العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ

معضلة الأمن والحرية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ثمة معضلة بين الأمن والحرية... فهناك مدرسة تقول إن إفساح المجال لحريات واسعة يؤدي إلى زعزعة الاقتصاد، وبالتالي فإن أتباع هذه المدرسة يتشددون نحو إحكام السيطرة على الأوضاع والشئون العامة للمجتمع، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان وخنق الحريات العامة.

مدرسة أخرى ترى أن الحرية يجب أن تكون هي الأساس في مختلف المجالات، وبالتالي لا يهمها لو أدى ذلك الى فوضى وإخلال بالتوازنات.

وهناك مدرسة ثالثة بين المدرستين، وهي تطرح التوازن بين الحرية والأمن، وترى مجالاً لحل المعضلات التي تواجه دعاة الديمقراطية عند التعامل مع المسائل الأمنية من دون الإخلال بالمصالح الحيوية. ومثل هذا الطرح ينطبق على الأمن الدولي والقومي والداخلي، وهو طرح يركز على القيم والثوابت، ولكنه يربطه أيضاً بالجانب العملي لتسيير الحياة اليومية في المجتمعات. وبالنسبة لهذه المدرسة، فإنه لا أمن من دون حرية، ولا حرية من دون أمن.

ويوم أمس، قال صندوق النقد الدولي إن الأحداث التي هزت عدة بلدان عربية منذ بداية العام الجاري «أثرت سلباً على آفاق نموها وخصوصاً تلك التي تستورد النفط». ولعل الدول التي يمكنها أن تلجأ الى النفط استفادت من زيادة سعره في الفترة الأخيرة للتعويض عن جانب من الهبوط في النمو الاقتصادي.

تقرير صندوق النقد أشار إلى أن تلك الدول التي تشهد قلاقل سياسية في المنطقة تواجه تراجعاً في «إيراداتها السياحية وتباطؤ تدفق رؤوس الأموال ونقل أموال العمال المهاجرين»، علماً بأن هذه الدول «مضطرة إلى زيادة نفقات الموازنة لتهدئة الاضطرابات الاجتماعية».

بحرينياً: ما نأمله حقاً أن نخرج من الأزمة التي مرت بنا عبر حلول توافقية، تعيد إلى بلادنا تماسكها الاجتماعي، عبر إجراءات تصحيحية مباشرة ومن دون مماطلة، وأن نصعد كمجتمع متوحد نحو بيئة ديمقراطية تنتعش فيها التنمية الاقتصادية، وتسير فيها الأمور نحو التهدئة ونحو إنعاش مجالات التفاهم والمصالحة.

لابد أن الرسالة قد وصلت إلينا جميعاً، وهي أن ما مررنا به كان بالإمكان تداركه لو انتهجنا أسلوباً آخر في التعاطي مع الطموحات المشروعة، وفي المقابل لو كانت هناك أساليب أخرى للمعارضة تحفظ المصالح الاستراتيجية للبلاد، لتجنبنا كثيراً مما حدث. وما نأمله هو استلهام الدروس والنظر إلى المستقبل بروحية مغايرة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 45 | 4:28 م

      أمن الحرية وحرية الامن..

      نعم هي من المعضلات التي أنتجتها البشرية.
      فمن الصعب على الانسان أن تكون له حرية مطلقة وكذلك أمن حر رغم العلاقة القائمة بينهما.
      فحرية الانسان تنتهي عندما تبداء حرية الآخر ولا اطلاق في الحرية. فأمن المجتمع من أمن ألفرد المنضوي تحته الامن الاجتماعي، والاقتصادي، والغذائي .. وينعكس ذلك في الامن النفسي. فنرى حرية الانسان السوي ممن دونه. فحين تطلق في جزء وتقيد في آخر يخل ذلك بقانون التوازن ويحدث مجموعة من المشاكل المعقدة ومع وتراكمها تتشكل المعضلة.

    • زائر 42 | 11:43 ص

      شكرا لك

      لو اعترف الجميع بما وقع من أخطاء لكنا الآن بخير
      فقرتك الأخيرة خطوة جريئة وشجاعة لا أرى لها مثيل

    • زائر 40 | 8:42 ص

      الكرامة الوطنية والحياة الكريمة حق للشعب

      لابد ان نعرف ان المعارضة تمثل الشعب وان الاستخفاف بكرامة المواطن وحقه في الحياة الكريمة من خلال التجنيس السياسي والاستيلا على املاك الدولة دون وجه حق والفساد الاداري والاقصاء والتمييز كله اخذ في الازدياد دون ان يكون هناك بادرة من الحكومة بحلحلتها والامعان في نكرانها وعدم الاكتراث من جانب الحكومة لفترة طويله ورفض كل المحاولات من المعارضة من خلال المجلس النيابي او عن طريق الجمعيات السياسية لمناقشتها جعلت من النزول الى الشارع من الشعب امر محتوم للمطالبه بحقوقه الوطنية الاساسية

    • زائر 39 | 8:36 ص

      لأول مرة أتفق معك

      تحياتي وشكري الجزيل لهذه الشجاعة يا أخ منصور.. كنت أعلم أن من وراء ذلك الأسد شبل ..

      بالتوفيق إنشاء الله

      بوسلمان

    • سيد جابر | 8:33 ص

      آخر فقرة من المقال

      كلام سليم ومقال رائع كالعادة من الدكتور

      النقطة الأهم، هي آخر فقرة من المقال.

    • زائر 37 | 7:25 ص

      مصلحة الحق وحق المصلحة

      لماذا تعتبر الحرية احدى مؤشرات صلاح المجتمع؟

      tمن البديهي أنه قد يختلف الناس في الآراء ووجهات النظر، بينما في الحق اما يقبلوا به أو ينكروه.
      tكما هو معروق أن الحرية حق. في المجتمعات التي تُغلب المصلحة على الحق، ، فانها تنكر هذا الحق وتغلب المصلحه. وهذا يشير الى ان القانون ليس السيد و لم يطبق؟ فأي قانون يقر أن المصلحة أعلى من الحق.
      وليس غريباً أن نجد " أكثرهم للحق كارهون ... فالمصلحة تحتاج أمن اما الحق فلا . .

    • زائر 36 | 7:00 ص

      ونعم الكاتب

      سير يادكتور فخطك النظيف وقلم الذهبي الرنان الذي يزعج البعض والذين تنتابهم الغيرة منك ....... قد ازعجتهم نظافت اقلامك فانظر كيف يتههجم عليك البعض وانت تعلو في سماء الصحافة ومن طيبة اخلاقك من مدرسة الوالد الجمري تعلمت كيف لاتصغي لاصحاب الايادي السوداء الذي هم عبارة عن تجار للازمات .........

    • زائر 29 | 4:05 ص

      البحرين درة الخليج

      كلام واضح ورزين لانه صادر من قلب محب للبحرين ، لانه باختصار ابن البحرين وليس له وطن آخر والقيادة السياسية في البلد تقدر هذه الاقلام الاصيلة وتقدر اصحابها اما الاقلام الركيكة فهي وقتية وتستخدم لاغراض بعدها ترمي مثل المناديل الورقية ، حقيقة لست غائبة عن المتطفلين على الصحافة وانما يتناسونها لخلق توازن لذاتهم المهزوزة

    • زائر 27 | 3:45 ص

      طريق اسهل وأسرع

      الأعتذار فظيلة لما يخطيء الانسان ويعترف لهو شجاعة وفضيلة افضل من الاستكبار والاصرار علي الخطء ومواصلته

    • زائر 24 | 3:01 ص

      مسامحنهم ولكن

      قلت إذا رجعت للعمل سوف أسامح من إفترى علي با الوشاية وتسبب بإيقافي عن العمل، بالامس نقل لي أحد الاصدقاء بأنهم متذمرين من إحتمال عودتي بعد أكتشافي لوشايتهم، أطمأنهم بأني سوف أعاملهم بإخلاقي وليس بأخلاقهم، فأنا رغم الألم الذي أشاهده يوميا في عيون أطفالي بسبب الوضع المادي السيء اللذي أعيش فيه إلا أنني لم أنسى عشرة 25 سنة وإن نسوها.

    • زائر 22 | 2:36 ص

      يارقم 6

      كلام حق يراد به باطل للأسف وهناك اثباتات عديدة علي تعليقي لا يسع 700حرف لذكرها بل ولا 700 كتاب!!

    • زائر 21 | 2:28 ص

      بستان الحرين

      أحسنت يا دكتور على هذا الطرح الراقي في توصيل الرسالة إلى من يهمه الأمر و لكن ألا ترى أن سياسة قولوا ما تشاؤن و أفعل ما أشاء لا زالت متبعه؟؟

    • زائر 20 | 2:21 ص

      الأمن يجب أن يشمل لقمة العيش

      خلافا لتوجيهات جلالة الملك، مجالس التأديب (والفصل الطائفي) بجامعة البحرين تستأنف عملها!!! لفصل المزيد بدلا من الشروع بإرجاع الموقوفين والمفصولين!!! والله بلد العجايب!!!!!!!! أي أمن وحرية تتحقق من خلال هذا النهج.

    • زائر 19 | 2:15 ص

      لو كان عند المعارضة استراتيجية!!

      هذا مربط الفرس عجزنا وحنا نقول..اي واحد ينصح المعارضة يطلع خاين او يسد فمه انه لا يفهم شيء او هذا يغضب الله.. ماذا نفعل الله يرحم والديك يا دكتور الكتاب مقصرين في نقدهم ورشدهم مو معقول الكل غلط العالم شبه كله يوم عن يوم يبين الأخطاء التي ترتكب وندفع نحن ثمنها ارجوكم النظرة جدام شبر واحد بس

    • زائر 17 | 2:11 ص

      صباح الخير

      يا زائر رقم 6 من صجك معارضة كانت سلمية !!!!!! أحسنت يا زائر رقم 9

    • زائر 14 | 1:33 ص

      الأزمه

      يبدو بوضوح ان الحكومه بدات تصحح موقفها و لكن لا زالت المعارضه فى واد آخر فهى لا تعترف باخطائها بحق المواطن و الوطن و هذا سبب الأزمه الحاليه .

    • زائر 12 | 12:52 ص

      الوسطية مطلوبة ولكن هناك امور اخرى

      الوسطية هي حل لكثير من المشاكل ويقبلها معظم غالبية العقلاء ولكن هناك أمر مهم قبل هذا وذاك وهي مسألة كرامة المواطن كأنسان له حقوق وكمواطن له حقوق كما أيضا لا انكر أنه متى ما أعطي المواطن حقوقه بات من اللازم محاسبته على التقصير في واجبه كمواطن
      أمور مترابطة ولكن يا دكتور على ما يبدوا اننا نفخ في قربة مقطوعة لا أحد يقرأ ما تكتب ولا ينظر إلى ما نعلق
      احنا في واد والجماعة في واد ثاني وهذا من الأمور التي تخيب الآمال ولا تريح البال

    • زائر 11 | 12:45 ص

      و لكن !!

      بسبب مجموعه من الأنتهازيين فى كثير من مرافق الحيويه فى البلاد من الشركات و المؤسسات لن يدعوا أن تسير الأمور بطريقه عادله لتجنب من الحوادث التى تضر البلد مثال على ذلك فى بعض من الشركات استفادوا المدراء الكبار من الوضع لزيادة رواتبهم اكثر من 20% و اهملوا الموظفين . ماذا تكون ردة الفعل غير ايجاد الكراهيه و الأنتقام و اخيراً تثير البلبله والتى تنتج العمل السلبى و فقدان الثقه .

    • زائر 10 | 12:44 ص

      المعارضه السلميه

      مميزاة المعارصه البحرينيه
      1-مطالبها اصلاحيه بحته
      2-اقتناع و مشاركة معظم قطاعات المجتمع بها
      3-انتهاجها الطرق السلميه من مسيرات و اعتصامات
      4-رفض اي تدخل خارجي من اي جهة كانت
      5-ابتعادها عن التخندق الطائفي في المطالبه بالحقوق
      6-مطالبها و طنيه 100%
      7-محافضتها على الانجازات و ابتعادها كليا عن التخريب
      8-وصوح الاهداف
      9-ابتعادها عن مصطلح الغايه تبرر الوسيله
      10-واخيرا قياده واعيه و ذاة خبره عريضه

    • زائر 7 | 12:30 ص

      أتفق معاك بأن الحل التوافقي الذي يرضي الجميع الجميع هو الافضل.

      أما الحلول المتشددة في التعامل مع المطالبة بمزيد من الحرية والديمقراطية في دول العالم العربي سوف تودي الى نهايات مؤلمة.

      فصحيح ان الدول الغربية حتى الآن تساند كل ما يخدم مصالها بغض النظر عن طبيعة الانظمة، إلا ان هذه المعادلة يبدوا إنها في تحول، حيث ان مصالح هذه الدول سوف تكون اكثر امنا وحفاظا في ظل انظمة مستقرة تحترم حقوق مواطنيها.

      وعندها لا ينفع الندم.

    • زائر 6 | 11:49 م

      الرسالة وصلت

      لابد أن الرسالة قد وصلت إلينا جميعاً، نعم وصلت ويبقى السؤال علي كيفية كل فرد او مجموعة قراءتها فان أحسن قراءتها سلم المركب بالجميع وان اخطأ الاستيعاب غرق المحمل بمن فيه.....وسلام يا وطن

    • زائر 4 | 11:37 م

      احسنت استاذ منصور الانسان يتعلم من اخطاءه ونتمنى ان يتجنب كلا الطرفين الوقوع في الاخطاء السابقه

      "لابد أن الرسالة قد وصلت إلينا جميعاً، وهي أن ما مررنا به كان بالإمكان تداركه لو انتهجنا أسلوباً آخر في التعاطي مع الطموحات المشروعة، وفي المقابل لو كانت هناك أساليب أخرى للمعارضة تحفظ المصالح الاستراتيجية للبلاد، لتجنبنا كثيراً مما حدث. وما نأمله هو استلهام الدروس والنظر إلى المستقبل بروحية مغايرة"

    • زائر 2 | 10:45 م

      كلام رصين

      بصراحة وبدون أي مجاملة ما جاء في المقال كلام رصين يدل على رجاحة عقل وفكر كاتبه , نتمنى ان يأخذ الكل بها الكلام وأن لا يكون الغرور سيد الومقف في مثل هذه الأوضاع . صباح الخير للجميع

    • عنب احمر | 10:12 م

      شكرا

      ابداع يا دكتور

      اتمنى من الجميع الاستفادة والاعتبار

اقرأ ايضاً