العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ

بلقيس اليمن تعود من جديد

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

منذ أكثر من سبعة أشهر، وفي ساحة التغيير من أمام جامعة صنعاء تجد نساء اليمن يحملن شعار «نحن بنات بلقيس»، بلقيس التي يقال إنها هي صاحبة العرش العظيم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم «وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين، إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرشٌ عظيم» (النمل: 22-23). نعم أوتيت من الحكمة ورجاحة العقل ما جعل والدها يستخلفها من بعده ويعلل ذلك لقومه «ما رأيتُ مثلَ بلقيسَ رأياً وعلماً وحلماً»، لقد أصبحت بلقيس رمزاً لجنوب الجزيرة العربية، وأصبحت اسماً يمنياً خالصاً، وشعاراً يحرك وتحركه نساء اليمن.

اليوم خرجت اليمنية وهي ترتدي النقاب الأسود، لتقيم في ساحات الاحتجاج، وتقف شامخة مطالبة باستقالة الرئيس علي عبدالله صالح، إنها المرة الأولى التي تخرج فيها نساء اليمن بالآلاف للتظاهر بهذا الحجم وبهذا التحدي وبتلك القوة، إصرار اليمنيات لم يوقفهن خطاب الرئيس بشأن عدم شرعية الاختلاط في ساحات التغيير، بل خلق استياء شديد ودفع بالمئات من النساء اليمنيات للخروج في مسيرة إلى أمام مكتب النائب العام يطالبن بمحاكمة الرئيس صالح ومعاقبة كل وسائل الإعلام الرسمية التي أثارت موضوع الاختلاط معتبرات أن تلك التصريحات بمثابة هتك لأعراض اليمنيات على حد تعبيرهن.

تعددت الوجوه النسائية في اليمن، فكانت كرمان عبدالسلام التي قيل عنها «توكل كرمان بألف رجل» كأحد الوجوه البارزة، ظهرت توكل ذات الاثنين والثلاثين عاماً من بيت سياسي فوالدها عبدالسلام كرمان القيادي الكبير في حزب التجمع اليمني للإصلاح وعضو حالياً بمجلس الشورى للدولة، والذي أثر كثيراً في صياغة شخصيتها فهي دائماً تقول عنه «علَّمنا أن نفكر بحرية». كرمان ناشطة حقوقية تدعو إلى إطلاق الحريات العامة، وتجد أن التغيير في اليمن قادم لا محالة، وتراهن في ذلك على الضغط المجتمعي إذ تقول «لا يوجد نظام يصلح من نفسه، فحين تكون هناك معارضة قوية، ومجتمع مدني قوي، حينها سيكون التغيير مجرد تحصيل حاصل».

توكل كرمان اسم بارز في الساحة السياسية والإعلامية، واشتهرت بمواقفها المناوئة للسلطة الحاكمة في اليمن، وهي تجد نفسها في المجتمع المدني وتستفيد من وسائل الإعلام المختلفة وتعول عليها في تعزيز الحقوق الديمقراطية ومكافحة الفساد، لذا كانت كرمان عنصراً فعالاً في الجمعيات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية المنفتحة وقادت عدة اعتصامات ومظاهرات للمطالبة في التغيير. وعلى رغم أن كرمان ولدت كالناشطة سياسية من رحم حزب الإصلاح الإسلامي إلا أنها اختلفت مع رجاله في مسألة سن قانون لزواج الصغيرات، والتي سعت توكل مع مجموعة من النساء الليبراليات إلى إقراره، ويبدو أن هذا الأمر ساعد وبشكل فعال في أن تظهر كرمان وهي ترتدي الزي الإسلامي وتنادي بقانون يواجه معارضة في بعض مدارس الفقه الإسلامي. امرأة أكثر قبولاً في الغرب لذا جاء اختيارها بجائزة نوبل للسلام للعام 2011 وفقاً لبيانها أنها اختارت النساء الثلاث «تقديراً لنضالهن السلمي من أجل سلامة وحقوق النساء ولمشاركتهن في جهود بناء وتحقيق السلام».

كرمان لم تكن الوحيدة التي تصدّت للحراك المدني في اليمن، فهناك الكثير من كرمان في معترك الحياة العامة، فبلقيس اليمن تعود من جديد، ونحن ننتظر اليوم الذي يعود فيه عرش بلقيس

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 7:16 ص

      وترقبي عوده ابن عبد القيس

      هكذ الزمان ياابنتي يعود ولو بعد حين فترقبي طرفه ابن العبد ربما نراه يوما يكتب عموده الشعري في وسط الحريه ربما يخرج علينا العلاء الحضرمي ينفض عن اثوابه غبار الزمن ويجمع من رافقوه الى اوال يحزمو امتعتهم ويردون حيث اتوا من دار بلقيس حيث يلوح لهم في الافق فرج قريب

    • زائر 2 | 5:04 ص

      عرش بلقيس !

      غريبة على اوطاننا العربية
      ما اتوقع

    • زائر 1 | 3:45 ص

      هنيئاً لبقيس

      هل حقيقاً ستتولى بلقيس عرش الرئاسة؟؟!!!

      كبيرة والله بس بكرة بنشوف

اقرأ ايضاً