العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ

هل نسيتم أن المُقدّس لا يُهان؟

علي محسن الورقاء comments [at] alwasatnews.com

محامٍ بحريني

هل تعلمون أن المُعلِّم جنديٌ من جنود الله، وأنه نعمة الخالق، وأنه الدائن بعمله في الخلائق.

وهل تعلمون أن أسبابَ البصيرةِ وثمار الصلاح جُودٌ من جُوده، وأن انقشاع الظُلمة والجهالة فضلٌ من فضله، وأن فضائله لا تُعد إنْ أعددتها، ومديحه لا كفاية له إنْ مدحته، ودَيْنه لا يوفَّى مهما وفيته.

وهل تعلمون أن «الكلمة الطيبة» التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بقوله تعالى «ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة « (سورة إبراهيم: آية 24) هل تعلمون أن لهذه «الكلمة الطيبة» شُخُوص وأن المُعلِّم من شخوصها.

وهل تعلمون أن للمعلم قُدسية لأنه يستمد صفته من صفات الله. فهو «العالِم» بما آته الله من علمه، وهو «المنير» حيث تستنير الناس بنور علمه، وهو «النافع» حيث ينتفع الناس بفكره، وهو «المحسن» بما يجود به من إحسانه، وهو «الكريم» بعطائه وعمله، وهو «المنعم» بفضله، وهو «الصابر» لطول اصطباره وغلبة غضبه، وهو «الجواد» بما يجود به من وفائه وصدق إخلاصه، وهو «الحي» حيث لا يموت وإن مات جسده.

ولما كانت تلك هي صفات المعلم، أقول فيه: إنَّ أقبح الغدر الغدر به، وإن أشر الفتك الفتك به، وإن أشد الحقد الحقد عليه، وإن أشنع الغبن ما يصيبه، وإن لُجَّة الظلم ما يمسّه، وإن أكبر اللؤم النيل منه، وإن من أسفل معائب الناس إنكار حقه.

فإذا كان هذا هو سيد الأسياد بقدسيته، وحيث تلك هي صفاته، فلِما سقتموه سوق البعير؟

ولِما سلختموه في مذبح المهانة المسمى عندكم «مجالس التأديب»؟...

ولِما صلبتموه أمام صبية صغار ليحاكموه لا لذنب سوى لأنه ذهب إلى الدوار أو لأنه اعتصم وثار؟

فهل كهذا يسترخص عندكم النبلاء والأشراف؟

هل كهذا عندكم يباع ويشترى هذا المُقدسُ في سوق النخاسة بتلك المذلة والامتهان؟

وهل نسيتم أن المُقدسَ عند الكرام لا يُهان؟

أم تساوى المقدَّسُ عندكم بحارس الإسطبل وراعي الجمال؟

إقرأ أيضا لـ "علي محسن الورقاء"

العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:14 م

      شكرا

      شكرا لصاحب المقال شكرا جزيلا
      للاسف لم الاحظ المقال الا متأخرا
      وكنت اود كتابة تعليق
      وها انذا اقدم شكري

    • زائر 20 | 6:47 ص

      الى صاحب التعليق 15

      من وين انت ماخذ التعليق في كل موضوع اتحطه نفس الشي ما عندك رد غيره, توني راد عليك عن لاعبي اليد نفس الرد اشوفه في كل مكان ... والله لو كان هناك قانوناً حقيقياً لاجزمت انك في السجن تبيت ( لان شكلك محشش ) ...

      استاذي العزيز الحق لا يضيع و لا بعد حين سيعود الى صاحبه ... و لكن ما سقته من كلام ينمو عن جهل البعض عن تعاليم القرآن التي دائماً ما تراهم يلعقون به على السنتهم فاسلامهم ما هو الا لعق

    • زائر 19 | 5:11 ص

      وما دخل هذا بذاك

      من الطبيعي ان يطبق القانون على الجميع، رياضيا كان ام معلما او مهندسا إلى غير ذلك من المهن، لكن الغير طبيعي أن تدافع عن شخص وتمنحه حصانة و عصمة فقط لانتسابه لمهنة ما!!!

    • زائر 18 | 4:03 ص

      وشلون عن المعلمين

      الي يعلمون اشياء مب زينة....العلم له قدسية ولاكن المعلم لا

    • زائر 17 | 3:59 ص

      استاذى

      سلمت هذه الانامل .

    • زائر 16 | 3:59 ص

      المعلم أن يكون رسولا

      قال الشاعر أحمد شوقي
      قم للمعلم وفه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولا .

    • زائر 15 | 3:36 ص

      الرد على زائر 8

      وهل أنت إلا مُقدس لأشخاص فلماذا تعيب على الآخرين ولا تُعيب على نفسك ذلك.

      أنظر لداخلك قبل أن تبادر بالكتابة.

    • زائر 14 | 3:05 ص

      زائر رقم (4) إقرأ

      لو لا قدسية حروف القرآن لكان الورق بدون قدسية فقدسية الورق مقرونة بقدسية ما طبع عليه ولذا يقبل ويبجل ويحترم ويقدس.

    • زائر 13 | 2:44 ص

      قاعده

      لو لا المدرس لما رايت طبيب ,طيار ,عالم ,..........الخ

    • زائر 9 | 2:15 ص

      كان طالبي

      الأستاذ علي : لم يكسر ظهري في لجنة التحقيق والتأديب إلا أحد أفرادها وهو من طلبتي الذين درستهم لثلاث سنوات وكنت أعرفه جيدا ويعرفني أكثر ولم يستحي ولم يراع أستاذه ومعلمه ، فقد كان أكثر الأعضاء غضاضة وأشدهم علي ، لم أكن لأهتم بالتهم التي توجه إلي بقدر ما همني طالبي الذي كان يتعمد اهانتي حتى أنه لم يقل لي أستاذ قبل كل سؤال . وكأنه يقول لي هذا جزائك لي . إنهم لا يحققون إنهم يتعمدون الإهانة لهذا المقدس الذي يقف الناس له إجلالا في الدول الأخرى ويفسحون له المكان إذا أقبل.

    • زائر 8 | 1:48 ص

      ما هكذا تورد الابل

      تكاد تقدس بعض من لا يستحقونها. المهنه لا بأس مقدسه لا الأشخاص..

    • زائر 6 | 1:28 ص

      كلمات مبكية

      شكرا على هذه الكلمات التي تبكي هذا هو حال مربي الاجيال عندنا بدل حصده للجوائز يحصد ايام سجن والمتمصلحون يجنون ثماره لكن ابشركم بأن هذا الحال لم ولن يدوم لان الحق تخفق رايته في سماء الحرية

    • زائر 5 | 1:22 ص

      بسم الله الرحمن الرحيم

      تسائل يطرحه الباري على اولو الالباب من العباد اي العقال منهم
      (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) صدق الله العلي العضيم يا اخي لما يكون مصير رجل خرج اجيال من الناجحين في يد شخص ما يعرف يكتب اسمه ما يعرف معنى القدسيه شنوا لو سائلته عن القدسيه رده بكون منطقه في شرق اسيا هذا تتوقعه يقدس معلم مستحيل وهو بلكاد يقدر يقراء رقم سيارته فاقد الشىء لا يعطيه وهذا سبب ضياع الامه اذا كان مصيرها في يد من لا يعرف كتابه اسمه

    • زائر 4 | 1:04 ص

      لافظ فوك

      قم للمعلم وابدي له التبجيلا

      كادالعلم ان يكون رسولا

    • زائر 3 | 11:42 م

      يالله خير وخاتمة خير

      صباحك ورد على المقال الورد

    • زائر 2 | 11:26 م

      احسنت عزيزي ايه الكاتب الشريف

      لقد استرخص الشرفاء في مجالس التأديب واقصوهم من اعمالهم فالى الله نشكو لا لغيره

    • زائر 1 | 11:23 م

      شكرا على هذا المقال

      استاذنا الكبير شكرا لك على هذا المقال الذي اقل ما يقال عنه انه في الصميم
      ولا نملك ما نضيف فقط نقول ان من علامات رقي الامم
      وتقدمها هو الاهتمام بمربي الأجيال وأصحاب المهن الشريفة التي تدرس القيم وتبثها في المجتمع

اقرأ ايضاً