العدد 3337 - الأربعاء 26 أكتوبر 2011م الموافق 28 ذي القعدة 1432هـ

يا تونس برشا برشا!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تونس هي التي أشعلت ثورات الجنون العربي... وهي التي تتولّى الآن عمليات التحريض والتخريب وتصدير الديمقراطية إلى جميع أقطار العالم العربي!

إش هذا يا شعب تونس! برشا برشا! خذوا أموركم اشويّا اشويّا. لماذا الاستعجال؟ ألم تسمعوا بأن العجلة من الشيطان؟

باهي! لماذا استعجلتم إذاً في إجراء انتخابات لتشكيل مجلس تأسيسي؟ ألم يكن لديكم برلمان من قبل؟ ولماذا تفرّطون هكذا في مكتسباتكم الوطنية السابقة؟

ليس هناك شعبٌ عجولٌ مثلكم! لماذا هذه العجلة؟ لماذا حرق المراحل؟ ألستم شعباً عربياً؟ ألا تعرفون بأن سياسة حرق المراحل لا تناسبنا؟ فنحن شعوب تتمتع بالأمن والاستقرار وراحة البال، ولدينا عادات وتقاليد يجب احترامها، فلماذا تحرقون المراحل؟ يا سخطه عليكم!

ثم إنكم صبرتم خمسين سنة على الرئيس المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة ولم تنبسوا بكلمة، وصبرتم خمسة وعشرين سنة على زين العابدين بن علي ولم تقولوا: أفٍ. وقبلها صبرتم على الباي خمسمئة سنة... فلماذا تريدون تطبيق الديمقراطية في خمس دقائق؟ أليس لديكم صبر؟ ماذا دهاكم؟ هل فقدتم عقولكم؟

إنّ ما تفعلونه ليس في صالحكم ولا في صالح بلدكم... إطلاقاً! خطوة خطوة، فالديمقراطية التي أسّسها الإنجليز في 600 سنة، وأقامها الأمريكانيون خلال 200 سنة، تريدون أنتم تطبيقها خلال ستة شهور؟ مهبولين؟ وإلا شاربين حبوب؟

تشارلز دارون يقول إن الإنسان أصله قرد، كان في البداية يزحف على بطنه كالحيّة، ثم أصبح يزحف على ركبتيه كالضفدع، ثم على يديه ورجليه كالكلب، حتى انتصب على قدميه قرداً كاملاً. احتاج ذلك إلى 50 مليون سنة... وأنتم تريدون أن تصبحوا بشراً كاملين خلال خمسة أشهر؟

مليح! ابدأوا بداية بسيطة، اشويه اشويه! انتهوا من مرحلة الزحف أولاً، ثم تعلّموا المشي، بعدها فكّروا في الهرولة والركض... أما برلمان وانتخابات حرة وحكومة منتخبة مرةً واحدةً فهذه مهزلة!

الإنسان الأول كان ينام في العراء، ويصنع له وسادةً من الرمل. استمر حاله هكذا خمسين مليون سنة! ثم لما اكتشف وجود الكهوف في بعض الجبال لجأ إليها لينام فيها! وبعد ثلاثين مليون سنة تعلّم أن يصنع له كوخاً من أغصان أشجار المانجو وسعف النخيل المواجي وخصايب العصفور. وبعد أربعمئة مليون سنة تمكّن من بناء أول بيت من الطين. أنتم تريدون أن تبنوا لكم دار أوبرا من دون أن تمروا بهذه الدورة البيولوجية الطبيعية.

أنتم تعملون ضد الطبيعة، وتتحدّون بأفعالكم هذه جميع قوانينها الفيزيائية والكيماوية والبيولوجية! لا ندري كيف تفكّرون! بل إن تفكيركم هذا يناقض كل القوانين الفسيولوجية والأركيولوجية.

ثم إن الديمقراطية لا تناسبنا ولا نحن نناسبها! الديمقراطية نبتت في اليونان، وهي بلادٌ جبليةٌ صعبة التضاريس والمناخ، ولا يمكن أن تجلب شجرةً من بيئة باردة لتزرعها في بيئة صحراوية حارة، فذلك قمة الخبل والجنون. هكه برشة! متى ستفهمون؟

نحن لا نحسدكم! ولا نتآمر على ثورتكم! نتمنى لكم كل خير من أعمق أعماق قلوبنا، ومن جميع جوارحنا... لكن ننصحكم بالتعقل والتأمل، والتفكّر والتبصّر في عواقب الأمور. فالمغامرات لا تجدي في هذا الزمان، خصوصاً المغامرات الديمقراطية ولعبة الانتخابات والبرلمان الحقيقي والحكومة المنتخبة وخرابيط حقوق الإنسان

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3337 - الأربعاء 26 أكتوبر 2011م الموافق 28 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 11:53 ص

      ممنوع استخدام الأجهزة الحديثة

      انا ما ادري ليش سمحوا بدخول جميع الأجهزه والأدوات الحديثة وكيف سمحوا بادخالها للبلد. يجب أن نمر بمراحل اكتشافها و استخدامها حتى نتمكن من معرفة كيفية التعامل معها.
      يعني المفروض نستخدم بس سياكل هالأيام مع وجود الجمال والحمير التي لا غنى عنها عند بعض كبار القوم.

    • زائر 35 | 10:05 ص

      يقرأون ولكن

      كل الاطراف يقرأون لك، وفيه تعليقات متنوعة. ولصاحب التعليق 25(زائر 29) أقول: لا يا أخي يقرأون وبعضهم يعلق. صحيح بعضهم ما يفهمون بس بعضهم توصله الرسالة ويغاور: شوف رقم 17 و18. لو الكاتب يكتب ليهم كل يوم ما راح يستوعبون: طائفية وجار عدو ومتربصين. الله يخلف عليهم.

    • زائر 34 | 9:45 ص

      في العجلة الندامة ..

      اشفيهم أهل تونس مستعجلين على الديمقراطية و الحرية .. الديمقراطية تأخذ بالقطارة نقطة نقطة لكي لا يغرق الناس و تصبح خسائر بشرية و مادية .. توه الناس على الديمقراطية .. إن الله مع الصابرين ..

    • زائر 33 | 7:46 ص

      عجبتنيييييي

      عدل له .... شوي شوي مو كله مستعجلين :D !!

    • زائر 29 | 7:17 ص

      ملاحظة

      ولا واحد منهم علق على الموضوع لايستوعبون ماتقول ولو قراه بيقول الكاتب سكران(حاشاك طبعا)
      لأن كل من يرى النماس بعين طبعة

    • زائر 27 | 5:53 ص

      عصر السرعة

      عجلة الزمن لم تقف يوماً عند نقطة. فلماذا أصبح العصر يوصف بالسرعة؟؟
      ففي كل العصور التي عرفها التاريخ وجدت البلاد والعباد. فالبلاد ثابت أما العباد فهي المتغير.
      لإيجاد العجلة التي تحدد السرعة علينا ملاحظة أن السرعة هنا ليست في عجلة الزمن وإنما في المتغيرات التي تواكب الثورة المعلوماتية التي يتصف بها هذا القرن من الزمان. فالزمان متغير والإنسان أما المكان فثابت ويتغير بالعوامل الطبيعية او الصناعية التي يحدثها الإنسان ويسميها منفعة. فينتفع بها واحد تضر مجموعة!!

    • زائر 26 | 4:30 ص

      اّخر زمان

      هل المقال طنازة والله ماني عارف...انت تسرد حقائق الوقت للديمقراطية والمعلقين كأنهم يقصدون شأن البحرين..... ولابد احترام تاريخ وتحول الشعوب...من بحار او بقال والام والأبو اكثرهم او الجد الاول عوام لا يقرءون ولا يكتبون في البحرين مره وحدة ديقراطية وست ما ينستر... الي عمره ما تبخر .. تبخر وحترق

    • بريد الشوق | 4:27 ص

      هنا بيت القصيد

      فالمغامرات لا تجدي في هذا الزمان، خصوصاً المغامرات الديمقراطية ولعبة الانتخابات والبرلمان الحقيقي والحكومة المنتخبة وخرابيط حقوق الإنسان

      تسلم على هيك مقال نور الوسط
      و يا الله برشا برشا توصلنا ريحة الديمقراطية

    • زائر 23 | 4:23 ص

      الديقراطية

      علي النمط العراقي لا نريدها كي تكون مدخل لأعدائنا البعيدين او عدونا الجار!!!

    • زائر 22 | 4:21 ص

      نعم الديقراطية تحتاج وقت

      فلو سويت ديقراطية حق بش .....بيطلع فيهم ذكر البش أحسنهم

    • زائر 21 | 4:09 ص

      نعم من يخش صعود الجبال

      هكذا أفهمها
      من يخشى صعود الجبال
      سيبقى أبدا بين الحفر
      مثل الجرذان يعني
      من منا لايحب العدالة والمساوات؟ إلا المتتسلطين والمتنفذين والمستغلين وأمثالهم
      اللهم عجل بديمقراطية حقيقية لنا ولجميع جراننا
      أسد

    • زائر 20 | 4:07 ص

      تونس فرق السما والارض

      يا أخوان ذيك دولة ما فيها طائفية...ولا فيه طمع أعداء متربصين لها...

    • زائر 19 | 3:48 ص

      تونس

      لو سرعت شوي ماعندها طائفية بغيضة ولا عندها معاهدات مع دول جوار ولا عندها عدو يتربص بها ويستخدم طائفة معضمها عوام لا تدري ما يخطط لها بأسم المحبة والنصرة التي لم يعطيها شعبه فكيف يرتضيها لهم (وفاقد الشيء لا يعطيه) وشكرا"للوسط انفتاحها علي كل الأطراف

    • زائر 18 | 3:38 ص

      شكرا

      راقي جدا 0 كاتب يساوي وزنه ذهب 0 الوسط وبس 0 قاسم برشا برشا 0

    • زائر 17 | 2:56 ص

      ولا تنسى الخصوصية

      انت تعرف أن هذه الجمهورية الصغيرة تقع في منطقة لا أمريكا ولا البلدان التي من حولها ستقبل بذلك ثم أن جميع الثورات حدثت في بلدان قومية وهذه دوله اسلامية محافظة

    • زائر 16 | 2:18 ص

      شوي شوي لا تحركون المراحل

      ذكرتني سيد بمطلب,,,
      تعديل الدوائر الأنتخابية!!!!

    • زائر 15 | 2:15 ص

      مليون سنه

      بوق الاراضي وارزاق الناس في دقيقه لكن الديمقراطيه تاخذ وقنها

    • زائر 13 | 2:02 ص

      سيد انت شارلي شابلن الكتاب

      بدون ان تسمي هدفك ولا تنطق بكلمه الناس تعرف المقصود سيد كون قراء عمودك بذات من اللبيبين فتكفي الاشار لانك تجسد حكمه اللبيب بلاشاره يفهم سيد انت احد اسلحه الدمار الشامل بس النافعه مو الضاره عاد

    • زائر 12 | 1:53 ص

      إقفز بنفسك!!!

      حبيبي هذا عصر كبسة فأرة الكمبيوتر !!! فاقفِزْ بنفسك و كن لبيبا و اتْرك الدار لمن بناها!!

    • زائر 11 | 1:52 ص

      زائر رقم (8)

      أبغيك تنطقها وكفانا بذلك فخرا

    • زائر 10 | 1:38 ص

      برشا برشا

      عندما ينطق التونسى او التونسية كلمة برشا تكون جميلة 0 ياشين السعف على ظهر الجمل

    • زائر 9 | 1:25 ص

      صباحكم سكر يالوسط

      مع بيلة الشاهي ..

      اقرا الجريدة يالوسط...ونتابع الاخبار...


      تحياتي ...

    • زائر 8 | 1:15 ص

      ويلي عليهم

      المغامرات الديمقراطية والانتخابات والبرلمان الحقيقي والحكومة المنتخبة وحقوق الإنسان

      ويل ويلي عليهم ونتمنى من الله تكون أمورهم برشا برشا . بس لا تصير بروش كناسا .

    • زائر 7 | 12:50 ص

      ولا عندنا ديمقراطية حقيقيه في ست شهور

      ولا تبنى ديمقراطية حقيقيه في أقل من سنه فهذه العمليه صعبه و معقده وتحتاج النشاور مع الأطراف الدولية و لا يحق لنا أن نتعالى ونتفاخر على جيراننا بأننا نحن أول من أختار طريق الحريه و الديمقراطية.

    • زائر 6 | 12:47 ص

      لا خلاف !!

      و لكن الأنسان تحركاته الى الأمام من الزحف حتى مشى على الأقدام . و لكم السؤال هنا... لماذا البعض مصر على ان يتحرك الى الخلف . بمعنى بدل ان يتحرك الى الديمقراطيه يرجع الى الأقطاعيه اشد من اقطاعية المماليك فى مصر .

    • زائر 5 | 12:33 ص

      حلوة النخيل المواجي وخصايب العصفور

      اصيل يا سيد باصالة هذا البلد
      واتمنى ان يسمعك الوفاقيون واهل البحرين الذين هم في عجلة من امرهم
      الا تعتقد ان العرب عجولون فهل نستطيع ان بيني ديمقراطية في بعد نضال 70 سنة منذ الثلاثينات لازال لدينا متسع من الوقت نعم انا اشاطرك الري
      فلا زالت بعض الاراضي البسيطة لم تسرق وهناك البحر الكبير ولو قدر لنا لربما هو مسروق ايضا

    • زائر 4 | 12:32 ص

      شكرا لهذا القلم

      ا لى الامام والتوفيق انشاء اللة من رب العالمين يارب
      يارب الفرج الى شعب البحرين الطيب

    • زائر 3 | 12:28 ص

      صحح معلوماتك

      انا اللي سمعته يا سيد ان السعف يسوون به عرشان (جمع عريش) ويسوونه بسعف خنيزي ومرزبان. ما لك حل يالهاشمي.

    • زائر 1 | 11:41 م

      كلام مزيان بزاف

      نعم عين العقل ماتقوله استاذي الفاضل ، شنو وليش ولماذا ومنو يخربطون ويقولون كلام العقل اسلم ، لا احنا عندنا تقاليد لازم نحترمها ، عندنا هوامير لازم تاكل ، افرض مثلاً هامور ما اكل يموت من الجوع. لا لا. بعين شنو قصة الدمقراطية احنا بعدنا صغار على هذا الموضوع لان احنا للحين ما بلغنا سن الرشد. ارجوك من الكل التعقل.

اقرأ ايضاً