العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ

السعي الى تحقيق السلام في عالم غير مثالي (3)

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

إننا نقف مع حلفائنا الأوروبيين وهم يعيدون تشكيل مؤسساتهم ويواجهون التحديات المالية الخاصة بهم. أما بالنسبة إلى البلدان الأخرى؛ فالقادة فيها يواجهون تحدياً مختلفاً، إذ يوجّهون اقتصاداتها نحو مزيد من الاعتماد على الذات، مما يؤدي إلى زيادة الطلب المحلي وفي الوقت نفسه إلى تخفيض وإبطاء معدل التضخم. ولذلك سنعمل مع الاقتصادات الناشئة التي انتعشت بقوة، بحيث تخلق مستويات المعيشة المرتفعة أسواقاً جديدة تعمل على تعزيز النمو العالمي. هذا هو ما يتطلبه التزامنا بالرخاء.

ومن أجل مكافحة الفقر الذي يقسو على أطفالنا، يجب علينا أن نعمل من منطلق الاعتقاد بأن التحرر من العوز هو حق أساسي من حقوق الإنسان. ولقد جعلت الولايات المتحدة من هذه المسألة نقطة محورية لانخراطنا في الخارج لمساعدة الناس على إطعام أنفسهم. واليوم، إذ أدى الجفاف والنزاع إلى حدوث المجاعة في منطقة القرن الإفريقي، فإن ضميرنا يدعونا إلى التحرك. وإننا، معاً، يجب أن نستمر في تقديم المساعدة، ودعم المنظمات التي يمكن أن تصل إلى المحتاجين. ومعاً؛ علينا أن نصرّ على وصول المساعدات الإنسانية من دون قيود حتى نتمكن من إنقاذ حياة الآلاف من النساء والرجال والأطفال. إن إنسانيتنا المشتركة مهددة بالخطر. دعونا نُظهر أن حياة أي طفل في الصومال هي شيء ثمين مثل حياة أي طفل آخر. هذا هو ما يتطلبه التزامنا تجاه إخوتنا من البشر.

ومن أجل وقف الأمراض التي تنتشر عبر الحدود؛ يجب علينا تعزيز نظم الصحة العامة لدينا. وسنواصل مكافحة فيروس ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) والسل والملاريا. وسنركز على صحة الأمهات والأطفال. ويجب أن نتكاتف معاً لمنع واكتشاف ومكافحة كل نوع من أنواع الأخطار البيولوجية - سواء كان وباءً مثل فيروس اتش وَن إن وَن (H1N1)، أو تهديداً إرهابيّاً، أو مرضاً يمكن علاجه.

لقد وقّعت الولايات المتحدة هذا الأسبوع اتفاقاً مع منظمة الصحة العالمية لتأكيد التزامنا بالتصدي لهذا التحدي. واليوم، أحث جميع الدول على الانضمام إلينا في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية في التأكد من أن جميع الدول لديها القدرات الأساسية في موضعها الصحيح لمواجهة ومعالجة حالات الطوارئ الصحية العامة بحلول العام 2012. هذا هو ما يتطلبه التزامنا بصحة شعوبنا.

ومن أجل الحفاظ على كوكبنا؛ يجب علينا ألا نؤجل اتخاذ الإجراءات التي يتطلبها تغير المناخ. ويجب علينا الاستفادة من قوة العلم لحفظ تلك الموارد التي تعد شحيحة. ومعاً، يجب أن نواصل عملنا للبناء على أساس التقدم المحرز في كوبنهاغن وكانكون، حتى يتسنى لجميع الاقتصادات الكبرى هنا اليوم الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها. ومعاً، يجب أن نعمل على تحويل الطاقة التي تغذي اقتصاداتنا، ونعمل على دعم غيرها فيما تتحرك في المسار نفسه. هذا هو ما يتطلبه التزامنا تجاه الجيل المقبل.

ومن أجل التأكد من تحقيق مجتمعاتنا كامل طاقاتها؛ يتعين علينا السماح لمواطنينا أن يستغلوا طاقاتهم هم أيضاً.لا يمكن لأي بلد أن يتحمل الفساد الذي يبتلي العالم مثل سرطان. معا، يجب علينا تسخير واستغلال قوة المجتمعات المنفتحة والاقتصادات المفتوحة. هذا هو السبب في أننا تحالفنا مع دول من مختلف أنحاء العالم لإطلاق شراكة جديدة على أساس «الحكومة المنفتحة» تساعد على ضمان المساءلة والمحاسبة وتمكين مواطنيها. لا ينبغي لأي بلد أن ينكر على الناس حقوقهم في حرية التعبير وحرية الدين، كما لا ينبغي لأي بلد أن ينكر حقوق أفراده بسبب مَن يحبون.

ولا يمكن لأي بلد تحقيق كامل قدراته وإمكاناته إذا كان نصف سكانه لا يمكنهم استغلال طاقاتهم. لذلك وقّعت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إعلانا جديدا عن مشاركة المرأة. وفي السنة المقبلة، ينبغي علينا جميعاً أن نعلن الخطوات التي نتخذها لإزالة الحواجز الاقتصادية والسياسية التي تقف في طريق النساء والفتيات. هذا هو ما يتطلبه التزامنا بالتقدم الإنساني.

إنني أعلم أنه لا يوجد خط مستقيم يؤدي مباشرة إلى ذلك التقدم، ولا يوجد مسار واحد لتحقيق النجاح. نحن نأتي من ثقافات مختلفة، وكل منا يحمل معه تاريخاً مختلفاً. ولكن دعونا ألا ننسى أننا حتى ونحن نجتمع هنا بصفتنا رؤساء حكومات مختلفة، نمثّل مواطنين يشتركون في التطلعات الأساسية نفسها – أن نعيش بكرامة وحرية، وأن نحصل على التعليم ونغتنم الفرص، وأن نحب عائلاتنا، وأن نحب إلهنا ونعبده، وأن نحيا في ذلك النوع من السلام الذي يجعل الحياة جديرة بالعيش.

إن من طبيعة عالمنا غير الكامل أننا مضطرون إلى تعلم هذا الدرس مراراً وتكراراً. سيستمر النزاع والقمع ما دام بعض الناس يرفضون معاملة الآخرين كما يحبون أن يُعاملوا. ومع ذلك؛ فإن هذا بالضبط هو السبب في أننا بنينا مؤسسات مثل هذه المنظمة - لكي تربط مصائرنا معاً وتساعدنا في معرفة أنفسنا من خلال الآخرين - لأن الذين سبقونا آمنوا بأن السلام أفضل من الحرب، والحرية أفضل من القمع، والرخاء أفضل من الفقر. تلك هي الرسالة التي لا تأتي من عواصم الحكم، بل تأتي من المواطنين، تأتي من أبناء شعوبنا.

وعندما وُضع حجر الأساس لهذا المبنى بعينه، جاء الرئيس ترومان هنا في نيويورك، وقال: «إن الأمم المتحدة في جوهرها هي تعبير عن الطبيعة الأخلاقية لتطلعات الإنسان». الطبيعة الأخلاقية لتطلعات الإنسان. وإذ نعيش في عالم يتغير بوتيرة متسارعة تقطع الأنفاس، فإن ذلك هو الدرس الذي يجب ألا ننساه أبداً.

إن تحقيق السلام أمر صعب، لكننا نعرف أنه ممكن.ولذلك، فمعاً، دعونا نعقد العزم على أن نرى أن آمالنا هي التي تحدد وتشكّل ملامح السلام وليست مخاوفنا. معاً، دعونا نعمل على صنع السلام، ولكن الأهم، أن يكون سلاماً يدوم

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:01 م

      السلام أفضل من الحرب، والحرية أفضل من القمع، والرخاء أفضل من الفقر (كلام كله حكم و درر ولكنه لا يتطابق مع الواقع) .... ام محمود

      مساكين الشعوب العربية جروحهم نازفة أجسامهم مقطعة و دامية وأصواتهم مخنوقة وحرياتهم محاصرة ومقتولة هناك من اتحد لابادتهم لكي لا تبقى لثوراتهم باقية
      ___
      للأسف ان الامم المتحدة في جوهرها لا تعبر عن الطبيعة الأخلاقية لتطلعات الانسان ولا مجلس الأمن ولا حلف الأطلسي لقد تم التلاعب بأهدافهم و ظهرت نواياهم الشريرة
      فالقول دائما يتعارض مع الفعل

      يقولون ان الترسانة الامريكية والترسانة الصهيونية من السلاح الهائل سيصيبه العطب والشلل في آخر الزمان ولن يستطيعوا استخدامه
      وسيحدث ذلك بقدرة الهية ليفوز المؤمنون

    • زائر 2 | 2:35 م

      هل ستصمد امريــــــــــــــــــــكا في وجه التحديات والطوفان القـــــــــــــــــــادم ...... ام محمود

      من الأقوال المشهورة :
      _ اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك , كما يحبونك عندما تتسلمه .

      _ كلما ارتفع الإنسان , تكاثفت حوله الغيوم والمحن
      ** ** ** **
      أمام الرئيس اوباما تحديات كثيرة منها الاقتصاد الامريكي المنهار وارتفاع نسبة البطالة كذلك تأزم القضية الفلسطينية سيجعله ينحاز للدولة الصهيونية فهي الصديقة للأبد وهناك تخوف من حدوث اغتيالات في صفوف القادة الفلسطينيين
      التحدي الثالث الثورات العربية ستجعل امريكا على المحك
      التحدي الرابع قدرته على الوقوف بوجه ايران إذا ما نهضت لمساعدة فلسطين

    • زائر 1 | 2:19 م

      هناك جوانب مشرقة في السياسة الامريكية واخرى مظلمة مثل سواد الليل .. ام محمود

      (لا ينبغي لأي بلد أن ينكر على الناس حقوقهم في حرية التعبير وحرية الدين، كما لا ينبغي لأي بلد أن ينكر حقوق أفراده بسبب مَن يحبون
      ولا يمكن لأي بلد تحقيق كامل قدراته وإمكاناته إذا كان نصف سكانه لا يمكنهم استغلال طاقاتهم)
      هذه العبارات أعجبتني وتناسب حالنا في البحرين بعد العاصفة
      _
      التكاتف الدولي مهم لاجتياز الصعوبات والأزمات ورأينا ذلك جليا من الوقفة المشرفة للدول للتخفيف من المجاعة التي أصابت الصومال والتعاون لانقاذهم
      أحيانا نحس ان ضمير امريكا وانسانيتها أحسن من ضمير العرب
      ولكننا ندرك انه (مزيف)

اقرأ ايضاً