العدد 3360 - الجمعة 18 نوفمبر 2011م الموافق 22 ذي الحجة 1432هـ

حديث الحج

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

الحديث عن الحج بكل جوانبه يطول لعظمة هذه الشعيرة التي أوجبها الله على المسلمين وفق الشروط التي يذكرها العلماء، والقيام بفريضة الحج عملية تتطور باستمرار من خلال الأساليب سواء في التنقل أو في الأمور الأخرى، غير أن الحج يبقى أثره الخاص ويبقى الإنسان مهما علا وتكبر وحمل الألقاب والشهادات يشعر فيه بعبوديته لله.

هناك لافرق بين جنسية وأخرى، بين فقير وغني بين مسئول وغيره، هناك الجميع لابد أن يطوفوا معاً بالبيت العتيق، ويجب عليهم البقاء في عرفة والبقاء في مزدلفة ومنى جميعهم دون أن يكون لهم ميزة على بعضهم بعضاً في مسألة وجوب بقائهم في هذه المشاعر.

ولاميزة هناك للإنسان إلا بمقدار ذلته لله، فهناك لذة للمشقة والتعب لا يمكن وصفها، فما أن ينتهي الإنسان من أعمال الحج التي كانت متعبة بالنسبة إليه، حتى يحس بحنين غريب لتلك الأعمال، وهناك من الحجاج من أدمن حج البيت الحرام بحيث أصبح الحج جزءاً من حياته لا يمكنه تركه أبداً.

نموذجان كانا أمامي في موسم الحج هذا العام 1432 هجرية- النموذج الأول هو الحاج محمد حبيب وهو رجل في العقد السادس من عمره ظل يعمل في خدمة الحجاج لأكثر من 35 عاماً وفي أعمال عدة حتى انه تنقل بين حملات بحرينية عدة كما أنه عمل في حملتي حج في الكويت والإمارات العربية المتحدة.

الحاج محمد حبيب قال في عبارة له: «يقول لي أبنائي لقد تقدم بك العمر وعليك أن تستريح، إلا أنني لن أتوقف عن خدمة الحجاج وفي حال موتي عليكم بدفني في مقبرة الحجون بمكة المكرمة».هذا إنسان ذاب في الحج وهناك الكثير من الحالات في البحرين وخارجها.

أما النموذج الثاني فهو لحاجة ظلت لـ13 عاماً تحج إلى البيت الحرام - طبعاً هناك حالات كثيرة أيضاً لكني أستعرض نموذجاً صادفته- إلا إنها وبحسب تعبيرها تعيش في حالة غريبة جدّاً في حال غيابها عن الحج.

إذ تقول الحاجة ليلى الحداد «أم وسام» «في العام الذي أنقطع فيه عن الحج كنت أقوم بأعمال عرفة في فناء المنزل، إذ أرتدي الإحرام، وانني لأشعر بأمر غريب داخلي في يوم رمي الجمرات». وهذه الحالة أعتقدُ جازماً أن الكثير من الحجاج يشعرون بها.

ويتطلب موسم الحج جهوداً من أطراف عدة، إلا أن ما يمكننا الإشارة إليه هو أمر الحجاج البحرينيين، لذلك لابد من الإشارة إلى بعض الأمور بالنسبة إلى الحجاج البحرينيين، وعلى رغم أنني ذكرت بعضها في مقال مع بداية توجه الحجاج إلى الحج فإن تلك النقاط لم تتغير وظلت هي هي، فالأمور على الجسر لا تزال غير يسيرة على الحجاج على رغم التنسيق المسبق مع بعثة الحج.

وظل الحجاج لساعات طويلة على الجسر سواء أثناء توجههم إلى أداء فريضة الحج أو عودتهم منها، كما أن موضوع دورات المياه في عرفة لايزال وضعه مزرياً فالكثير منها من دون ماء مثلا، كما أني لا أفهم ما هي الصعوبة في وضع قطعة خشب لتستر دورات المياه الخاصة بالنساء.

أنا هنا لا أجحد ما تقوم به البعثة من الكثير من الأمور ومنها مسألة التغلب على جزء كبير من مشكلة المساحة في منى وغيرها من الأمور، لكني أعتقد أن هذه الأمور لابد من حلها. ومن الضروري أن يكون الحاج مسئولاً لكي لا يتسبب لنفسه وللحملة الملتحق بها أي حرج.

ولجميع الحجاج: حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً. وأما لمن سعى للطائفية بعيد موسم الحج فأقول لقد فشلت وستفشل دائماً

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3360 - الجمعة 18 نوفمبر 2011م الموافق 22 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:32 ص

      انعدام النظام

      لقد كتب الله لي الحج لهذا العام وسررت كثيرا بذهابي الى بيت الله الحرام
      ولكني لاحظت بوجود عراقيل كثيرة لعرقلة الحجاج
      فكثيرا ما نرى سيارات الفخامة تجوب بين الحجاج في مسيرهم وتريد من الحجاج الوقوف لتفتح الطريق على اصحاب الفخامة
      وتسد بعض الطرق على الحجاج لتطول مسافة مشيهم
      واشتقنا كثيرا للقطار حين سمعنا عنه بانه لا يتعدى السبع دقائق
      ولكنهم لم يخبرونا بأن انتظار القطار مدتة أكثر من ثلاث ساعات

    • زائر 4 | 4:30 ص

      عرقلة الحجاج

      لقد كتب الله لي الحج لهذا العام وسررت كثيرا بذهابي الى بيت الله الحرام
      ولكني لاحظت بوجود عراقيل كثيرة لعرقلة الحجاج
      فكثيرا ما نرى سيارات الفخامة تجوب بين الحجاج في مسيرهم وتريد من الحجاج الوقوف لتفتح الطريق على اصحاب الفخامة
      وتسد بعض الطرق على الحجاج لتطول مسافة مشيهم
      واشتقنا كثيرا للقطار حين سمعنا عنه بانه لا يتعدى السبع دقائق
      ولكنهم لم يخبرونا بأن انتظار القطار مدتة أكثر من ثلاث ساعات

اقرأ ايضاً