العدد 3306 - الأحد 25 سبتمبر 2011م الموافق 27 شوال 1432هـ

صالح يواصل «الرقص على رؤوس الثعابين»

شبه الرئيس علي عبدالله صالح ذات مرة حكم اليمن «بالرقص على رؤوس الثعابين». فعلى مدى 33 عاماً قاد صالح تلك الدولة الفقيرة عبر حرب أهلية وانتفاضات وحملات لمتشددين وصراعات قبلية علاوة على الفقر.

ويبدو أن أيام الرقص قد ولت هذا العام في ظل احتجاجات شعبية حاشدة استلهمت الثورات التي تجتاح العالم العربي. وقد وعد صالح مراراً بالتنحي ليتراجع في اللحظة الأخيرة في كل مرة.

ووقع انفجار في دار الرئاسة في يونيو/ حزيران في محاولة اغتيال فيما يبدو ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة واضطره للتوجه إلى السعودية المجاورة للتعافي. لكن صالح الداهية نجح في العودة إلى جحر الثعابين يوم الجمعة ووصل إلى العاصمة صنعاء في خطوة مفاجئة يقول محللون إنها تزيد احتمال تكريس أعمال العنف ونشوب حرب أهلية.

وشهد اليمن احتجاجات شعبية تكثفت باطراد ضد حكم صالح منذ يناير/ كانون الثاني وبلغت ذروتها حين وقعت اشتباكات بين أفراد قبيلة حاشد والقوات الموالية لصالح في العاصمة وغيرها.

وتحدثت الولايات المتحدة بصراحة عن مخاوفها بشأن من قد يخلف صالح حليفها في الحرب ضد تنظيم «القاعدة» بجزيرة العرب وهو جناح للقاعدة مقره اليمن.

وتبين في الآونة الأخيرة أن حكم صالح لا يتزعزع فيما يبدو. في العام الماضي ضغط أنصاره من أجل إجراء تعديلات دستورية تسمح له بالترشح لولايات رئاسية بلا حد أقصى مدة كل منها خمس سنوات. وسرت تكهنات على نطاق واسع بأنه يعد أحد أبنائه ليكون خليفته المحتمل. لكن الانتفاضات الشعبية التي بدأت في تونس في ديسمبر/ كانون الأول جاءت لتقضي على الخطط. وبعد سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك صعد عشرات الآلاف من اليمنيين احتجاجاتهم اليومية في العاصمة صنعاء وبدأ صالح يعرض تنازلات شفهية.

في البداية قال صالح إنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة العام 2013 ونفى فكرة أن يخلفه ابنه ثم عرض إجراء استفتاء على دستور جديد بحلول نهاية العام والانتقال إلى «نظام برلماني» ديمقراطي.

لكن بعد مقتل 52 محتجاً ومعظمهم سقطوا بنيران قناصة في مارس/ آذار استقال عدد من كبار ضباط الجيش وشيوخ القبائل والدبلوماسيين والوزراء كما أعلن بعضهم انضمامه لصفوف المحتجين. وينتمى كثيرون إلى قبيلتي الأحمر وسنحان اللتين يرتبط صالح بصلة قرابة بهما وكان يعين أفرادهما في مناصب عسكرية وحكومية مهمة.

ومنذ ذلك الحين شارف ثلاث مرات على التوقيع على اتفاق لنقل السلطة بوساطة دول خليجية ليتراجع في كل مرة في اللحظة الأخيرة مما أطال من أمد المواجهة.

وأصبح صالح حاكماً لشمال اليمن العام 1978 في وقت كان الجنوب فيه دولة شيوعية منفصلة وقاد البلاد بعد دمج الدولتين العام 1990 .

وتتكرر شكاوى معارضي صالح من أن اليمن تحت حكمه لم يستطع توفير الاحتياجات الأساسية للشعب حيث يعيش اثنان من كل ثلاثة على أقل من دولارين في اليوم. وتتراجع الثروة النفطية وتنفد المياه على رغم بدء تصدير الغاز الطبيعي المسال العام 2009 .لكن صالح استطاع أن يحافظ على دعم القوى العربية والغربية.

وبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على مدن أميركية تنبهت واشنطن إلى أن اليمن مصدر للمقاتلين الذين ينضمون لصفوف تنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن. وعلى رغم مولد بن لادن في السعودية فإن أصوله ترجع إلى منطقة حضرموت باليمن.

وتعاون صالح مع السلطات الأميركية وشنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. ايه) هجوماً ناجحاً بطائرة من دون طيار استهدف شخصية مطلوبة. لكن بحلول العام 2007 كان المتشددون أعادوا تنظيم صفوفهم في اليمن وفي 2008 أعلنوا أن جناحيهم في السعودية واليمن اتحدا تحت لواء «القاعدة» في جزيرة العرب.

ومنذ عام 2009 بدأ التنظيم يقوم بمحاولات أكثر جرأة لشن هجمات على أهداف أمريكية وسعودية خارج اليمن فضلا عن استهداف السائحين الأجانب داخله. في الوقت نفسه تمرد الحوثيون على حكم صالح وبدأ الجنوبيون الذين يشعرون أنهم مهمشون مسعى انفصالياً جديداً.

وردت السعودية والولايات المتحدة وغيرهما من الحلفاء بزيادة الدعم المالي لتعزيز حكم صالح. ولو كان صالح مقاتلاً قوي العزيمة فإنه أيضاً صاحب كاريزما وتمتع بشعبية في أوقات كثيرة وهو يفهم جيداً تفاصيل المجتمع اليمني.

وفي العام 1990 أدت مجموعة من الظروف الداخلية والإقليمية إلى توحيد شمال اليمن بقيادة صالح ودولة جنوب اليمن الاشتراكية في خطوة عارضتها السعودية في البداية

العدد 3306 - الأحد 25 سبتمبر 2011م الموافق 27 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً