العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ

يوم الجمعة العربي... عالم مختلف

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يوم الجمعة سيد الأيام، وفقاً لما يسميه نبي الأمة محمد (ص)، يوم يستعد فيه المسلمون لصلاة الظهر جماعة مختلفة عما سواها، أصبحت في العام 2011م جمعة مغايرة، فيها من النشاط والهمة ما يعج به الحراك العربي بصورة أذهلت العالم، وبدأت الجموع ترتقب جمعة أخرى بمسمى آخر، وبحدث آخر... ترى لماذا الجمعة، فهل فيه خلاص للأمة وإحياؤها من جديد؟

ليوم الجمعة خصوصية لا تعم سائر أيام الأسبوع لدى المسلمين، وهو أعظم عند الله عزّ وجلّ من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه ساعةٌ لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلاّ آتاه، ما لم يسأل حراماً، فيه من الخصال العظام وفقاً لقول رسولنا الكريم (ص): «تسمّيه الملائكة في السماء يوم المزيد: يوم الجمعة يوم خلق الله فيه آدم (ع)، يوم الجمعة يوم نفخ الله في آدم الروح...، يوم الجمعة يوم أسجد الله ملائكته لآدم...، يوم الجمعة يوم قال الله للنار: «كوني برداً وسلاماً على إبراهيم»، يوم الجمعة يوم أُستجيب فيه دعاء يعقوب (ع)، يوم الجمعة يوم غفر الله فيه ذنب آدم، يوم الجمعة يوم كشف الله فيه البلاء عن أيوب، يوم الجمعة يوم فدى الله فيه إسماعيل بذبحٍ عظيم، ويوم الجمعة يوم خلق الله فيه السماوات والأرض وما بينهما، يوم الجمعة يوم يتخوف فيه الهول وشدة القيامة والفزع الأكبر».

تحول يوم الجمعة من يوم راحة وسكينة وهدوء إلى يوم يعج بالمظاهرات الضخمة للاحتجاجات غير المسبوقة في أرجاء الوطن العربي من طلوع العام 2011م، لقد أصبح من المعتاد أن يطلق على أي يوم جمعة اسماً مثل جمعة الرحيل او جمعة الصمود، أو... ويتغير المسمى من جمعة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر وذلك بحسب مجريات الأحداث ومطالبات الشعب فيها، لكن يبقى السر في من يحدد التسمية؟ وكيف ينطلق خلفها الناس في ذلك البلد وترديدها من دون اختلاف أو انشقاق؟

من المعروف أن هذه (الجمع) بدأت من تونس، واشتهرت عندهم (جمعة الرحيل) عندما رحل زين العابدين بن علي في الجمعة الشهيرة 14 يناير/ كانون الثاني 2011، اذ أجبرت ثورة الياسمين الرئيس بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ إلى السعودية، وأعلن الوزير الأول محمد الغنوشي في اليوم نفسه توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس مهماته وذلك بحسب الفصل 56 من الدستور التونسي، حينها ظهر على شاشات التلفاز المواطن التونسي أحمد الحفناوي - الذي أطلق عليه حكيم ثورة تونس - وهو يقول: « لقد هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية».

ثم تبعت تونس مصر إذ انطلقت مظاهرات الغضب السلمية المتحضرة منذ 25 يناير 2011 مطالبة بتنحي مبارك، وبدأت تجمعاتها المليونية في كل يوم جمعة، واحتشد أكثر من ثمانية ملايين مصري، من مختلف الفئات العمرية الواقعة ما بين 15 و60 عاماً في مختلف مدن مصر في يوم جمعة عرفت هناك بجمعة الرحيل في 4 فبراير/ شباط، لكن جمعة الرحيل هذه لم تسقط مبارك، ولم يزد المصريين ذلك إلا صموداً إذ كانوا على موعد مع جمعة أخرى هي جمعة 11 فبراير إذ اجتاحت مصر فرحة عارمة بعد تنحي مبارك وتكليف الجيش إدارة شئون البلاد.

أما في سورية؛ فحملت جمعة 20 مايو/ أيار اسم «جمعة آزادي» تيمناً بالأكراد وذلك لجذب الجانب الكردي مع المحتجين، أما جمعة 10 يونيو/حزيران فأطلق عليها «جمعة العشائر»، وذلك تمهيداً لفزعة قبلية، وفي جمعة 9 سبتمبر / أيلول سميت بـ «جمعة الحماية الدولية» حيث ناشدت الهيئة العامة للثورة السورية المجتمع الدولي توفير حماية دولية للمدنيين.

ويبقى ليوم الجمعة رونق آخر؛ فعند الصباح وحين تتسلل أشعة الشمس من شرفة البيت تبدأ رسائل الكترونية تغدق على هواتفنا النقالة من أحبة صرنا نتواصل معهم كل يوم جمعة، إذ أصبحت لدينا عادة أن نرى مشاعرهم تتدفق علينا كقطرات المطر الباردة وسط الأجواء الخانقة، لتقول لنا: «لأني أحبك، لك مني دعوة من أعماق قلبي، أسأل الله لك الجنة»

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:26 ص

      شكراً لكِ يأستاذتنا الغالية على هذا المقال الرائع

      فرقتنا الاقدار يا أستاذة من مدرسة تجمعنا طوال الاسبوع ...
      لكني ادعوا الله ان التقي معك في يوم جمعة تجمعنا من جديد ..
      والى ذلك اليوم سأبقى انتظر مقالاتكِ الرائعة على صحيفة الوسط الرائعة...
      فلاتتأخري علينا

    • زائر 3 | 6:30 ص

      انتصار

      نحن فى انتظار جمعة انتصار الثورة السوريه آمين يا رب العالمين

    • زائر 2 | 4:01 ص

      تحية

      تحية للكاتبة المحترمة على الكلمة الداعية الى الخير(الدال على الخير كفاعله) ولملمة الشمل بدل من الرقص على الفرقة والتشرذم بين فئة وأخرى!.

    • زائر 1 | 1:20 ص

      الله ياستاذه رمله على جمعه العرب وبلذات جمعه البحرين

      كنا يبنيتي ننتظر يوم الجمعه بفارغ الصبر كونه يوم اللمه ولمه لول عاد اذا حطو الريوق في فيه العريش ذاك العصيد والبلاليط السنع المهيل والتمت الاياويد بغض النظر عن المذهب والدين سفره وحده على ساحل اليابور واهل الحد واهل المحرق ايصيفون عندنا بيت مال الله بيت الدرزي هذا ما اتذكر من احباب اول تسمع ضحكاتهم للسما وقلوبهم ابيض من اغترهم والكل يهتف الله لا يفرق هل اللمه ترى يمكن يرد ذاك الزمن لو يبقى بس ذكرى

اقرأ ايضاً