أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أمس السبت (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) أن مقاتلي المجلس منحوا سكان مدينة سرت «فرصة يومين» لمغادرتها.
وقال عبدالجليل في مؤتمر صحافي في بنغازي نقل على الهواء مباشرة: «أعطيت فرصة ليومين من قبل الثوار لخروج المدنيين من سرت»، مشيراً إلى أن هذه المهلة «بدأت الجمعة».
إلى ذلك واصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس (السبت) محاولتها السيطرة على سرت وبني وليد، في وقت أعلن الهلال الأحمر الليبي وجود أكثر من خمسين ألف نازح خصوصاً بسبب المعارك في هاتين المدينتين، وسط انتقادات توجه إلى السلطات الجديدة بسبب طريقة تعاملها مع السجناء.
وأبلغ قائد ميداني في بني وليد وكالة «فرانس برس» أن «الثوار تقدموا أمس نحو المدينة مجددا، إلا أنهم وجدوا أمامهم عائلات تستخدمها القوات الموالية لمعمر القذافي دروعا بشرية ما دفعهم إلى التراجع».
وأضاف أن «قوات القذافي تطلق صواريخ غراد في كل صوب وبشكل عشوائي، ونحن نرفض تعريض المدنيين للخطر»، مشيرا إلى أن «قتيلين في صفوف الثوار سقطوا الجمعة جراء القصف العنيف لمواقعنا».
وعلى رغم مرور ثلاثة أسابيع على بدء المعارك للسيطرة على بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) إثر فشل مفاوضات لتسليمها؛ لايزال الثوار يواجهون مقاومة عنيفة من قبل قوات القذافي أدت إلى سقوط أكثر من أربعين من مقاتلي المجلس الانتقالي بحسب مصادر طبية.
ويعمل الثوار عند هذه الجبهة على المحافظة على المواقع التي سبق أن سيطروا عليها، فيما يتدربون على شن هجمات جديدة يقولون إنها ستكون حاسمة.
وفي سرت (360 كلم شرق طرابلس)، مسقط رأس القذافي، ذكر مراسل «فرانس برس» أن حوالي مئة آلية عسكرية تابعة للثوار تحاصر مركزاً للمؤتمرات في المدينة سبق أن استضاف قمماً رئاسية بينها القمة الإفريقية.
ويأتي ذلك بعد يوم من اضطرار مقاتلي النظام الليبي الجديد إلى الانسحاب إلى حدود مدينة سرت، إذ منعهم القناصة الموالون إلى الزعيم المخلوع الجمعة من إحراز تقدم على رغم مضي أسبوعين على بدء الهجوم.
وتسيطر قوات المجلس الوطني الانتقالي على المرفأ والمطار لكنها لم تتمكن من السيطرة بصورة دائمة على بقية أنحاء المدينة.
في هذا الوقت، نفى قادة عسكريون اعتقال المتحدث باسم نظام القذافي موسى إبراهيم ، مؤكدين أن من اعتقل هم أفراد من عائلته فحسب.
وقال المجلس العسكري لمصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التابع إلى المجلس الوطني الانتقالي إن موسى إبراهيم لم يعتقل ومازال فارا، وان من اعتقل هم أفراد من عائلته، نافياً بذلك معلومات أوردها اثنان من قيادييه الخميس وأكدا فيها أن المتحدث باسم النظام السابق اعتقل بينما كان يحاول الفرار.
وفي ظل استمرار المعارك في سرت وبني وليد، أعلن المسئول عن الهلال الأحمر الليبي عبدالحميد المدني مساء الجمعة لـ «فرانس برس» وجود أكثر من خمسين ألف نازح ليبي بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد منذ الثورة على نظام القذافي وخصوصاً بسبب المعارك في هاتين المدينتين.
وقال: إن «الأعداد كبيرة لكن الوضع تحت السيطرة إجمالاً بفضل تكاتف جهود الهلال الأحمر الليبي والصليب الأحمر الدولي والعديد من المنظمات الدولية والأهلية الأخرى».
وتعرضت السلطات الليبية الجديدة لانتقاد من قبل منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي دعت المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى منع الجماعات المسلحة من ممارسة «الاعتقال التعسفي» و»تعذيب السجناء».
وقالت المنظمة إنها قامت بزيارات لعشرين مركز اعتقال في طرابلس وتحدثت مع 53 موقوفاً.
وأوضحت في بيان أن «الموقوفين تحدثوا عن سوء معاملة في ستة مراكز اعتقال يشمل الضرب واستخدام الكهرباء، وكشف بعضهم عن آثار تعذيب تدعم ادعاءاتهم، علما بأن أحداً منهم لم يمثل أمام قاض».
وتابعت «هيومن رايتس ووتش» أن «على المجلس الانتقالي، بمساعدة الداعمين الدوليين له، أن يؤسس بسرعة نظاما قضائيا للنظر في قضايا الموقوفين».
وذكرت المنظمة أن آلاف الأشخاص جرى توقيفهم من دون مراجعة قانونية منذ سقوط نظام معمر القذافي نهاية اغسطس/ آب، مشيرة إلى أن معظم الذين جرى توقيفهم هم من أصحاب البشرة السمراء الذين اتهموا بالقتال إلى جانب قوات القذافي.
وفي طرابلس، عثرت السلطات الليبية الجديدة في منطقة الأصابعة على بعد نحو 120 كلم جنوب غرب العاصمة، على مقبرة جماعية فيها 11 جثة تعود إلى مقاتلين للمجلس الوطني الانتقالي، بحسب ما أفاد قائد ميداني لوكالة «فرانس برس» (السبت).
وقال قائد ثوار يفرن ميلود ابو دية: «عثرنا الجمعة على مقبرة جماعية في منطقة الأصابعة في جبل نفوسة تضم 11 جثة جرى رميها في بئرين».
وأضاف أنه «جرى العثور أيضاً على جثة أخرى في مكب للنفايات في المنطقة نفسها».
وتابع أن «الجثث تعود إلى مجموعة من الثوار فقدوا وتم أسرهم أثناء حصار مدينة يفرن، قبل إعدامهم على أيدي كتائب القذافي»
العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