العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ

الروك باند البحرينية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فرقة اوريسيس هي أوّل فرقة بحرينية للروك، بدأت منذ 30 سنة، ولها جمهورها من البحرينيين وغير البحرينيين، وقد ذهبنا لرؤية الفرقة في الصالة الثقافية، وتفاجأنا من الحضور الكثيف من قبل الجمهور، وهذا دليل على نجاح الفرقة، وعلى حب الشباب البحريني للروك.

الجميل في بداية العرض هو وضع جزء من صوت النهام البحريني المشهور «بن علان»، بسبب مرور 30 عاما على وفاته، ومن ثم بدأت الفرقة في الغناء والعزف الجميل، وأروع ما في العزف هو إدخالها هوية البحرين في العرض، عندما استخدمت بعض الآلات الموسيقية البحرينية القديمة التي لا تمت للروك بأي صلة، ولكنها تناغمت مع عزف الجيتار تناغما خياليا.

ليس هذا فقط، فالأعجب من هذا كله هو وجود أطياف المجتمع البحريني بسنته وشيعته ونسائه ورجاله وشبابه جالسين يهتفون ويتناغمون مع العمل الموسيقى الرنان، ولكأنَّ هذه الموسيقى وحدتهم أخيرا بعد هذه الفرقة التي طالت 7 شهور تقريبا.

ما أجمل الوحدة وما أجمل أن ترى شباب البلد متكاتفا مرة أخرى، ومع انني شخصياً لا أحب موسيقى الروك، إلا انني أحببتها عندما رأيت الوحدة تلف أبناء وطني، وما ان سمعت الجميع يهتف ويضحك حتى بكيت من شدة السعادة التي غمرتني، فها هم أهل البحرين يثبتون في مناسبة بسيطة جدا وفي صالة الثقافة أنهم مازالوا أهل خير وبساطة وتماسك على رغم الشدائد ومحاولة الانقسام.

هذا الانقسام الذي كبَّدنا الكثير، والذي أفرز حقدا وكراهية بين أطيافه، إذ مازلنا نسمع عن بعض المناوشات في الوزارات والمدارس والقطاعات الخاصة، وعن توجيه التهم لبعضنا البعض، فهل نستطيع إحضار هذه الفرقة كل يوم حتى نرى الوحدة مرة أخرى؟!

سأدفع الغالي والثمين من أجل رؤية هذه اللحظة، التي يتمناها أغلب المخلصين للبحرين، لحظة الوحدة ونبذ الانقسام والطائفية، لحظة لا يستطيع المرء شراءها بل تتأتى من القلوب النابضة بالخير، فيا ليت وزارة الثقافة تزيد في عرض الموسيقى، لأنه قد يكون المخرج مما حصل لنا في البحرين!

كنا ومازلنا إخواناً سنة وشيعة، وما يحدث في بعض الأحيان لبعض الناس من تصرّفات غير مسئولة تعرض الوحدة الى المخاطرة والمهاترة، فهل هناك من مستجيب الى الوحدة، أم ان هناك من يعجبه حال الانقسام والتعدي على الآخر وتخوينه؟!

أمور كثيرة في الجوف، وأكثرها يتحدث عن الطائفية وعن التخوين، فلنحترم الناس ان كنا نريد مجتمعا مدنيا متحضِّرا، ودعونا نبدأ بأنفسنا في إحداث التغيير من أجل الوطن، فلا انقسام ينفع ولا طائفية تربح، لأن الاثنين يقودان الى هلاك المجتمع البحريني لا رُقيِّه.

ونشكر في هذا المحفل وزارة الثقافة التي أمتعتنا بهذا الفن، كما نشكر هذه الفرقة البحرينية على العرض الرائع الممتع، ونتمنى لهم النجاح، وان كان العرض بسيطا إلا ان معانيه كانت أكبر

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:53 ص

      من الذي بدأ التخوين والطائفية؟

      الاخت مريم, سؤال في الوجدان من الذي بداء الطائفية والتخوين؟ ومن قام بسب وشتم طائفة بأكملها وإباحة دمهم علنا وطالب بقتلهم في الاعلام الرسمي؟ ومن هم من قاموا بالتبليغ عن زملاءئهم في العمل ومن ومن ومن؟ لماذا نغمض عين واحدة ونرى بالاخرى فقط؟ مجرد أسئلة مرت بخاطري وانا اقراء مقالكِ؟ واتمني من كل قلبي ان نرى الحقيقة المغيبة! ومن الذين قالوا لا عفا الله عن ما سلف، من بدأ فليتحمل المسوؤلية كاملة.

    • زائر 4 | 3:58 ص

      نعم استاذه مريم

      البحرينين لم يتغيروا وعلى قولة المثل الذهب لايتغير مع مرور الزمن دمتي سالمه

    • زائر 3 | 3:10 ص

      و شكرا لك

      شكرا لك على هذه المقال المعبر

اقرأ ايضاً