العدد 3346 - الجمعة 04 نوفمبر 2011م الموافق 08 ذي الحجة 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

عندما تفقد الأحاسيس

عندما تصير مشاعر الإنسان لعبة في يد الجبناء، وعندما تفقد الأحاسيس عرشها وتاجها الماسي، ليدوسها الغير بالأقدام، عندما تصير دقات القلب المتسارعة موسيقى يتغنى بها السفهاء، عندما تكون تلقائيتك سلاحاً ضدك... فحين ذاك تستشعر الخيانة.

عندما يرسل إليك أحد رسالة تفهم منها أن حياة شخص آخر مرهونة باختيار قلبك، وعندما تكون طبيعتك وتلقائيتك سببان يجعلانك تحرص على عدم خدش إحساس الآخر، عندها الضحية الوحيدة المتبقية... هي أحاسيسك أنت.

عندما يخفي الآخر شخصيته وراء حجاب ممزق ويريك أنه يعلم عنك الكثير الكثير، إذ تشك بأنك مراقب، فيبدأ الشك يحوم حول كل من تعرف لكنك مع ذلك تتصرف مع الكل بطبيعتك التلقائية خشية أن يكون محدثك هو من تظنه مراقبك، وبغية ألا تجرح مشاعر أحد... عندها تتملكك مشاعر الخوف والشك والشفقة والقلق في آن واحد.

عندما تطلب مساعدة صديق، هو بالنسبة لك أخ عزيز وصديق كريم ليفتي عليك بحل، لكشف لغز هذا المتلاعب، ويبذل صديقك كل ما في وسعه لحل المشكل، فتعرف هوية ذاك المراسل المجهول... آنذاك تشعر بالأمان لأنك تتحسس إحاطة أصدقائك بك في كل آن وحين، وتشعر بالحيرة كيف ستتعامل مع ذاك الشخص المجهول المعلوم الآن بعد معرفتك لحقيقة الأمر المزيفة.

عندما تتوالى الأيام، ويعود الشخص نفسه وتعود معه ذكريات أليمة وفي الوقت ذاته مريبة، فتكشف أن من مد لك يد المساعدة وأن صديقك الذي كان يساعدك في كشف لغز الحكاية هو من كان يتلاعب بك، أي يخدش مشاعرك بشخصية جبانة ليرمم الشقوق بشخصية كانت تبدو مثالية لكنها في الحقيقة الحقة أكثر جبناً من سابقتها... وقتئذ تتذوق مرارة الخيانة.

حين تنتظر كلمة واحدة من هذا الصديق المخادع، حين ترقبه، وترقب كلمة «أعتذر» منه، مع أن القلب لا يتقبل هكذا مزاح، فالأحاسيس لا تلاعب بالطريقة ذاتها، حين تنتظره هو وكلمة «سامحيني» فتباغتك جملة استهزاء منه في أبشع طريقة تتلاقاها: «شاركتم معنا في الكاميرا الخفية»... حينها تستشعر خيبة الأمل.

حينما أذكر كل هذا أقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبي أني عرفت لماذا جذع قصير أنفه» لن أقول أكثر مما قلت، لكن كي تريحه من بعض التساؤلات التي قد تقفز إلى فكره في تلك اللحظة تقول: «عرفتك، وعرفت من يناضل إلى جانبك، لكنني آثرت عدم إخبارك كي لا تتذوق طعم الخسارة، وأعرف ذراعك الأيمن، لكن مادام لم يقدم نفسه بالطريقة المناسبة آثرت عدم إخباره - أني أعرفه - وسأظل أتعامل معه كأني لا أعرفه، فقط كي لا يذوق طعم الهزيمة هو الآخر...

دامت لكما المسرات.

صالح ناصر طوق


قديم البحرين

 

صدق زمن ما يشفع له التاريخ ودنيا غدارة بغدرها

قديم البحرين يحكي عائلات عاشت بعرقها تكدح سنين

تحفر الخير حق نفسها ولأجيالها والحنين بصدرهـا

عاشو واحد سنة وشيعة ما يتفرقون في الشين والزين

من قديم محرق وقلالي والحد من وراقها وشجرها

من سترة الى الدراز الى كرزكان مترابطين يدين بيدين

ناس همهما تفرقنا همها تغير قلوب عاشت بأمرها

لكني أقول صعب نتفرق او تنجح طائفية تريد تقسم قلبين

من الرفاع الى عالي الى سار أيام حلوة بذكرها

اهل كنا نتزوج نزور بعضنا ما فكرنا شنو يصير بعديـــن

أصليين عاداتنا أشياء صعب الغريب ابد يحضرها

صعب يملك قلبنا او يحدد حدود مهما عاش بالبحــــرين

مجهود اجداد وتعب عرقهم، اشياء ما تنعد من كثرها

الغريب على البارز بدون انتظار يعيش يختار لو ويــــن

مفاتيح الراحة يحصلها يدلل وين يبي بيده يأشرها

شغل حلو بيت حلو كل شي حلو خاص بس للحلويـــن

رغم هذا وذاك رغم التغيرات ورغم ليالي سهرها

البحريني في حبه عشقه ولاءه غيرته واحد مو اثنين

ما راح يتغير بيبقى على تراث ارضه وعلى دربها

عنده هدف رسالة لها قيمة بحياته بيحفظ أرض البحرين

البحريني المتمرمط يعور قلبي يعاني سيل مطرهــا

عواصف من حرها ومن بردها وفوق هذا صابر صبرين

رغم هذا يالبحريني توكل على الله تحمل خطرها

ربك معاك ربك اللي يحس بيك ربك يحفظك من العيــن

ميرزا إبراهيم سرور


السلمان ومميزات الحركة التاريخية

 

لقد من الله على بلادنا الطيبة برواد يسعون لإثراء المكتبة البحرينية والخليجية خصوصاً، بتحقيقات نفيسة، ومؤلفات علمية وأدبية وتاريخية فريدة. وفي طليعة هؤلاء المهتمين والداعمين لتقدم وتطور الحركة التاريخية، الباحث الأكاديمي والأستاذ الجامعي محمد حميد السلمان.

لا يمكنني وأنا التلميذ أن أتحدث عن شخصية الأستاذ، وأن أجملها في هذا المقال البسيط، ولكن من باب رد الجميل ولو بالشيء القليل، أن أتحدث عن السمات البارزة التي ظهرت في المنهج التأريخي الذي يطرحه أستاذنا الفاضل.

تميز السلمان بعدة مميزات، جعلت منه شخصاً صاحب مدرسة تأريخية منفردة، من خلال تمكنه من معالجة المادة التاريخية بأسلوب جديد ومقنع، وإبراز الوثائق التاريخية القيمة بشكل يجعل المتابع للأبحاث والمقالات التي يسردها ذات أبعاد عميقة ودقيقة، وعنصر الإثارة والتشويق الذي مكنه من طرح وسبك المادة في محاضراته، التي انفردت بالتفاعل الشديد من الطلبة، لما تحتويه من معلومات تاريخية مذهلة معززة بالشواهد والنتائج الرصينة، والتي توصل إليها واستنتجها في أبحاثه ونتاجاته عن تاريخ الخليج العربي.

ومن ناحية أخرى نستشف هذه المواصفات من الترابط والتسلسل التاريخي العجيب الذي يأخذ قلبك وعقلك إلى زمن العجائب زمن البرتغاليين، من خلال سفره السابق «حكايات من زمن البرتغاليين» وجديده الموسوم بـ «مملكة الجبور» الذي يعتبر من التحف الثمينة، والتي يجب على كل من له صلة بتأريخ أن يكون مطلعاً على هذا الكتاب.

أتمنى من أعماق قلبي لأستاذنا السلمان مواصلة السلسلة التأرخية،التي يسعى لإكمالها، والتي ستكون بإذن الله نقلة نوعية، وحركة جديدة في كتابة التاريخ بالشكل الصحيح.

عارف الموسوي


لو انتظرت قليلاً...

 

إهداء: إلى كل من رحلوا عنا نتيجة المواجهات في أحداث الربيع العربي في كل بلداننا...

لو انتظرت قليلاً ..

لو انتظرت قليلاً

لرأيت الطفل الصغير... يكبر... ثم يكبر

كي يصبح رجلاً كبيراً

لرأيت الورد والزهر... ينمو ثم ينمو

ويفوح منه العبير

لرأيت النهر يجري ويسيل

يروي صحارى الوطن... كي ينمو النخيل

لرأيت الطير يكبر ويطير

لرأيت النور يضيء لنا السبيل

في سنا النور نمضي و نسير

***

لو انتظرت قليلاً...

لشهدت معنا يوم النصر الكبير

يوم خرج وانتصر الشعب

وطهرنا الأرض من ظالم حقير

لم يكن هذا بصعب أو عسير

مثلما ادعوا يوماً أنه: مستحيل

لو انتظرت قليلاً ..

لرأيت الذئب للغنم نصير

لرأيت الحاكم على الأرض يرقد... وينام على الحصير

ليس فقراً... وإنما تواضعاً

بعد عدلٍ وراحةٍ للضمير

***

لو انتظرت قليلاً...

لرأيت يد الغني في يد الفقير

فيا أخي: «ليس الفقير بالحقير»

لرأيت الحكم في يد الرجل... ذي العقل المستنير

لو انتظرت قليلاً...

لشهدت معنا انتهاء الحرب مع النظام

وتحرير كل مظلوم أو أسير

«لا دماء بعد اليوم ستسيل»

لو انتظرت قليلاً...

لرأيت التعليم وقد أصابه التغيير

غيّروا المناهج لتواكب التطوير

فيا صديقى: «القاموس ليس أدباً»

وفهمه ليس بالأمر اليسير

* * *

لكن للأسف... جاء الرحيل

قبل أن ترى إلا القليل

هكذا ـ هو ـ المصير !

يسرق منا البسمات... ويشوه الوجه الجميل

فيا أخي ـ عذراً ـ على سوء كلماتي

وضعف الأسلوب والتصوير

فأنا لست (شوقي) أو (جرير)

أنا فقط في يوم رثائك...

أردت أن أعبر عن حزني..

لكن فشلت في التعبير.

أحمد مصطفى الغـر

العدد 3346 - الجمعة 04 نوفمبر 2011م الموافق 08 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً