العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

تسليط الضوء على حقوق المرأة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

كنت أعتقد دائماً أن المشاركة مع نساء أخريات هو واحد من أجمل مجالات العمل كناشطة في مجال حقوق المرأة وأكثرها إثارة. كان آخر حوار بشأن حقوق المرأة قد تم عبر البريد الإلكتروني، وقد رعته خدمة الأرضية المشتركة الإخبارية كمبادرة جديدة تتم فيها توأمة ناشطات في مجال حقوق المرأة في الشرق الأوسط مع نظيرات في دول أخرى. تمّت توأمتي مع إيديل إيبارس، زميلة البحوث في مركز الدراسات الأوروبية بجامعة الشرق الأوسط الفنية في أنقره. أثبت حواري مع إيديل أنه مفيد مثله مثل مواجهات سابقة مع ناشطات في مجال حقوق المرأة. تشاركنا أنا وإيديل في وجهات النظر بشأن كيفية التواصل بشكل فاعل مع النساء في مجتمعاتنا بهدف حشدهن لزيادة حقوقهن.

إن الحاجة للتحدث مع النساء من جميع الخلفيات والإنصات لهن لها أهمية كبرى إذا أردنا تحقيق المساواة الحقيقية، حيث إننا لا نستطيع التحدث عن حقوق المرأة بينما نفشل في الوصول إلى مجموعات معينة، مثل النساء في الطبقات الاجتماعية الاقتصادية الأكثر انخفاضاً، اللاتي يصعب الوصول إليهن. ويعتبر هذا أمراً صحيحاً بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالاستخدام المتزايد للإعلام الاجتماعي في زيادة مستوى الوعي. ففي نهاية المطاف، لا تملك جميع النساء سبل الوصول إلى هذه الأدوات على شبكة الإنترنت، التي تميل لأن تكون متوفرة لنساء من طبقات اجتماعية واقتصادية معينة. وحتى يتسنى استكمال النشاط على الإنترنت، هناك حاجة ماسة للعمل على أرض الواقع.

أطلقت «نسوية»، وهي تجمع نسائي لبناني، مبادرة أسمتها HelloWomen في مارس/آذار الماضي استمرت حتى يوم المرأة العالمي يوم 8 مارس هذه السنة. وكجزء من HelloWomen، ذهبت الناشطات في حقوق الإنسان إلى بعض أنحاء بيروت وطرابلس وصيدا وجبيل الأقل حظاً للوصول إلى نساء على الطرق والتكلم معهن ضمن جهود لمعرفة مستوياتهن المعرفية حول حقوقهن. ساعدت المبادرة على توفير صورة أفضل عما تعرفه النساء وما لا يعرفنه عما هو متوافر لهن قانونياً. وعلى رغم أن الرجال قاموا أحياناً بمقاطعة تلك النقاشات للإدلاء بآرائهم، ليوافقوا أحياناً ويعارضوا أحياناً أخرى، كان من الواضح أن النساء كن أيضاً منقسمات حول قضايا حقوقهن. بعضهن دافعن عنها بحماسة وعاطفة، بينما وافقت بعضهن على وجهات النظر الذكورية والتقليدية حول إعطاء المرأة حقوقاً محدودة.

شكلت هذه المبادرة كذلك أساساً لإنشاء مركز للعاملات الأجنبيات. أثناء عملية التواصل هذه، أدركت الناشطة في «نسوية»، نادين معوض أثناء حديثها مع عامة منزلية أن العاملات المنزليات في لبنان يجب أن يكون لهن مكان للقاء وعقد ورشات العمل والتجميع الاجتماعي وتوفير الدعم لبعضهن بعضاً، إذا أخذنا بالاعتبار موقفهن المعرّض داخل المجتمع اللبناني. كانت هناك موجة من عاملات منزليات انتحرن في لبنان السنة الماضية. هذه السنة، أرادت جماعات نسائية نشر الوعي حول ظروف العمل المروعة التي تواجهها بعض العاملات المنزليات، مثل التمييز والإساءة اللفظية والتهديدات الجسدية والعنف الجنسي وعدم الحصول على إجازات. إضافة إلى ذلك، يترك مصيرهن أحياناً للمكاتب التي قامت بإحضارهن إلى لبنان وليس للدولة. في غياب الدعم هذا، أصبح وجود مركز لهن للقاء ليصبحن على معرفة أوسع وإيجابية أكبر حول حقوقهن ضرورة ملّحة.

بينما قمنا أنا وإيديل بالكتابة لبعضنا بعضاً ومواصلة الحوار حول حشد النساء، بدأنا نتكلم عن قوة وإنجازات الحركة النسائية في كل من بلدينا، وقدرة المجتمع المدني. شهدنا في كلا البلدين أن المجتمع المدني حي، وأنه من خلال كفاحهن من أجل حقوق المرأة، أخذ وضع النساء اللبنانيات والتركيات بالتحسن تدريجياً.

على سبيل المثال، ذكرت إيديل الكثير من الخطوات باتجاه المساواة في النوع الاجتماعي التي اتخذت في تركيا، وخاصة فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية والقانونين المدني والجزائي خلال العقد الماضي. ما يثير الانتباه أن التعديلات في القانون الجزائي التركي ألغت المفاهيم الذكورية المحافظة مثل العفة والشرف والأخلاق العامة والعار والحشمة. في هذه الأثناء وفي لبنان، تم إلغاء المادة 562 في القانون الجزائي الذي يسمح بحكم مخفف في جرائم الشرف، وهو نصر واضح لحركة حقوق المرأة.

كتبت إيديل أثناء تبادلاتنا شيئاً رن صداه في ذهني. قالت: «في كل مكان من العالم، تواجه المرأة التمييز لمجرد أنها امرأة». جعلني هذا الحوار أشعر مرة أخرى بأن الصراع النسوي هو صراع عالمي يتخطى كل الحدود

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:38 ص

      مراكزنا ماتمنا

      الحمد لله نعمة الولاية فماتمنا هي ملاذنا وهي مراكزنا ان ضاقت بنا الدنيا فبها تغسل قلوبنا وتفرج همنا وحل مشاكلنا فبمجرد دخولي للماتم انسي الدنيا ومافيها وتصير الدنيا وماتسوى شي في نظري وان كنت مريضة اجدفيه شفائي فهو مشقاي وهو مدرستي وهو جنتي الله يحفظ لينا ماتمنا من كل سوء ويدومها لنا ولاجيالنا ويثبتنا على ولاية محمدصلى الله عليه واله واهل بيته الطيبين الطاهرين وهداكل مانتمناه من هذه الدنيا الفانية والحمد لله رب العالمين

اقرأ ايضاً