العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ

عالم أحياء ألماني يدرس استخدام السمك في علاج مشكلات العيون

رصد عالم أحياء ألماني قيمة جائزة أكاديمية فاز بها في وقت سابق لأغراض استكشاف أسرار عيون السمك على أمل التمكن يوماً من الإفادة من قدرة خلاياها على تجديد نفسها في علاج مشكلات العين البشرية. تشبه عيون الأسماك العيون البشرية إلى حد كبير، مع فارق واحد جوهري ذلك أن عيون الأسماك تبقى في طور النمو طوال حياة السمكة، بينما يولد البشر بأعين مكتملة.

يراقب يواخيم فيتبروت نحو 50 ألف سمكة فيما يزيد على 3500 حوض أسماك في جامعة هايدلبيرج جنوب غربي ألمانيا. ويمتد اهتمام العالم الألماني ليشمل عيون الفقاريات بوجه عام رغم أنه متخصص في الأسماك ويأمل أن يؤدي بحثه في طريقة تكون عيون السمك إلى مساعدة العين البشرية في توليد خلايا الأجزاء التي تعرضت للتلف. يقول فيتبروت الذي أحب الأسماك منذ صغره «الأسماك نموذجية حيث يمكن الاحتفاظ بأعداد هائلة منها كما أن طريقة تكون أعينها تشبه إلى حد كبير طريقة تكون العين البشرية».

العين البشرية أيضاً تحوي نوعاً من الخلايا لديه القدرة على إعادة تجديد نفسه. «إننا الآن نختبر هذه القدرة على إصلاح التلف في أعين الأسماك ومن المحتمل أن يستفيد طب العيون منها على المدى البعيد في حالات تلف الشبكية على سبيل المثال». لقد طور فيتبروت ورفاقه في الجامعة الألمانية الراقية، مجهراً خاصاً يستطيعون بواسطته مراقبة التطور الجنيني في السمكة منذ كانت خلية واحدة وحتى اكتمال نموها كسمكة.

بعدها يقوم الباحثون الذين يعملون بالتعاون مع مختبر علم الأحياء الجزيئي الأوروبي باستخدام تكنولوجيا الحاسبات الآلية لإسراع وتيرة عملية التطور وتتبعها. في البداية تبدو السمكة كرة تهيم الخلايا بداخلها على وجهها دون هدف أو توجه فجأة وبدون مقدمات تتحرك مجموعة معينة من الخلايا نحو القلب كما لو كانت قد تلقت أمراً سرياً ينشأ العمود الفقري ببطء، بينما تتحرك خلايا أخرى أعلى وأسفل لتشكل الرأس أو الذيل.

وتمكن فيتبروت من خلال بحث أجراه عن سمكة ميداكا وهي فصيلة يابانية من تحديد الجينات الرئيسية المسئولة عن تكون العين، واكتشف أن الخلايا في الجنين تتم برمجتها في مرحلة مبكرة على تخليق عضو البصر وتحريكه للموقع المخصص له.

يعتمد البحث على أموال الجائزة التي تلقاها فيتبروت من مؤسسة هايدلبيرج البحثية وقيمتها ربع مليون يورو لتمويل أبحاث مساعد يستعد لنيل درجة أستاذ مساعد، في تخصص الخلايا الجذعية. يقول فيتبروك بلهجة الواثق من أن نتائج الدراسة ستفيد الجامعة وجهات أخرى على نطاق أوسع: «هذا الباحث يركز اهتمامه بكثافة أكبر على تطور القرنية»

العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً