العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ

نفصلكم نعم... نعيدكم لا

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قرارات كثيرة سمعناها في الفترة الماضية، ولكن أبرزها كان المتعلق بالشأن العمالي، وكان أبرزها مثاراً للجدل أيضاً، في تناقضها وعدم الاستجابة لها.

فلقد بات خطاب الجهات الرسمية وبالخصوص الوزارات الحكومية التي اعتادت الرد على أخبار التسريحات والفصل بعبارة واحدة «إن الوزارة ليست جهة الاختصاص بالنظر في التظلمات على قرارات الفصل»!

المهرب من قرار إرجاع المسرّحين، والمهرب من تنفيذ التوجيهات والأوامر الملكية، «نحن لسنا جهة الاختصاص»، فمن الجهة التي تنفذ قرار عاهل البلاد بإرجاع المفصولين؟ لا أحد يعلم بذلك إلا الله سبحانه وتعالى.

فالقانون والأنظمة واللوائح والإجراءات، كلها تعطي المؤسسات الرسمية حق التسريح وبأسباب غير قانونية واعتماداً على مواد ولوائح وإجراءات «بالية»، إلا أن تلك القوانين والأنظمة واللوائح والإجراءات، لا تعطي أحداً الحق في إرجاع المفصولين لأعمالهم حتى ولو كان بأمر من القيادة السياسية، إذ لا يوجد جهة تنفيذية تمتلك الاختصاص في ذلك!

كل الجهات أحالت الموضوع للسلطة القضائية كونها جهة الاختصاص الوحيدة في النظر في تظلمات التسريحات، إلا أن أوامر عاهل البلاد كانت واضحة ومباشرة للجهات التنفيذية وعلى اعتبار أن الملك رأس السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية، والقضائية)، فخطاب الملك كان واضحاً وموجهاً مباشرةً للجهات الرسمية ولم يكن موجهاً للسلطة القضائية.

كل الجهات الرسمية وجدت رمي كرة إرجاع المسرّحين على السلطة القضائية مهرباً لها من أية تبعاتٍ أخرى، إلا أنها لحظة التسريح، لم تلجأ هذه الجهات إلى السلطة القضائية لإصدار قرار التسريح.

عجيب أمر بلدي، فقرار وتوجيه وأمر يدعو لإرجاع المفصولين لأعمالهم؛ والجامعيين لمقاعدهم الدراسية، لا يُستجاب له ويحتاج لإجراءات ولجان ولوائح وأنظمة ومعايير وضوابط واستشارات قانونية ودراسات استراتيجية وربما استعانة بخبرات أجنبية وخطط خمسية وغيرها من بيروقراطية التعطيل والمماطلة.

ومع ذلك القرار والأمر والتوجيه، تسير المؤسسات وبالخصوص الرسمية في الاتجاه المعاكس له بمزيد من التسريح والتوقيف، ما يوحي بأن الموضوع أشبه بـ «تحدي».

قرار آخر يدعو إلى تثبيت المتطوعين، تجده سريع التنفيذ كالبرق لا تأخير ولا تعطيل، ولا مماطلة ولا إجراءات وقوانين وأنظمة ولوائح مربكة تؤخر العملية، ولا لجان تدرس ولا اختبارات قدرة وقياس، ولا نظر في موازنة دولة أو سياسة تقشف.

بين تثبيت المتطوعين، وإرجاع المفصولين، يتوه المتابع لفهم وإدراك كيف يصنع القرار في بلدي، أو كيف يتم الاستجابة له، ومتى يتم تنفيذه؟ وما هي الإجراءات التي يحتاجها ليرى النور، فبعضها سريع كالبرق وأخرى يسير تنفيذها كالسلحفاة، ومع بطئها، إلا أنها غالباً ما تكون في الاتجاه المعاكس أيضاً.

ما يحدث حالياً على صعيد المؤسسات الرسمية تنعكس عليه مقولة «من السهل أن تهدم، ولكن من الصعب أن تعيد بناء ما هدمته»، فالجهات الرسمية سهلٌ عليها فصل موظفيها لكونها جهة الاختصاص بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية، ولكن من الصعب عليهما معاً تنفيذ الأوامر الملكية وإرجاع المسرّحين لأنهم باختصار وعلى حد مقولتهم «لسنا جهة الاختصاص»

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3301 - الثلثاء 20 سبتمبر 2011م الموافق 22 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 7:39 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      تم فصل زوجي من قبل ديوان الخدمة المدنية

      ووضع مكانه زميله في العمل ولكن دائمة الشكوى إلي الله وعلى من اخذ مكانه بالخسارة في رزقه

    • زائر 32 | 1:30 م

      قرارات الفصل تسيء إلى مملكة البحرين

      قرارات الفصل الجماعية تسيء لسمعة مملكة البحرين العمالية وتهدم ما بناه المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك المفدى - حفظه الله ورعاه.

      ونأمل من جلالة الملك المفدى إصدار مرسوم بإعادة جميع المفصولين في القضاع الحكومي لأن جلالته صمام أمان هذا الوطن وجلالته والد الجميع.

    • زائر 30 | 9:16 ص

      Strange country

      Thanks Hani ,but always remember that your in the strange country ,so what you see ,feel are normal.

      thks.

