العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ

نحتاج إلى عملية سياسية تفاعلية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نحتاج إلى عملية سياسية تفاعلية يشارك فيها الجميع، وأنا من المؤمنين بأن الاستقرار الحقيقي يحتاج إلى الإصلاح الذي يعالج المشكلات من جذورها ويحقق العدالة الاجتماعية، وبذلك نحصِّن مجتمنا من اتجاهات التطرف والخطابات التي تسمم النسيج الوطني وتدفع إلى الانقسام الطائفي.

ومن الناحية النَّظرية؛ يمكن للكثيرين أن يتحدثوا عن «اللحمة الوطنية» وأن الاستقرار من متطلبات التنمية، ولا خلاف على ذلك إطلاقاً، وإنما الخلاف على الأسس التي يمكن من خلالها الحفاظ على النسيج الوطني، ويمكن من خلالها تحقيق الأمن والاستقرار على المديين المتوسط والبعيد.

إننا نمر بمرحلة تاريخية لم تمر بها البلدان العربية منذ استقلالها، والعالم من حولنا يتجه نحو تركيز المبدأ الذي يتحدث عن أن الإصلاح السياسي الحقيقي مقدمة لا غنىً عنها لتحقيق الأمن والاستقرار. كما أن الوعي المنتشر في البلدان العربية إيجابي وحضاري، فتجد أن حب الوطن لا مساومة عليه، وأن أية اتهامات بأن شعباً لا يحب وطنه، أو أنه يتسلم «أوامر» للنيل من سيادة بلده لم تثبت في أي من الانتفاضات الديمقراطية. هذا بالإضافة إلى أن الشباب المتعلم الذي تحرك في بلدان الربيع العربي انغرست في داخله قيم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتعددية والتسامح الديني والسياسي بشكل لم يشهده تاريخ المنطقة من قبل.

ما يميز الجيل العربي الحالي أنه يؤمن بثقافة الحقوق وبالديمقراطية، ولذلك فإن سخطه واحتجاجه إنما تصاعد بسبب النقص الفعلي في الحقوق والديمقراطية. أما عندما يُستخدم القمع لإخماد المطالب؛ فإن عملية الإخماد تتخللها ممارسات تزرع بذوراً لسخط من نوع آخر. وفي المحصلة؛ فإن كل بلد أمامه خيارات، إذ يمكن لهذا البلد أو ذاك أن يصرف كل ما لديه من ثروات ويضيع الفرص المتوافرة، وذلك من أجل فرض مزيد من التدابير الصارمة، ولكن هذا الثمن المرتفع له تبعات، وتنشأ بسببه فئات ونوعيات جديدة من المعارضين، إضافة إلى أن العالم اليوم مفتوح وهذا يعني أن أي بلد يشهد أحداثاً تسلط عليه الأعين ما يُحدث ضجة كبيرة تنعكس في الإعلام الدولي والمنظمات العالمية وتؤثر بشكل مباشر على كل شيء تقريباً.

بحرينيّاً، لا نحتاج إلى مزيد من التشريعات والإجراءات الصارمة، بل إن كل ما نحتاج إليه هو عملية سياسية تفاعلية - تشاركية، وأن نلتزم بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولا سيما أن البحرين انضمت إلى هذا العهد في تاريخ 12 أغسطس آب 2006، وأصبح العهد ملزِماً لنا محليّاً بحكم القانون رقم (56) للعام 2006

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 6:11 ص

      إننا متفألون بتفألك يادكتور

      تفائلو بالخير تجدوه ، نشكرك ياجمري على هذا الاصرار على التفائل ،وهذا يعطينا الحافز على الاستمرا بالتفائل ،وأنا أؤمن بالمقولة التي تقول ماضاع حق وراءه مطالب ،وإننا كشعب واعي ويرى أبسط حقوقه الانسانية منتهكة ، وإنه يرى أيضا أخوته في الوطن العربي قامو بالمطالبة بحقوقهم ، فبكل سلمية وحضارية هب ليزيل الفوارق الموجودة في المجتمع وطالب ببعض حقوقه فجوبه بالعنف والكراهية والعداء ،وإننا لا نعتب على موقع أو قناة خاصة تتبنى رأيا متطرفا ،ولكننا نتعتب على جهات رسمية ترعى الفكر المتطرف ليبث التفرقة في المجتمع

    • زائر 15 | 3:16 ص

      ذكر بعض الاخطاء ضرباً من الحب

      مقالك يادكتور يفيض حباً وهياماً بالبحرين ، وينشد بدون شك المصلحة العليا للوطن والجميع يعلم ذلك بما فيهم كبار المسولين ، وانك محل تقدير واحترام شديدين بعكس بعض الخطابات لبعض الاقلام الركيكة اوالخطابات المكررة فهي بعيدة عن محبة البحرين ومصلحتهامن جهة وبعيدة ايضاً من احترام المسؤلين من جهة اخرى ، وان كررت في كتاباتها عبارات المحبة والود لهذا الوطن كما انهم وقتيون وليسو محل تقدير وان بدا لهم ذلك

    • زائر 14 | 3:12 ص

      أقلام الولاء إن نطقت؟ وأقلام الحقد إن نطقت؟

      إذا نطقت أقلام الحب والاخلاص للوطن فإن عبير التفاؤل يشم منها من بعيد قلمك يا دكتور من خيرتها.
      وإن نطقت أقلام الحقد والكراهية والسب والشتم
      والتخوين فإنك تشم منها رائحة جهنم والعياذ بالله.
      كل الشعوب العربية تحركت في ظل ربيعها
      الا نحن عندما تحركنا بسلميتنا واجهنا سيلا ووبلا
      من السب والشتم والتخوين وكأن وضعنا في البحرين
      هو الاقرب للمدينة الفاضلة.
      إن شعوبا تقف حجرة عثرة اما مطالب اخوانها في الرقي والتقدم سوف يخلد لها التاريخ هذه المواقف
      الممانعه للتطور والتقدم

    • زائر 13 | 2:56 ص

      الصحف البيضاء و الصفراء

      سألني أحد الأصدقاء لماذا تختار قراءة الصحف البيضاء و تتجنب قراءة الصحف الصفراء و ترمي بها جانباً؟ فأجبته الصحف مثلها مثل المأكل و المشرب فإذا أقبلت على وجبة طعام جيدة بيضاء فإن الصحة بها تستقيم، و إذا أقبلت على وجبة صفراء فإنها تسبب لك السقم و الأذى. فلهذا عندما نقرأ لقلم الدكتور منصور فيزيدنا عمق في حب الوطن و ولاءه و هي من الأقلام البيضاء و أما أصحاب الأقلام الصفراء فلا هم لهم إلا الإساءة إلى الوطن و المواطن فشكراَ يا دكتورنا العزيز، و إلى الأمام.

    • عبدالله ميرزا | 1:23 ص

      بحرين ياديارى

      بحرين يا ديارى بحرين يا ديارى
      ياموطن الفخارى ودرة الخليج
      سلمت ياديارى سلمت ياديارى
      بلدر والبترول وباسق النخيل
      سلمت ياديارى سلمت ياديارى
      الجيل العربي الحالي أنه يؤمن بثقافة الحقوق وبالديمقراطية، ولذلك فإن سخطه واحتجاجه إنما تصاعد بسبب النقص الفعلي في الحقوق والديمقراطية.
      الشعب لا يريد الا الكرامه والعزة وضمان حقوقه وتوفير متطلبات العيش الكريم كما كفلها الدستور لعلم 73 م و2202 وقالها الملك واكد عليها وفتح التوظيف فى الوزارات للجميع بدون تميز وتغليب فئة على فئه

    • زائر 9 | 12:58 ص

      البحرين هى الضحيه

      لنتصور الكم من الموارد ، التفكير، الوقت و الطاقة , الآلام ،الحزن و القلق الذي هدر و مازال يهدر يضاف اليه السمعه و الفرص التى فقدت. هل كان الأجدر تجنب كل هذا. لو المشكله انتهت لقلنا لنؤخذ العبر و نقيم و نحاسب انفسنا و لكن نحن في الاتجاه المغاير. البحرين ما تستحق كل هذا من شعبها

    • زائر 8 | 12:55 ص

      مقالاتك راقية جدا ولكنها نور في زمن الضياع

      انت تكتب وتستشهد ولك باع ثقافي طويل ولكن الآخر لا يرى فينا اي حسنة، هناك طرف اعمى عن محاسن هذا الشعب الذي يلقى المديح من كل العالم ألا في الداخل البحريني لا نلقى الا السب والشتم والتخوين
      وكان الوطنية حكرا عليهم كي يعلمونا إياها.
      كلامك يا دكتور عين الصواب ولكن ما يفطر القلب تلك الأقلام التي تزيد آلامنا آلام وظلامنا حلكة ومستقبلنا تشاؤم.في البلد اقوام لهم احقاد مدفونة وجاءت الفرصة لكي تظهر عيانا.
      يا دكتور إنما يبكينا هذه الاوصاف للجزء الاكبر من الشعب بالتخوين

    • الفاروق | 12:41 ص

      كنا سمن و عسل ثم انقلب الوضع .....ما السبب

      وما هو سبب تفكك النسيج الاجتماعى ؟ ما الذى اوصلنا الى ذلك ؟ ما الذى يدعونى أن ادقق فى اسم المنتج قبل ان اشتريه أو اسم المطعم قبل ان ادخله ؟
      هل كنا كذلك قبل 14 فبراير ؟
      لنتكلم عن الفعل قبل ردة الفعل حتى نكون منصفين .

    • زائر 6 | 12:17 ص

      صباح االكرامه والاباء دكتور

      دكتور مثل شعبي تردده امهاتنا من زمان ايقول اللي مايجيبه مرضعه ضرب العصاه ما ينفعه اللي حليبه ما يجبره على الجوده قوانين حمرابي ما تسنعه اذا الضمير ما اشتغل مثل لجام الحصان ويوجه حامله الى الدرب الصحيح و حفظ حق الناس في السر مو في العلانيه لان التباهي بلعدل والاحسان امام الناس هو اقرب الى الرياء وهذا قمه النفاق الانساني اما عن النسيج الوطني الذي بدا بل الاهتراء فهذا بدايه نهايه الامه التفككك الاجتماعي اللي حصل في ظرف عشره اشهر اثاره ستبقى لعقد كامل من الزمن على اقل تقدير وهذا مربط الفرس

    • زائر 2 | 11:01 م

      لقد أسمعت لوناديت حيا

      ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 1 | 10:54 م

      فعلا نحتاج إلى عملية سياسية تفاعلية وليس حملة اعلامية تحريضية

      الكثير من الصحف تراها متنوعة الاهتمامات الا في الحملة التي تشن على طائفة كبيرة من المواطنين فانها تبث من السموم الشيء الكبير التي لايمكن تصوره من جهة فانها توغر فئة ايضا كبيرة على الاخرى بانهم خونه وباقي الاسطونة المشروخة فتراهم يوميا يرضعون من هذه السموم فتسممت افكارهم فترى اكثرهم متحامل ومن الجهة الاخرى يستقبل المعارضون هذا الكم فتراهم ينظرون لهذه الصحف نظرة كره لانها من وجهة نظرهم متحاملون وهذه حقيقة واقولها وانا اتحمل وزر كلامي الوحيدة التي حملت الهم بهمة وطنية هي الوسط فشكرا لكم من القلب

اقرأ ايضاً