العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ

«بلاد البحرين»... «بلاد القصتين»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«بلاد البحرين»، هي بلادنا العزيزة، التي ارتبط اسمها ببحرين، أحدهما مالح يتمثل في مياه الخليج العربي، والآخر ماء حلو كان يأتينا من الينابيع العذبة في قاع البحر ومن بطن الأرض. وبسبب تواجد الماء العذب قامت حضارة دلمون التي ارتبطت بحضارة «بلاد ما بين النهرين»، بلاد دجلة والفرات، قبل خمسة آلاف سنة.

حضارة بلاد ما بين النهرين ارتبطت بصورة وثيقة بتدفق نهري دجلة والفرات، ونشأ اقتصاد زراعي متطور في تلك الفترة، وبسبب خصوبة الأرض، وخنادق الري، فقد أدى ذلك إلى وفرة في الغذاء ونشوء مهد الحضارة هناك... تلك الحضارة تحدثت عنها «ملحمة جلجامش»، وهي الملحمة نفسها التي أخبرتنا عن حضارة دلمون في بلادنا، وكيف أن «سر الخلود» في تلك المياه العذبة إلى جانب المياه المالحة، وكيف أن حضارة دلمون نشأت على الزراعة واللؤلؤ، وأعطت لبلادنا تلك المميزات التي خلدها التاريخ، واستمرت معنا لأنها ترسبت في مجتمع تأصلت فيه عادات التحضر والتعايش والتعامل الحسن مع الآخر.

أما حالياً، فقد اختفت المياه العذبة، إذ نحتاج إلى محطات تحلية ومعالجة المياه بصورة أساسية، كما تحول مجتمعنا الجميل إلى مجتمع لديه «قصتان» متناقضتان عما حدث ويحدث في البحرين. والأمر لا يتوقف على اختلاف في رؤية ما يحدث، وإنما هناك سعي حثيث لدى البعض لإعادة كتابة التاريخ، بحيث أن البحرين الموجودة في كتب التاريخ منذ «ملحمة جلجامش» لم تكن موجودة.

وعليه، فإن تسميتنا «بلاد البحرين» يتحداها واقع يتجه نحو «بلاد القصتين»، وخطورة ذلك ليست محدودة بطرف دون آخر؛ لأن تبعات «القصتين»، نشوء «مجتمعين» منفصلين عن بعضهما البعض، وهذا يعني تهديداً للمحور الأساس في الاستقرار السياسي وهو «التماسك الاجتماعي».

من دون شك، فإن المحبين والمخلصين في بلادنا يرفضون أن نتحول إلى «بلاد القصتين»... فلدينا قصة واحدة، ولدينا شعب واحد، ولدينا أرض واحدة، وسيادة واحدة، والاختلاف في وجهات النظر يمكن حله عبر الأساليب المعتمدة في البلدان المتحضرة.

ولأننا كنا من أول البلدان التي ارتبطت بالحضارة الإنسانية القديمة، فإن من الظلم للبحرين أن نكون في مؤخرة الركب الحضاري الإنساني المعاصر. إن بلادنا غنية بقدرات وطنية، ولديها من التنوع المجتمعي، وما يكفي من العقلاء والحكماء ممن يمكنهم إخراج الوضع إلى الأمان الحقيقي، وإلى ما يعتبر نصراً للجميع

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 3:46 م

      وين النظر

      كان زين مجرد وجهة نظر كان احنة بخير القضية اكبر وانت عارف والعارف لايعرف

    • زائر 28 | 12:40 م

      بين الدين والسياسة

      دكتورنا العزيز المأساة أنه ليس بلدنا بلد القصتين بل تاريخنا برمته تاريخ القصتين، وهذا هو هو سر المأساة فحينما تكون للذات قصتان متناقضتان لا مناص من أن تتصادم الذات مع نفسها، ولذا ظل واقعنا العربي والإسلامي عصيا على كل محاولات التغيير والإصلاح لأن مشكلته منه وفيه، أليس الله تعالى يقول في محكم كتابه الكريم: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) فكيف صارت الأمة الواحدة ذات الرب الواحد والرسول الواحد والكتاب الواحد أمتين؟ المشكلة لا تكمن في الدين وإنما في السياسة فحسب!!!

    • زائر 27 | 10:26 ص

      على رأي صديقي

      كما بقول صاحب اللبناني المسيحي"هادب جورج"
      البحر ما بيروب بس اذا راب خذ على لبن؟

      اخي الدكتور الجمري
      يقول الامام علي ان عدوا عاقل خير من صديق احمق، فانه يريد ان ينفعك فيضرك.
      لو كنا فعلا شعبين ولدينا قصتين كالشعب اليهودي والفلسطين فيمكننا ان نتفاهم ولكن اخبرنا بالله عليك كيف تتفاهم مع اناس منطقهم هو:
      انا لا اعلم ما اريد ولكني اريد عكس ما تريد.
      في كل البلدان لدينا سلطة وموالاة تقابلها معارضة اما نحن فقد استطاعت حكمة السلطة ان تقسمنا الى معارضة ومعارضي المعارضة

    • زائر 24 | 5:08 ص

      للعقلاء

      لماذا نصر علي ان الحكومة كلها غلط في غلط...بينما المعارضة مزكاة ومعصومة من الاخطاء؟

    • زائر 23 | 4:26 ص

      أسلوب جميل في طرح الأفكار البناءة

      ليس المشكلة تكمن في قراءة المقال
      المشكلة في استيعاب المغزى منه واكتشاف الحقيقة التي بين السطور
      نعاني ياسيدي من طبقات في المجتمع تحسب على الفئة المثقفة والمحتلة للصدارة في أغلب مؤسسات الدولة لكنها لاتفقه لمثل هذا الحديث معناً بل على العكس تسعى جاهدة لقلب الموازين والتأكيد على " بلاد القصتين"

    • زائر 22 | 4:15 ص

      الشمس لا تغطى بغربال

      الحقيقة ناصعة مشرقة قوية ومحرقة كما هي شمس البحرين وحقيقة البحرين التي لايمكن أن تغطى بغربال.

    • عبدالله ميرزا | 3:53 ص

      العدل اساس الحكم

      فى التفاهم السلام وبالتفاهم تعمر الاوطان وتصل المتكعات الى القمه وتعيش فى امن وسلام
      وجادلهم بالتى احسن فاذا الذى بينك وبينه عدواة كانه ولى حميم
      قبا لحوار يجب صدق حسن التيه والافراج عن الموقوفين والمسجونين وارجاع المفصولين والموقوفين من القطاعين العام والخاص واحتر الاخر وتقديم كل من ثبتت عليه جنحه او خطاء الى المسائله .

    • زائر 18 | 2:56 ص

      الحق والباطل

      الحق والباطل في صراع مستمر الى قيام الساعة

    • زائر 16 | 2:29 ص

      لرقم 2

      الم تقرأ المقال
      ان تعليقك يبدي ذلك
      وان قرأته ولم تفهمه فتلك مصيبه لانك محسوب علي القراء ، وان قرأت وفهمت فالمصيبه اعظم لانك تجاهلت طوعا اكمال الرساه في المقال اللتي تحض علي التلاحم لا التنافر والتناحر
      لتكن ل التعليقات علي هذا المقال الجميل بمستوي جماله ..فلنتحاب وارجو من الدكتور ان لت ينشر اي تعليق يقلل من الطرف الاخر ولتكن تلك البدايه الحقه
      من هذا القال الداعي للتفائل بالخير والحب
      يللا يا من تحبون البحرين ..همتكم وواجبكم تسطير المحبه للاخر
      احب صيفج واحب ستج، مثل حبي للسنه والشيعه

    • زائر 15 | 2:21 ص

      لماذا يحرقو بلدهم

      لماذا العنف؟ ومقابلته بعنف مضاد....ماهي خارظة الطريق عند المعارضة للخروج من الأزمة؟ لماذا لا يعترف الطرفين من أخطائهم؟

    • زائر 14 | 1:58 ص

      لمن تخط ولمن تقراء يا دكتور !!!!!

      يا دكتور كلامك جميل وفيه من النفس و الروح البحرينية المحبة لتراب البحرين و لشعب البحرين الشي الكبير و الكثير

      ولكن في الطرف الاخر ناس لا يفهمون او ربما لا يريدون ان يفهموا بان البحرين وطن واحد لشعب واحد لذلك يحاولون النيل و التهميش و التجويع و التهجير القسري لطرف معين

    • زائر 12 | 1:35 ص

      مقال جميل

      نحن شعب واحد متصاهرالمحبة بيننا نريد مبادرة لاصلاح ذات البين وترجع اللحمة الوطنية انشاء الله أنا متفائل

    • زائر 10 | 12:36 ص

      ارجو النشر

      نحن ابناء جلجامش ونحن ابناء دلمون واوال وتايلوس ونحن ابناء الشيخ ميثم البحراني ونحن ابناء السيد هاشم التوبلاني والشيخ يوسف البحراني هذا وكما قال الشاعر اؤلئك اباءي فجئني بمثلهم .. اذا جمعتنا ياجرير المجامع هذا هو تاريخنا وتلك هي ايامنا وترابنا المعجون باجساد اجداددنا يشهد ولاتاريخ لهذه الارض يشهد بغير ذلك.

    • زائر 9 | 12:01 ص

      بلادي البحرين

      لن نرضى بتقسيم بلادنا مهما حصل بسبب من يستفيدون ويعيشون في ظل هذه الأجواء الموتورة ... فنحن شعبٌ واحد .
      سلمت إناملك دكتور وحفظك الله وحفظ الله لنا البحرين واهلها .  

    • زائر 8 | 11:46 م

      بلاد المآسي يادكتور.. بحاجة للإنقاذ

      البحرين البلد الحضاري كما ذكرة سعادة الدكتور هي بحاجة اليوم لإنقاذ حقيقي يقوده العقلاء والحكماء من أبناء الطائفتينا الكريمتين للخروج لحلول تنصف الوطن بكل تلاوينه وتحل المشكل السياسي، فنحن في قارب واحد وهو معرض للغرق فلنتفادى غرقه لأننا جميعاً سنغرق، فلنستمع لنداء العقل والحكمة ولتصحح الأخطاء من خلال حوار حقيقي يعطي حلول دائمة وسليمة لحل أي مشكل اليوم وفي المستقبل وبالطرق السلمية العقلائية بعيداً عن التهميش أو الأقصاء لأي كان، فلتكن البحرين وطن الجميع كما كانت عبر تاريخها الطويل بلا تمييز وشكراً

    • زائر 4 | 11:35 م

      كلامك كلام المثقف الخبير العارف بتاريخ بلده

      قال الله تعالى(ولا ينبأك مثل خبير) كلام المثقفين يختلف تماما عن كلام من لا يعرف من الثقافة والخبرة في الحياة الا القشور والمشكلة ان بعض منهم تراه يحشر نفسه ويتكلم في شتى المواضيع وهو اساسا ليس له القدرة على الخوض قي موضوع واحد بدقة ومعرفة تامة
      لغة الشتم لغة سهلة المنال ولا تحتاج الا لمعرفة بعض مفاتيح الطابع وتركيب بعض الكلمات ليس اكثر
      ولكن اللغة الراقية لغة الحوار المعرفي والحوار العلمي
      لغة احترام الآخرين هي بعيدة المنال عن من لا يعرف
      الا لغة الشتم والسب وتشطير المجتمع
      انت تختلف عنهم

    • زائر 3 | 11:25 م

      المهم المصالح وليس الديمقراطية

      البعض لا يهمه أن تتطور البحرين وعسى أن تبقى متخلفة مئات السنين فما يهمه هو مصالحه الشخصية والفئوية فلا خير في ديمقراطية تفقده المزايا التي يتحصل عليها حتى لو كان لا يستخقها وحتى لو كانت على حساب الآخرين .....

    • زائر 2 | 10:54 م

      سنحافظ على القصة الحقيقية للبحرين

      وسنخرس المنافقين والكذابين والمتسلقين
      لأن في النهاية الشمس لا يغطيها السحاب

اقرأ ايضاً