الكثيرون في تركيا مثالا ناجحا في الإرتقاء بالديمقرايقراطية فلقد أصبحت من الدول المتقدمة والغنية وذلك لأخذها بأسباب الديمقراطية الحقيقية
      والتخلص من حكم العسكر والعسكرة ولقد أتضح للعالم
      كيف أن الشعوب تصنع العجائب إذا ما أتيحت لها الفرصة في المشاركة في تنمية البلد وازدهاره
      وهذا ما نطمح له في البحري فلا شيء يسعد هذا البلد ويرفعه إلا بأبنائه ومن يحاول إقصاء طائفة على أخرى فإنه يجر البلد إلى الحضيض يجب أن تبرز الكفاءات
      هذا لمن يرد الخير للبلد

    • زائر 11 | 1:50 ص

      سؤال يطرح نفسه

      ماذا عن حقوق الاكراد في تركيا؟

    • زائر 7 | 12:50 ص

      عبد علي البصري

      كل سياسات العالم الخارجيه والداخليه تندمج تحت توجه معين كأن تكون شيوعيه او رأسماليه مثلا ، بس لما تكون دوله مره شيوعيه وأخرى رأسماليه ،فماذا تسمون هذه السياسه ؟؟ لما نشوف دوله مره مع اسرائيل وأخرى مع ايران وأخرى مع الدول الثوريه العربيه وأخرى مع الدول العربيه الحاليه وتصر على نشر المنظومه الصاروخيه الامريكيه في تركيا.؟؟ وأصرار على منع الحجاب الاسلامي في مؤسسات الحكومه . وقطع العلاقات مع اسرائيل لا من باب نصره الشعب الفلسطيني وأنما خلاف سياسي.

    • عنب احمر | 10:23 م

      شكرا يا دكتور

      مقال اكثر من رائع ولكن من سياخذ العبر ومن سياخذ كلام اروغان بعين الجد\\

      يبقى اردوغان مثال للديمقراطية

اقرأ ايضاً