العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ

رحيل صاحب «عرق البلح» في ذكرى الهزيمة

يحكي فيلم «عرق البلح» للمخرج الراحل رضوان الكاشف بأسلوب اسطوري حكاية قديمة وحديثة: حكاية هجرة الرجال لكسب الرزق.

في مهرجان نانت السينمائي في كانون الاول (ديسمبر)،8991 نال عنه جائزتين: الاولى جائزة الجمهور الشاب التي تمنحها لجنة تحكيم مؤلفة من الشباب، والثانية جائزة عامة من الجمهور الشاب وغيره معاً.

عبر المخرج حينذاك عن سعادته الكبيرة ورضاه التام لنيل الجائزة التي يحلم بها كل فنان. التقيناه في نانت عند حضوره الفيلم في حوار تناول الصعوبات، التي واجهته لتحقيق فيلمه، وتوقعاته.

انشغل المخرج رضوان الكاشف،(توفي في 5 حزيران/ يونيو الجاري)، بثلاثة اشياء في حياته الخاصة وفكره السينمائي تمثلت في: «الجنوب» موطنه الاصلي صعيد مصر، الفقراء والمهمشين، ورفض الهزيمة، وهي في الحقيقة المحاور التي يرى كثيرون انها شكلت فكر الكاشف ووجدانه وجعلت منه مخرجاً متميزاً فنياً وفكرياً.

كان رضوان الكاشف واحداً من نشطاء الحركة الطلابية الديمقراطية في السبعينات التي تفجرت على خلفية رفض النكسة، والمطالبة بالحرب لتحرير الارض، وظل يوم 5 حزيران يسبب له مرارة داخلية ويوم وفاته صادف ذكرى اليوم الذي ناضل ضده: «نكسة 7691 هي محطة التحول الاخطر في حياتي، فحتى الآن لا استطيع ان اتخلص من آثارها».

وعلى رغم انتصار تشرين الاول (اكتوبر)،3791 ظل الكاشف رافضا للهزيمة الاجتماعية وتأكد ذلك خلال فيلمه «عرق البلح» الذي نبه فيه الى خطورة الهجرة والسفر وما يسببه ذلك من كوارث في المجتمع.

وعلى رغم ان الكاشف ينتمي الى اسرة ثرية وعريقة تسكن في قرية «كوم اشقاو» التابعة لمدينة طما في محافظة سوهاج (جنوب مصر) الا انه اقترب من الفقراء ودنياهم.

اما الثلاثية الاخيرة في حياة الكاشف فكانت في الجنوب «مسقط رأسه». الجنوب كان يمثل كل شيء بالنسبة اليه تقريبا. فحتى الاكل في منزله كان يحرص على ان يكون من الجنوب (الحمام و الخبز والعسل) وحتى طريقة الطهي كان يفضل ان تكون في الاواني الفخارية مثل كل ابناء الصعيد. انها حال مختلفة وخاصة، ولهذا لم يكن غريبا ان يكون اول افلامه بعنوان «الجنوبية» (الروائي القصير54 دقيقة)، وهو مشروع تخرجه الذي حصل به على جائزة العمل الاول من وزارة الثقافة في العام 8891 قبل ان يحقق فيلمه الروائي الطويل الاول «ليه يا بنفسج» الذي لفت انظار النقاد.

ثم جاءت جوهرته السينمائية في فيلم «عرق البلح» الذي كان بمثابة التحية لشعب الجنوب وكتب الاهداء «الى الجنوبي المطارد بخبئية ... سلاماً اليك يوم تموت وسلاماً اليك يوم تبعث حياً». وعن اسباب تقديمه للفيلم يقول: «اردت ان اقول انه حتى الآن (محدش فهم) الجنوب

العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً