العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ

التنظيم الجيد يقوّي «الإسلاميين» في الانتخابات البرلمانية المصرية

تخوض جماعة الإخوان المسلمين أول انتخابات حرة في مصر تعيها الذاكرة وهي تتخذ موقفاً قوياً تعززه بقوة الاضطرابات التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة. ونظراً لتنظيمهم الجيد فسيتمكن الإسلاميون من الحصول على ما يأملونه من أصوات حتى رغم تأثير العنف على نسبة الإقبال بصفة عامة.

جماعة الإخوان المسلمين هي أكثر الجماعات تمرساً في البلاد وكانت في وضع طيب حتى قبل أن تسفر أحدث اضطرابات عن قيام احتجاجات على الحكام العسكريين الذين تولوا السلطة بعد أن أطيح بالرئيس حسني مبارك في فبراير/ شباط. ومنذ ذلك الحين تصارعت عشرات الأحزاب كي تترك بصماتها في البلاد التي كان يخنق مبارك الحياة السياسية بها. كانت الجماعة الوحيدة التي تجتاز القمع هي جماعة الإخوان المسلمين وتتمتع بالصيت الذي يفتقر إليه الوافدون الجدد. المصريون مشتتون الآن في معركة فرض الإرادة في الشوارع ومن الممكن أن يتفوق الإسلاميون على توقعاتهم في الجولة الأولى من الانتخابات التي يقول الحكام العسكريون إنها ستبدأ كما هو مقرر اليوم (الإثنين).

قالت نرفانا شوقي وهي عضو في حزب «مصر الحرية» إنه في ظل هذا المناخ من الخوف فمن المتوقع أن يكون الوحيدون الذين يحتشد الناخبون خلفهم هم الإسلاميون. وتسببت الاضطرابات التي أشعلت أحدث موجة من الاحتجاجات في سقوط 42 قتيلاً في الأسبوع الماضي في أسوأ موجة من العنف منذ الإطاحة بمبارك من السلطة. ويعتقد بعض المصريين أن من الضروري تأجيل الانتخابات لضمان الوضع الأمني وإتاحة الفرصة للحملات الانتخابية التي تعطلت بسبب الاضطرابات. لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى إدارة البلاد مصمم على المضي قدماً في المرحلة الأولى من التصويت في جدول زمني معدل لتسليم السلطة لحكومة مدنية بحلول منتصف العام 2012 . تخوض الجماعة الانتخابات تحت لواء حزب الحرية والعدالة جناحها السياسي وهي تطالب بإجراء الانتخابات في الموعد.

وأدى رفض الجماعة مساندة أحدث احتجاجات من جماعات للثوار إلى تعرضها لاتهامات بأنها تجنح للمنفعة السياسية على حساب المبادئ. ويتعارض هذا تماماً مع الصورة التي كانت سائدة عن الجماعة أبان عهد مبارك إذ كانت الجماعة بين عدد محدود من الجماعات التي تنتقد حكمه صراحة. وكان مرشحو الجماعة هم الوحيدون الذين يمثلون منافسة جدية لمرشحي الحزب الوطني الديمقراطي في الانتخابات وكانت تحشد قاعدة تأييدها التي تتألف من أفراد قادرين على تحمل الضرب وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل الإدلاء بأصواتهم.

ومن القضايا موضع الجدل النصيب من الأصوات الذي ربما تحصده جماعة الإخوان في انتخابات حرة ونزيهة. وكان قياديون في الجماعة قد توقعوا في وقت سابق أن من الممكن أن تحصل على ما يصل إلى 30 في المئة من الأصوات. وكان أفضل أداء للجماعة في الانتخابات خلال عهد مبارك العام 2005 عندما حصلت على 20 في المئة من المقاعد بعد طرح مرشحين لثلث المقاعد فقط المتنافس عليها. لم تكن الانتخابات مثالية على الإطلاق لكن جولتين من ثلاث جولات في التصويت تمت في ظروف حرة نسبياً. وقال مرشد الجماعة في ذلك الحين إنها حصلت على نحو 2.8 مليون صوت العام 2005.

ومن المتوقع أن تصل نسبة الإقبال هذه المرة إلى 30 في المئة على الأقل من بين 50 مليون ناخب في مصر يحق لهم التصويت. لكن نسبة الأصوات التي يمكن أن تحصل عليها الجماعة يصعب التكهن بها. وقال هشام جبر وهو محتج في التحرير «إذا أجريت الانتخابات فإن نسبة الإقبال ستكون 30 أو 40 في المئة... الناس خائفون... وهذا ملائم لجماعة الإخوان المسلمين». وسيرجع نجاح جماعة الإخوان المسلمين جزئياً لغياب أحزاب قوية أخرى. ووصف محمد الجارحي وهو عضو آخر في حزب «مصر الحرية» التحدي المتمثل في محاولة تأسيس حزب خلال أشهر محدودة إن هذه كانت مهمة مستحيلة قطعاً. وأشار إلى أن تأزم المناخ الذي يخيم على مصر أضعف كثيراً من موقف الأحزاب الجديدة. مضيفاً أنه لا يعتقد أن الوقت ملائم للحديث عن أحزاب أو آيديولوجيات. وقال إن الأحزاب خسرت وهذا أمر مؤسف. وقال شادي حامد وهو مدير الأبحاث في مركز بروكينجز الدوحة وهو مركز أبحاث إن جماعة الإخوان ستهيمن على المشهد أياً كانت نسبة الإقبال ومن المرجح أن تفوز بما بين 35 و50 في المئة من الأصوات. ومضى يقول «إذا كانت نسبة الإقبال أقل... فإن هذا يضع جماعة الإخوان المسلمين في موقف أقوى بقدر ما لأنها يمكن أن تضمن نسبة الإقبال من أعضائها». وتابع «ربما حتى سيستفيدون من نسبة الإقبال الأكبر حيث يتوجه الكثير من المواطنين المصريين إلى الانتخابات وهم يقولون «لا نعلم من الذي يمكن أن نصوت له لكننا سمعنا عن الإخوان المسلمين»

العدد 3369 - الأحد 27 نوفمبر 2011م الموافق 02 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً