العدد 3359 - الخميس 17 نوفمبر 2011م الموافق 21 ذي الحجة 1432هـ

روسيا تحذر من حرب أهلية في سورية

الجيش السوري يشيع أحد أفراده الذي قتل في الأحداث
الجيش السوري يشيع أحد أفراده الذي قتل في الأحداث

حذرت روسيا، حليفة سورية الرئيسية، أمس الخميس (17 نوفمبر / تشرين الثاني 2011) من أن الهجمات التي يشنها المنشقون عن الجيش السوري يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في البلاد، متهمة القوى الأجنبية بإذكاء العنف من خلال تشجيعها للمعارضة.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي دعت الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، في تصعيد للضغوط على نظامه الذي يزداد عزله.

ميدانياً، قتل ثمانية مدنيين أمس (الخميس) وهو اليوم الأول من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية لسورية من أجل وقف القمع مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق.

ومع زيادة، هجمات المؤيدين لنظام الأسد على سفارات أجنبية ما دفع وزارة الداخلية إلى تحذير المواطنين من انتهاك البعثات الدبلوماسية تحت طائلة المساءلة القانونية.


مقتل 8 مدنيين والضغوط على سورية تتزايد

دمشق، موسكو - أ ف ب

قتل ثمانية مدنيين أمس الخميس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) وهو اليوم الأول من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية لسورية من أجل وقف القمع مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق.

وفي هذا الوقت، تكثفت هجمات المتظاهرين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على سفارات أجنبية مناهضة لسياسته، ما دفع وزارة الداخلية إلى تحذير المواطنين من انتهاك البعثات الدبلوماسية تحت طائلة المساءلة القانونية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية مواطنين قتلوا أمس (الخميس) برصاص الأمن هم ثلاثة وطفل في ريف أدلب (شمال غرب) واثنان في حمص (وسط) ومدني وطفلة بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذها الأمن في دير الزور وريفه (شرق).

وبالتزامن مع ذلك هاجمت «مجموعة من المنشقين بقواذف «آر بي جي» مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري في معرة النعمان» (ريف أدلب) بحسب المرصد الذي أضاف أن المنشقين «اشتبكوا مع عناصر الأمن المتمركزين حول المقر».

ولم يذكر المرصد تفاصيل عما نجم عن هذا الاشتباك.

وأضاف المرصد أن «تظاهرة طلابية خرجت في معرة النعمان تطالب بإسقاط النظام واتجهت إلى شارع الكورنيش كما نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في بلدة كفرومة»، مشيراً إلى أن «عدد المعتقلين من البلدة بلغ خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر 100 معتقل».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي أن «الجهات المختصة في محافظة أدلب نفذت عملية نوعية في كفرومة أسفرت عن القبض على 57 مطلوباً، ومصادرة أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال حديثة».

وأضافت الوكالة أن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة (...) في بلدة كنصفرة وأسفر الاشتباك عن إصابة أحد عناصر الجهات المختصة ومقتل ثلاثة مسلحين وجرح آخر».

ونفى مصدر مسئول في معرة النعمان للوكالة تعرض «مقرات حزبية وأمنية في المدينة وخارجها لهجمات مسلحة» موضحاً أن «هذا الخبر عارٍ عن الصحة ويأتي في إطار التشويه الإعلامي والحملة الإعلامية المسعورة التي تنفذها بعض الفضائيات من أجل تشويه الحقائق».

من جانبه، قال المرصد إن «تعزيزات عسكرية وأمنية تضم أكثر من مئتي عنصر وسيارات رباعية الدفع وصلت صباح الخميس إلى مدينة الحولة (ريف حمص) وتمركزت إلى جانب مقر جهاز أمني».

وفي ريف دمشق، أكد المرصد أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حرستا أسفرت عن اعتقال العشرات ونشرت حواجز أمنية في شوارع المدينة».

يأتي ذلك غداة استهداف قوات من «الجيش الحر» المنشق عن الجيش النظامي السوري لمقر للمخابرات الجوية في ريف دمشق، بحسب ناشطين.

سياسياً، حذرت روسيا على لسان وزير خارجيتها الروسي سيرغي لافروف من حرب أهلية في سورية معتبرة أن على المجموعة الدولية أن تدعو كل الأطراف في سورية بما يشمل المعارضة إلى وقف العنف مشيرة إلى أن خطة الجامعة العربية حول سورية يجب أن تكون «واضحة» حول هذه النقاط.

وأكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة أمس (الخميس) في اسطنبول أن السوريين مستعدون لقبول تدخل تركي في سورية لحماية المدنيين من أعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق.

وقال الشقفة في مؤتمر صحافي إن «الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سورية) من تركيا أكثر من الغرب إذا كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين».

وتابع «قد نحتاج لطلب المزيد من تركيا لأنها جارة»، بدون أن يوضح طبيعة التدخل الذي تأمل الجماعة فيه.

من جهته، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس (الخميس) المجموعة الدولية «التي لم تتصدَّ بالحزم الكافي لقمع المعارضة في سورية»، مؤكداً أن ذلك ما كان ليحصل لو كانت سورية تنتج مزيداً من النفط.

وأكد أن سورية لا تستأثر بالاهتمام الذي استأثرت به ليبيا «لأنها لا تمتلك كميات كافية من النفط»، واتهم القوى الكبرى الدولية التي لم يسمِّها بإظهار «شهيتها» لليبيا، لكنها لزمت الصمت حيال «المجازر» في سورية.

كما عبرت الصين عن «قلقها الشديد» إزاء الوضع في سورية على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين.

وقال المتحدث «ندعو الأطراف المعنية في سورية إلى وقف العنف وإرساء الاستقرار الوطني وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن» مذكراً بأن بلاده تطالب دمشق بتطبيق الخطة العربية التي تنص على الإفراج عن متظاهرين وسحب القوات المسلحة من المدن.

من جهته، أعلن الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر عن إيمانه بقضية «الثوار» المعارضين للنظام السوري، إلا أنه دعاهم للإبقاء على الرئيس بشار الأسد باعتبار أنه «معارض للوجود الأميركي والإسرائيلي». وكان وزراء الخارجية العرب هددوا (الأربعاء) في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولاً يحدد «الإطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سورية لحماية المدنيين.

وتظاهر مئات من الموالين للنظام السوري أمام عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العاصمة السورية احتجاجاً على سياسة دولها المناهضة لسياسة الرئيس السوري وقامت بالهجوم على بعضها.

ودفع هذا الأمر وزارة الداخلية السورية إلى إصدار بيان فجر الخميس حذرت فيه من أنها «سوف تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق (...) كل من يحاول انتهاك حرمة المباني الدبلوماسية أو يحاول الدخول أو إحداث أي ضرر بهذه البعثات».

في موازاة ذلك، ذكرت الوكالة السورية الرسمية الخميس أن «خمسة وفود من الصين وروسيا وإسبانيا وألمانيا وكوبا زاروا مدينة حماة (وسط) اليوم للاطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة التي تعرضت لأعمال التخريب والحرق والسرقة على يد المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأضافت الوكالة «كما زار أعضاء هذه الوفود بعض المشافي الخاصة التي زعمت القنوات الفضائية المغرضة أنها تعرضت للدمار والهدم من قبل قوات الجيش وشاهدوا أن هذه المشافي لاتزال قائمة ولم تصب بأذى»

العدد 3359 - الخميس 17 نوفمبر 2011م الموافق 21 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً