العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ

عشقنا البحر منذ الصغر ونفتقده بكل ما فيه الآن

عبدالله عبدالكريم وعبدالحليم الجنوساني لـ «الوسط»:

قال البحاران البحرينيان عبدالله عبدالكريم وعبدالحليم الجنوساني إن أغلب أهالي وبحارة قرية جنوسان عشقوا البحر منذ وقت طويل جداً، مؤكدين أنهما كانا أحبا البحر منذ صغرهما، ولكن الآن فإنهما وجميع البحارة من أهالي القرية باتوا يفتقدون البحر ورائحته وكل ما فيه. كان ذلك في لقاء قصير أجرته «الوسط» معهما:

من أين أنتما تحديداً؟

- عبدالله عبدالكريم: نحن من أهالي قرية جنوسان، أباً عن جد.

هل من الممكن أن نعلم ما الذي تقومان به به أمام البحر؟

- عبدالحليم الجنوساني: نقوم بصناعة «الحظور»، وهي مصائد يستخدمها البحارة لصيد الأسماك.

وهل أنتما صانعا مصائد «حظور» فقط، أم بحاران أيضاً؟

- عبدالكريم: نحن بحاران، عشقنا البحر منذ صغرنا كما هو حال أغلب أهالي القرية والذين باتوا الآن يفتقدون البحر بعد التعدي عليه وردمه من كل جانب وجهة، حتى أصبحنا جزيرة بلا سواحل تحيط بها.

ألا تقومان ببيع المصائد «الحظور» بعد صنعها؟

- الجوساني: لا نقوم ببيع «الحظور»، حيث بعد الانتهاء من صنع المصائد نقوم باستخدامها لصيد الأسماك.

وكم هي كلفة صنع الواحدة من هذه المصائد «الحظور»؟

- عبدالكريم: سابقاً كانت لا تكلف كثيراً، وذلك لأن أسعار المواد المستخدمة فيها رخيصة، أما الآن فالكلفة الإجمالية ارتفعت كثيراً مقارنة بالماضي، وأصبح سعر الواحدة كبيراً جداً.

وكم تأخذان من مدة زمنية حتى تقوما بصنع واحدة من تلك المصائد؟

- الجنوساني: في الكثير من الأحوال تأخذ الواحدة يوما إلى ثلاثة أيام بالكثير، مع العلم أنني أستخدم الحطب في صنع الركائز الخاصة بـ «الحظرة»، في حين أن الحاج عبدالله يستخدم «العسج» بعد أخذه من النخيل، الأمر الذي يأخذ منه وقتا أطول في صنعها.

ممَ تتكون المصيدة، تحديداً؟

- عبدالكريم: تتكون من 3 أجزاء أولها «التناوير» و «الحوي» و «القديل».

هل من الممكن أن توضح لنا معنى كل واحدة منها؟

- عبدالكريم: «التناوير» هو مدخل المصيدة، أما «الحوي» فهي التي تتجول فيها الأسماك قبل دخول المصيدة الأساسية، وسميت بـ «الحوي» نسبة لما لفناء المنزل والذي يطلق عليه الاسم نفسه (الحوي) والذي عادة يستخدمه أهل المنزل للجلوس والراحة، أما «القديل» فهو المصيدة الأساسية للحظرة، وتحديداً بعد راحة الأسماك وعجزها في «الحوي» فإنها تذهب للمصيدة لأنه لا مخرج أمامهم إلا هي، الأمر الذي يوقعها في شباك الصيد بالأخير.

وكيف يقوم البحارة بانتشال الأسماك بعد دخولها «القديل»؟

- الجنوساني: البحارة عادة يدخلون البحر لحظة الجزر، وعندها يقومون بغرف المصيدة بدلو كبير، ويأخذ الأمر وقتا من الزمن حتى يتمكن البحارة من انتشال جميع الأسماك الموجودة في المصيدة، والتي تتنوع بأشكالها وأحجامها.

وكم هو حجم الكمية التي يتمكن الصياد من انتشالها في كل مرة؟

- عبدالكريم: هذا الشيء بيد رب العالمين وهو رزق، ففي كل مرة تختلف عن الأخرى، ولكن هذا لا يعني أن نغفل شيئا مهما وهو أن الأسماك هجرت السواحل بسبب التعدي على البحر وردمه من كل حدب وجهة، حتى أصبحت الأسماك بلا مرعى، الأمر الذي أدى بدوره لتقلص عدد الصيد مقارنة بالماضي.

بعد صيد الأسماك، أين يبيع البحارة الأسماك؟

- الجنوساني: سمك جنوسان معروف بلذته وطعمه الرائع، وذلك لأن أغلب الأسماك تم صيدها من أمام الساحل وليس بموقع بعيد، ولهذا فهي تمتاز بالطعم الرائع واللذيذ جداً، وجميع بحارة القرية يقومون بعرض الأسماك أمام شارع القرية، بشكل شبه يومي، ويحضر يوميا الكثير من المواطنين والأجانب المقيمين لشراء هذه الأسماك الطازجة وبسعر زهيد جداً مقارنة بالأسواق المركزية.

وهل تحب أن يتعلم أولادك، مهنة صيد الأسماك وصناعة المصائد؟

- الجنوساني: نحن أهل البحرين، أبناء هذه الأرض الطيبة، عشق آباؤنا وأجدادنا البحر ونحن تعلقنا به منذ الصغر، فهو بمثابة التاريخ الذي يجب أن يكتب ويؤرخ حتى لا يقوم البعض بتحريفه، ولهذا فإنني فعلا أتمنى أن يتعلم أبنائي هذه المهنة، وأن يعشقوا البحر كما عشقناه.

- عبدالكريم: أنا لا أمدح أهل قريتي «جنوسان» ولكن يمكنك أن ترى بعينيك، كيف أن شبابنا وكهولنا جميعهم يعشقون البحر، وبكل ما فيه، وهذا ليس بغريب على أهل البحرين كما قال عبدالحليم، ولهذا أنتهز هذه الفرصة لأقدم شكر الأهالي لصحيفة «الوسط» لأنها تؤرخ وتكتب التاريخ بكل ما فيه، وذلك لأجل البحرين ولأجل الجميع

العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:31 م

      كبير يا حليم

      البحرين بمن فيها عشاق للبحر ( ابا عن جد )

      كبير يا نوخذتنا حليم والله يرزق الجميع ..
      تحياتي لك م ابراهيم

    • زائر 6 | 2:24 ص

      صور و ذكريات

      الله على ايام زمان و الصور الجميلة التي ذكرتني بطفولتي على ساحل السنابس و البحارة يصنعون الحظرة و يفرشونها على طول الطريق المطل على الساحل و نحن اطفال صغار نركض على الحظرة المفروشة بكل براءة ذهابا و ايابا و ما اطول صبرهم و طول بالهم علينا اولئك البحاحير يرحمهم الله برحمته الواسعة ااه ما اجمل تلك الايام ما زلت اتذكرها و اتذكر البحر الجميل عند استيقاظي اول شيء يجذبني للخروج من المنزل هو البحر و منظره الهاديء و كأنه قطعة حرير مفروشة يحركها النسيم بهدوء و سكينة

    • زائر 3 | 3:44 ص

      حسافة عليك يا بحر

      يقولون البحرين جزيرة تحيط بها المياه من كل جانب !!!

      أصبحت البحرين مدينة تحيط بها المباني من كل جانب

      قال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

    • زائر 2 | 3:05 ص

      خير الكلام ما قل ودل

      نحن أهل البحرين، أبناء هذه الأرض الطيبة، عشق آباؤنا وأجدادنا البحر ونحن تعلقنا به منذ الصغر، فهو بمثابة التاريخ الذي يجب أن يكتب ويؤرخ حتى لا يقوم البعض بتحريفه، ولهذا فإنني فعلا أتمنى أن يتعلم أبنائي هذه المهنة، وأن يعشقوا البحر كما عشقناه.

    • زائر 1 | 2:47 ص

      رغد

      عاد هم خلوا لينا بحر!

اقرأ ايضاً