    • زائر 28 | 7:32 ص

      الى كل كتاب الوسط مع التحية

      لا تنسونا ..فأنتم لسان حالنا ..وبلسم جروحنا ..

      نحن المفصولين

    • زائر 27 | 6:51 ص

      مفصول .......

      اشكرك اخي هاني على المقال الممتاز حين تم فصلنا فقط بجرة قلم ولاكن ارجاعنا يتطلب الوقت اكثر من شهر لماذا حياة الناس وارزاق الناس لعبة في ايدي الكبار فمن لنا واسرتنا غير الله فما اقول الا المشتكي الى الله وافوض امري الى الله هو خير الرازقين

    • زائر 20 | 3:09 ص

      الواقعية المعاشه والكيل بمكيالين

      مقولة «من السهل أن تهدم ، ولكن من الصعب أن تعيد بناء ما هدمته»، أعجبتني كثيراً وهي لسان الحال هنا . فمتى يبدأ البناء ... انتظروا فنحن منتظرون .

    • زائر 19 | 2:49 ص

      حسبي الله و نعم الوكيل

      نحن ايضا نرجع امرنا الى قضاء الباري عز و جل فلا يرتجى عدل من الظلمه

    • زائر 18 | 2:44 ص

      بارك الله فيك

      لا أدري لماذا كل هذا التاخير والمماطلة!!!ولكنا واثقون بان سنرجع الى العمل أنشالله

    • زائر 15 | 2:19 ص

      تسلم يالغالي

      رحم الله البطن ألي حملك ، والله خير كلام

    • زائر 10 | 1:21 ص

      تهرب من المسؤوليه

      فمن الجهة التي تنفذ قرار عاهل البلاد بإرجاع المفصولين؟ لا أحد يعلم بذلك إلا الله سبحانه وتعالى.

    • زائر 8 | 1:02 ص

      لا عجب

      أخ هاني ، يجب أن تتعجب إذا رأيت حدثا صحيحا أو قرار يصب في الاتجاه الصحيح أو أوامر عادلة أو قضاء عادل هنا يجب عليك أن تتعجب وتضرب على راسك لتعرف إذا كنت نائما وتحلم أم أنك مستيقظ، أما أن ترى الأشياء معكوسة والتعليمات خطأ والأوامر الملكية لا تنفذ وأحكام قضائية لا ترى النور فهذا من طبيعة بلادنا فكيف لك أن تتعجب ، الرياضيون ، المفصولون، المفرج عنهم ، كلها قضايا صدرت بحقها عفوا وتسامحا كما يقولون ولكن هل تم تنفيذ شيئ من ذلك طبعا لا ،إذا كان بسيوني تعجب من ذلك فكيف لك أن لا تتعجب فنحن في بلاد العجائب.

    • زائر 6 | 12:36 ص

      اساذ هاني الله بلخير

      الاوليين يوليدي ايقولون مثل عجيب وامثالهم يوليدي اقرب الى الحكم كونهم يقلون المثل بعد تجارب واقعيه البلد بداءت بلتفكك الداخلي وهذا اخطر من قمبله هيروشيما ولا احد داير بال اهل لول ايقولون الف عمار مايلحقون على خراب واحد قضيه المفصولين جرح غائر في خاصره الوطن والصبر على الجرح حتى يطيب بروحه جريمه ولا اتصدق حكيم قال اصبر علجرح يبرئ ترى هلحكيم غشيم وشهادته مزيفه والا كان عالج الجرح ونهى القضيه

    • زائر 4 | 12:00 ص

      أوامر الفصل مقصودة ومقصود منها تفتيت ما بقي من اللحمة الوطينة

      هناك من يعمل على تفتيت اللحمة الوطنية بكل ما أتوي من قوة حتى يوهم الناس أن الحراك طائفي وأن
      هناك من يريد الشرّ للبحرين من خلال طائفيته
      لذلك الإصرار على الفصل دون اعتبار لأي نتائج مترتبة عليه يدل على أن هناك من لا يعبأ بمسألة التعايش
      والتلاحم الوطني بل ويريد أن يضرب السلم الأهلي
      في مفصل من مفاصله وذلك بتوظيف آخرين مكان المفصولين لكي ينظر المفصولون إلى من أخذ مكانهم بنظرة حقد وكراهية وبذلك يزداد شق المجتمع وتلك فتنة مرادة أسأل الله أن يقينا شرها وأن لا يوفق من يريدها

    • زائر 3 | 10:40 م

      عذرا أخي هاني

      نفصلكم نعم لنا الأمر والنهي .. نعيدكم لا الأمر للقضاءءءءءءءءءءءءءءءءء .. حسبناد الله ونعم الوكيل .. شكرا

    • زائر 2 | 10:21 م

      اختصاص الجهة

      يبدوا أننا بحاجة لدرس جغرافية لمعرفة جهات غير الجهات الأصلية والفرعية في بلدي

    • عنب احمر | 10:15 م

      كلامك حق

      شكرا للاستتاد هاني

      للاسف انها كما قلت تعقيد ارجاع المفصولين وتسهيل توظيف المتطوعين عجب العجاب

اقرأ ايضاً