مر منتخبنا الأولمبي بمرحلة صعبة للغاية خلال الأيام الماضية وخصوصاً في مشواره نحو حلم التأهل لأولمبياد لندن 2012، فخسارته مباراتين على التوالي من سورية واليابان جعلت الأمل أشبه بمعجزة من الصعب تحقيقها.

قبل كل مباراة يلعبها الأولمبي يمر بمرحلة من عدم الاستقرار، فلقاؤه الأول أمام سورية بدأ بصراع بين مدرب المنتخب الأول والأولمبي على اللاعب راشد الحوطي، فالأول كان يريد تفريغه والثاني كان يريده معه، وبعيداً عن المدربين فإن الأولمبي أهدى نقاط المباراة لسورية وكان أبرز الأسباب الحوطي، ولن أتحدث عن تلك المباراة بحجم ما سأعلق على الأوضاع الصعبة التي يعيشها المنتخب الأولمبي اذ جعلته خسارة سورية يعاني معنوياً ونفسياً.

جاء لقاء التعويض، وكان الجميع يتمنى أن يعوض المنتخب الأولمبي خسارته الأولى لكن بأي حال، لا مجال سوى الفوز على اليابان، وتفاءلنا خيراً في ظل الإمكانات العالية التي يمتلكها اللاعبون ويدربهم مدرب خبير، لكن هوية الأولمبي بدأت تنهار باستغنائه عن 8 لاعبين من أهم عناصره، وأدى ذلك إلى تعويل شريدة ببناء منتخب شبه جديد وخصوصاً أن اللاعبين كان أكثرهم من الأساسيين. فالمنتخب مهما تكن ظروفه بحاجه إلى الانسجام، واختيار عناصر جديدة للمنتخب لم تساهم بصنع ما هو جديد، والجميع لاحظ بأن شريدة وضع بعضهم في دكة البدلاء بسبب غيابهم - أي لاعبي الأول - عن الانسجام والاحتكاك وخصوصاً أنهم لم يشاركوا في لقاءات ودية على أقل تقدير.

أشيد بالعمل الذي قام به شريدة في الفترة الأخيرة، حاول قدر الإمكان بناء منتخب آخر لاسيما أن الشكوك كانت تحوم بعدم الحصول على خدمات اللاعبين الثمانية، وهذا العمل ليس بالسهل إطلاقاً وخصوصاً أن شريدة كان يفكر أيضاً بلقاء اليابان.

بالإمكان القول بأن مشوار الأولمبي في التصفيات أصبح شبه محسوم بخروجه خالي الوفاض، لكن ذلك ليس مهما بحجم تحقيق النقطة الأهم وهي إخراج مواهب بحرينية قادرة على تمثيل المنتخب الأول في مشواره المقبل، فأنا - شخصياً - على ثقة كبيرة بشريدة بصنع منتخب يكون الداعم الأساسي لصفوف الأحمر، مثلما تم اختيار عدد كبير من اللاعبين في الفترة الماضية فهناك عدد آخر سيكون جاهزا للمراحل المقبلة