العدد 3371 - الثلثاء 29 نوفمبر 2011م الموافق 04 محرم 1433هـ

بسيوني... محللاً سياسياً

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في إحدى تجليات محمود شريف بسيوني، وقوفه أثناء كتاب تقريره الشهير على بعض اللحظات التاريخية المفصلية في تاريخ البحرين.

إحدى هذه اللحظات، كانت يوم 14 فبراير/ شباط 2002، مع الإعلان عن تحوّل البحرين من إمارة إلى مملكة، وإصدار الدستور المعدّل، يقول عنها: «وفي هذه اللحظة الهامة من تاريخ البحرين تفاوتت ردود فعل المواطن والشارع السياسي البحريني لدى استقباله التعديلات الدستورية... حيث كانت العديد من قوى المعارضة تتوقع عقد مشاورات سياسية واسعة النطاق لتدارس آلية تطبيق ما وافق عليه الشعب (في الميثاق) قبل اعتماد الدستور... ما دفعهم إلى انتقاد إصدار الدستور المعدل دون مناقشة عامة أو عرضها للاستفتاء الشعبي».

بسيوني أشار إلى انتقادات كبيرة وُجّهت للتعديلات، وخصوصاً عدم وجود توازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وكذلك انتقاد جانب كبير من السنة والشيعة للدور الذي مُنح للشورى بما يتجاوز دوره الاستشاري، ويخرج به عمّا وافق عليه الشعب في الميثاق، حيث إن «التعديلات منحت السلطة التنفيذية قدرةً جائرةً على التدخل في العملية التشريعية» بحسب تعبيره.

في الفقرة التالية (94) من «الخلفية التاريخية»، يقول بسيوني انه لم تكن التعديلات وحدها السبب الوحيد للسخط والإحباط الذي أحس به جانب هام من قوى المعارضة السياسية، حيث رأوا في تقسيم الدوائر محاولة حكومية لمنح الفرصة الأكبر للموالين للحكومة. (ص 56). هذا الإحباط عزّزته سلسلة من المراسيم بينها مرسوم 56، ومرسوم (47) بقانون الصحافة «الذي كان مقيداً بشكل مبالغ لنشاط الحرية والنشر».

وينتقل بسيوني بتحليله في الفقرة التالية (96) أربع سنوات إلى الأمام، حيث يتوقف عند محطةٍ مفصليةٍ أخرى، عند حديثه عن التقرير الذي انتشر في العام 2006، وكان له دويٌّ هائلٌ آنذاك. ويبني بسيوني رؤيته واقتباساته من مصادر أجنبية وليست محلية، (لورين فراير «واشنطن بوست»، حسن فتح «نيويورك تايمز»، وألين جريش رئيس تحرير «لوموند ديبولماتيك» المعروف بسعة اطلاعه على قضايا المنطقة). وفي هذه الفقرة يتحدث بسيوني عن رهانٍ لبعض الجماعات والأقليات على تزوير الانتخابات، وتعرّض البحرين للانقسام، وعن التوترات الطائفية المتوقعة. ويتبنى البروفيسور بسيوني أيضاً فكرة وجود محاولات لإنشاء «منظمات حقوقية موالية، وتمويل نوعية محددة من الصحف ووسائل الإعلام و (المواقع) الاجتماعية على شبكة الإنترنت والمنتديات».

في الفقرة التالية (97) يقفز بسيوني في تحليله السياسي إلى درجة أعلى من الاستقراء فيقول: «تحوّل التفاؤل والاستبشار الذي كان سائداً في بداية الألفية الثالثة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة، إلى حالة من الخوف والشك لدى قطاع عريض من المعارضة السياسية... في رغبة وقدرة حكومة البحرين على مواجهة المظالم التي طالما كانت السبب في جولاتٍ من الاضطراب المدني التي دامت عقوداً طويلة».

ويضيف: «خوف وشك دعمهم بطء التعامل مع المظالم الاجتماعية والاقتصادية الكامنة وراء السخط الشعبي بين العديد من البحرينيين، وعلى الأخص المستويات العالية من البطالة في صفوف (بعض من الناس)، والسياسات الحكومية في شأن منح الجنسية، واستمرار تفضيل الاستعانة بالأجانب على حساب المواطنين العاطلين». شكٌ وإحباط، وغياب أمل وتآكل ثقةٍ بالالتزام بمعالجة المظالم، وهي العوامل «التي أسهمت في جولات متكررة من الاضطرابات المدنية» بحسب تشخيص بسيوني للمشكل البحريني.

