العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ

تجارب أخرى من جنوب شرق آسيا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في ندوة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية التي عقدت أمس، تحدث الخبير الاستراتيجي تيم هكسلي عن جنوب شرق آسيا، تلك المنطقة التي تحتوي على عشر دول أعضاء في منظمة «الآسيان»، وهي تجمع اقتصادي - إقليمي لأنظمة سياسية واقتصادية مختلفة. فالاختلاف الاقتصادي تراه مختلفاً بين دولة غنية مثل «سنغافورة»، وأخرى فقيرة مثل «لاوس»... وهناك إندونيسيا وهي أكثر البلدان كثافة من حيث عدد المسلمين فيها، وهناك فيتنام، الدولة التي حاربت أميركا في السابق، ولكن البلدين لديهما علاقات استراتيجية حالياً.

وفي الفترة الأخيرة، شهدت هذه الدول أحداثاً تتعلق بتحركات شعبية أثرت على الوضع الإقليمي من الناحية الاستراتيجية، والتطرق إليها يهمنا لكي نستفيد من تلك التجارب.

ففي تايلند بدأت المسيرة الديمقراطية في 1932 عندما أسقط الجيش الملكية المطلقة وأسس لملكية دستورية، والجيش كان يُعتبر أهم مؤسسة في هذا الجانب، ولكن في السبعينات من القرن الماضي برزت طبقة متعلمة انتفضت على السيطرة العسكرية للحياة العامة. ومنذ ذلك الحين فإن الصراع تحول إلى حركة شعبوية (القمصان الحمراء) تدعو إلى الرعاية الاجتماعية، وحركة أخرى تنتمي إلى القوى التقليدية المحافظة (القمصان الصفراء). وهناك خشية لدى القوى المحافظة من ازدياد شعبية «القمصان الحمراء» التي كان يمثلها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا، وحالياً فإن أخته، ينجلوك شيناواترا، تسلمت رئاسة الوزراء، وشرعت الأخيرة في عملية «مصالحة وطنية» لتهدئة خوف المحافظين من توجهات حركتها المستقبلية.

من جانب آخر، هناك ميانمار (بورما) وهي دولة يسيطر عليها العسكر منذ 1962، وزعيمة المعارضة «أونج سان سو كي» عاشت 21 عاماً ما بين السجن والاعتقال المنزلي. لكن القبضة العسكرية - الأمنية حوّلت هذا البلد إلى العزلة عن العالم، وأصبح اقتصادها يعتمد على مساعدات من الصين، وأصبح حتى قرار «إنشاء سد»، مثلاً، لا يتم، أو لا يمكن إلغاؤه، إلا برخصة من الصين. ولهذا السبب حاولت السلطة العسكرية تلطيف وضعها مع الشعب البورمي عبر انتخابات توصف بـ «االشكلية»، وإفراجات عن بعض المعارضين، وإفساح مجال لهامش أكبر لتحرك للمعارضة.

سنغافورة أيضاً تشهد حالياً حركة جديدة، فعلى رغم أنها أغنى دولة (من ناحية دخل الفرد) في تلك المنطقة، إلا إن سيطرة الحزب الحاكم بدأت تقل مع إزدياد الحوارات الالكترونية بين المواطنين، وبروز مشكلة إسكانية مؤخراً، مع ازدياد الحساسيات من المهاجرين (من الصين والهند) الذين يحق لهم العمل والسكن، بينما لا يتوجب عليهم الخدمة العسكرية لمدة سنتين كما هو حال المواطنين، وأدى هذا الحراك إلى وصول معارضين إلى البرلمان لأول مرة منذ تأسيس سنغافورة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:59 ص

      مقتطفات صريحة

      دائماً الغرب يسرق اخلاقياتنا ومبادئنا ويستفيد منها بينما نحن العرب نقمع بعضنا الغرب يستفيد من القيم ومبادئ القرأن الكريم والعرب لا يستفيدون الأمثلة واضحة وصريحة ولكن تحتاج لمن يقرأ ويستوعب ماذا مكتوب وماذا يكتب

    • زائر 12 | 3:17 ص

      ماذا تركتم لعدوكم

      معظم الدول الاوربية التى تحولت الى ديمقراطيات عريقة ، مهما اختلفنا في حجم ظاهرة الفساد فيها الا انها تحترم حقوق الانسان لديها بشكل ملفت جدا ، حتى المواطنين اللاجئين لها من بطش حكوماتهم تحتضنهم وتعوضهم وتوفر لهم سبل عيش كريم نوع ما الا عندنا فالمواطن متهم ومقموع من أساسه ، فهل هذا يعطي انطباع حسن لدى الغرب عنا ونحن شريعتنا تحترم حقوق الانسان

    • زائر 7 | 1:31 ص

      افراجات وهمية

      وإفراجات عن بعض المعارضين، وإفساح مجال لهامش أكبر لتحرك للمعارضة.

      هذا يحصل في البلد واعتدنا عليه ولكن بعد الافراجات والتحركات يقابل المعارض بعقاب اشد اين العدالة!!!

    • زائر 5 | 12:57 ص

      لو أتيتهم بأمثلة العالم كله لن يغيروا سلوكهم

      فهؤلاء يقدمون الأنتقام على أي حل آخر ولن أزيد ..

    • زائر 4 | 12:23 ص

      على الطاير تننفهم

      لكن لا حياة لمن تنادي ... الغرب بما يملك من اعرق الديموقراطيات و له برلمانات اكثرها تستطيع خدمت القضية 90% الا انه فضل النزول الى الشارع و نحن هنا يقال لنا ان لديكم قنوات يجب ان تسلكوها في مطالبكم و هذه القنوات هي كالتي نراها على صور الحائط في الحلاق

    • زائر 3 | 11:49 م

      One Bahrain not two

      سر تقدم الامم يبقى العداله و المساواه بين الجميع الذي يخلق مجتمع مبني على التنافسية و تكافل الفرص يحضنه نظام سياسي له رؤيه سياسيه و اقتصاديه و اجتماعيه . هاكذا قامت الامم المتقدمه مثل سنغافورة . في البحرين كنا بعيدين عن تلك الفورمله من قبل ولكن الان صرنا ابعد للأسف

    • زائر 1 | 11:15 م

      لا تقدم لدولة دون معرفة اسباب الاخفاق

      ان معرفة اسباب الاخفاق والاحتقان ومعالجتها من اهم الامور المطلوبة لتقدم اي بلد
      اما الاصرار على المضي قدما في الاساليب العقيمة الجدوى والتي من ضمنها التمييز الطائفي والطبقي
      لا يساعد على تقدم اي بلد

اقرأ ايضاً