العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ

الشعب يرفض الانقسام

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من المعروف عن البحرينيين على مدى العقود الماضية، أنهم عاشوا أسراً مترابطة متحابة، تربطهم علاقات اجتماعية قوية ويتميزون بتكافل اجتماعي قل نظيره بين الأمم، وكذلك يربطهم تزاوج نسبي وعلاقات أسرية بين كثير من العوائل البحرينية.

لذا مهما حاول المأجورون والدخلاء على أبناء هذا الوطن أن يشقوا صفهم أو يقوموا بتفتيت ترابطهم، لن يحصدوا شيئا من مهماتهم الدنيئة. من يعرف الشعب البحريني الأصيل لا يتوجس مما جرى من شقاق أو تنافر بين قلة بسيطة من الطائفتين الكريمتين في الآونة الأخيرة نتيجة الأزمة التي عصفت بالبلاد.

لا نود أن يكون هذا الانقسام عائقا في تحقيق تطلعات الشعب والتحول نحو الحرية والديمقراطية، فهذه الأخيرة تجعل الإنسان يعيش في استقرار على صعيد الأنظمة والشعوب.

لا نرغب بأن يقوم أحد أقطاب الشعب بإلغاء الآخر أو أن يستفرد بالقرار، مهما كثر عدده أو قوي عضده، فالفصيلان كلاهما يربطهما تراب هذه الأرض وحب الوطن. فالمكونان الرئيسيان من الشعب قالاها بأعلى صوت «لا شيعية لا سنية... وحدة وحدة وطنية».

باعتقادي أن هذين الفصيلين متفقان في كثير من الرؤى، وكذلك مشتركان في مطالب الشعب المتمثلة في الحصول على الحقوق، كالسكن الملائم وتحسين المعيشة والقضاء على البطالة. فكثير من أبناء الشعب يريد إنهاء حالة الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، فمن يود انقسام الشعب (وهم قلة بسيطة)، يتسم بقصور في الأخلاق، أو المرض النفسي أو له مصالح ذاتية أو يمتلك نفـَسا طائفيا مقيتا.

لن نسمح بتشرذم هذا الشعب أن يطول، وأن نكون لعبة أو دمية تتحكم فينا مصالح بعض الدول الإقليمية، فلدينا قوى سياسية وشخصيات وطنية، تستطيع أن تضع الحلول لأزمتنا بعيدا عن تدخلات أو أيديولوجيات خارجية، وتتصدى للأخطار المحدقة بنا. فالمصلحة العليا للبلد تفوق جميع المصالح الفئوية الضيقة المعرقلة للحوار المستغلة للوضع المتأزم للوصول إلى أهداف خاصة بها.

الأضرار من الانقسام كثيرة وليست لها حدود، وقد تنتج عنها أبعاد خطيرة وأمراض عديدة يصعب علاجها، لأنها قد تفسد العقل المتحكم في جميع مفاصل الجسم، وقال الرسول (ص) في الحديث الصحيح «مَثلُ المُؤْمِنِينَ فِي توَادِّهِمْ وَترَاحُمِهمْ وَتعَاطفِهمْ وتكاتفهم، مَثل الجَسَدِ إذا اشْتكى مِنهُ عُضْوٌ تدَاعَى لهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَر وَالحُمَّى». إن هذا الانقسام قد يقودنا الى نفق مظلم لا أحد يعرف مداه، ولن يكون هناك غالب ومغلوب في ظل الانقسام الخطير، فالكل خاسر.

نريد أن ترجع لحمتنا الوطنية كما كانت، وننهي فتنة هذا الانقسام الطائفي الناتج من بعض السلوكيات الشاذة التي تظهر بين فينة وأخرى بشكل عاجل، وأن نضع حداً لكل الخلافات، ونطوي صفحات الفتن والتخوين، ونعمل بضمير حي وبنية صادقة لبعضنا البعض، ونهجر صوت الغربان والنشاز، وعن من يريد سوءا لأبناء هذا البلد العزيز، الذي هدفه ومأربه تعميق الخلاف، ونحتكم إلى صوت العقل. فهذا الانقسام لا ينفع إلا أعداءنا، فهل نعي ذلك؟

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:46 م

      محب الديرة

      كلام منطق بس غير مطبق

    • زائر 10 | 2:46 م

      محب الديرة

      كلام منطق بس غير مطبق

    • زائر 9 | 4:13 ص

      ستراوي

      شرفتنا دكتور بوعيك وأخلاقك الرفيعة، وطيبتك المعروفة

    • زائر 8 | 4:10 ص

      شكرًا لكم

      شكرًا لكم على الطرح المميز والجرييء الذي يصب في مصلحة البلد

    • زائر 6 | 3:45 ص

      بنت الديره

      صح اللسانك والله يكثر من امثالك

    • زائر 5 | 3:14 ص

      هل سينسى هؤلاء الضرر الذي قطع أرزاقهم وحطّم آمالهم؟؟

      فصل ما يقارب من ثلاثة آلاف مواطن من عمله ما يعني بقاء ثلاثة آلاف عائلة بحرينية دون مصدر دخل، وفصل المئات من الطلبة من جامعاتهم ومدارسهم ليبقى مستقبلهم مجهولاً...

    • زائر 4 | 2:17 ص

      المشكلة

      ان ناس عاجبهم هذا الانقسام الطائفي وهم فخورين بما يقومون به وما مقالاتهم اليومية المسخرة لهذا الهدف خير دليل وإلا الايستطيع المسئولين ايقاف مثل تلك الاقلام واسكات اصوات النشاز التي تظهر على الشاشة هذا اذا كانوا فعلا لا يريدون هذا الانقسام..

    • زائر 3 | 12:27 ص

      يا دكتور

      كثير من المتمصلحين لا يريدون الي هذا البلد ان يكون دولة مدنية وذلك خوفا على مصالحهم فترى يسعون في الارض فسادا فجلالة الملك يامر بارجاع المفصولين في حين تجد بعض الوزاراة تقوم بفصل موظفيها وبعض الكتاب تعمل ليل نهار على تحريض الناس البسطاء كل هذا من اجل مصالحهم ولكن نقول يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين,,شكرا يا دكتور على هذا الطرح على وعسى يعي من شكك في وطنيتنا

    • زائر 2 | 12:08 ص

      الايام دول استاذ احمد

      تبصر واقراء التاريخ جيدا منذ ان كتب التاربخ ستكتشف ان كل الامم والشعوب عندما يقسمها اي ظرف الى قسمين فان هذا الظرف يستقوى بطرف غلى الاخر وعندما تنتهي الاجنده الموضوعه للخلاص او التفتيت يتجه الى الطرف الاخر و يضعفه حتى يتلاشى اين طالبان لماذا يحاربهم الغرب بهذه الشراسه اليس هم الحليف الذي صنع الامجاد ودحر الوجود السوفيتي من افغاتستان اين حسين كامل اليد اليمنى لصدام حسين اين عبدالحليم خدام اين سعد حداد وجيشه الجتوبي اين دحلان حلفاء الامس اعداء اليوم عجايب

    • زائر 1 | 10:56 م

      صح السانك

      صح السانك يا بويوسف والله كلامك عين الصواب والله اكثر من أمثالك الطيبين وانشأ الله انجوف البحرين مثل ايام اول سنه وشيعه مع بعض وإخوان وأخوات والله يجاذيك الف خير ياطيب يا أصيل.

اقرأ ايضاً