جاء بسيوني إلى البحرين محقّقاً ورئيساً للجنة تقصي حقائق، وربما لم يدُر بخاطره أن يكتب تقريراً فيه الكثير من عناصر التحليل السياسي المحكم. وربما نقرأ له في المستقبل مذكراتٍ عن تجربته «الصحافية» حين تحوّل من كواليس التقصي والتحقيق الجنائي إلى مجال التحليل السياسي

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3371 - الثلثاء 29 نوفمبر 2011م الموافق 04 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:01 م

      شكرا يا أخ قاسم ونرجو

      ان تخصص مجموعة من الاعمدة لتسليط الوضوء على كل فقرات التقرير فقرة فقرة.
      وشكرا.

    • زائر 15 | 8:45 ص

      لن تقبولنه كرجل حقوقي ولن تقبولنه كرجل سياسي وان تقريره حقوقي صرف اتهمتموه بالتسيس وان كان كما تدعي تقرير سياسي اتهمتموه بالقصور في الرؤية

    • زائر 14 | 7:58 ص

      بحريني مقهور حده .

      الدولة كم خسرت من الأموال من بداية الأزمة إلى اليوم ؟ .
      كم دفعت إلى لجنة بسيوني و باقي اللجان ؟ .

    • زائر 13 | 6:18 ص

      رد على زائر 10

      مهما كانت اخطاء املعارضة المزعومة فهي لا تساوي نقطة في بحر اخطاء الحكومة.هذا ما يخلص له اي قاريء للتقرير. حتى الدول الحليفة .

    • زائر 11 | 3:05 ص

      بدل التقاط فقرات من التقرير

      لماذا لا تدعون الناس الي قراءته فضلا" عن اقتباس فقرات وترك الباقي

    • زائر 10 | 3:03 ص

      هل هذا كل التقرير؟

      لو تتصفح التقرير في ما يخص المعارضة بأنها طائفية بحته ومعارضة متخبطه جرت الشارع الي اعمال ارهابية ونقاط كثيرة ..فلماذا التركيز علي جانب واحد من التقرير

    • زائر 9 | 2:57 ص

      من صحيفة الحياة(اليوم)

      بسيوني يصرح..المصالحة والأمن والسلامة لا تهم ((المعارضة)) لعبتهم سياسية بامتياز وهي اللعبة ذاتها في لبنان

    • زائر 8 | 2:23 ص

      لو.....

      لو كانت قضية البحرين حدثت في احدى الدول الاوربية او احدى الدول المتطورة، لما رايت القضية تدوم أكثر من شهر والسبب؟
      لانهم يخافون على المصلحة العامة للدولة اولا
      ويحترمون حقوق المواطن ويخافون من شماتة الاعداء بهم وإستغلال الظروف بعكس ما يحدث هنا

    • زائر 5 | 1:30 ص

      لم تكن الامور تحتاج الى محلل وإنما اي انسان كان يحس بالانحدار

      لقد كان الجميع يحس بذلك الانحدار وان الامور تسير للأسوأ وكان الدكتور منصور يكتب احيانا محذرا واحيانا ملمحا (يا جماعة خذو بالكم ترى الوضع خطر) طبعا ليس نصا وإنما معنى ما كان يقوله ولا احد يسمع له او يستمع ولا حتى يعبء بما كان يقوله وفي صبيحة يوم
      استشهاد علي مشيمع لا زلت اتذكر عنوان مقال الدكتور (ووقع المحذور) أي انه كان يستشف ومعه الكثير ممن يقرأون نبض الشارع يعرفون ان الامور تسير عكس الاتجاه المطلوب بسبب تلكؤ بل انتكاس الاصلاح
      الى لا اصلاح ولا اريد القول اكثر

    • زائر 4 | 1:23 ص

      كلام خطير

      صراحة كلام خطير خصوصا لما يصدر من محقق دولي كبير عن مظالم اجتماعية واقتصادية و.... مب سهل هالكلام.ويذكر بالخصوص تفضيل الاجنبي على الببحريني وكذلك زيادة البطالة بين ابناء طائفة معينة ليس من باب الصدفة.

    • زائر 3 | 1:01 ص

      آخرتها صحفي

      آخرتها راح يعمل صحفي مثلكم يا سيد. البحرين تعلم حتى القضاة والمحققين كيف يتعلمون صحافة!

    • زائر 2 | 12:23 ص

      غالية يا البحرين

      و بعد كل هذا يتأتي لك البعض و يقول لا حاجة لنا لحوار في البحرين و الامور طيبة بل بيرفكت! بل يأتي البعض و يقول ديمقراطيتنا ليس لها مثيل بل الدول الغربية يجب تقتدي بها!!!!

    • زائر 1 | 11:49 م

      اتمام الحجه

      فليعلم العالم عن النوايا .و نتمنى ان لا تكون هذه الحقائق فى متحف ارشف امم المتحده .

اقرأ ايضاً