العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ

العدل والاستقرار لا يتحققان من خلال الترعيب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يحكي فيلم «The Conspirator» قصة حقيقية عن حياة «فريدريك أيكن» الذي كان أول من تسلم رئاسة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في العام 1877... القصة تبدأ مع أحداث الحرب الأهلية بين الشماليين والجنوبيين في الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو «أيكن» جريحاً ويشارف على الموت، ومن ثم ينتقل الفيلم الى تحول المقاتل إلى مهنة المحاماة، لكن أول قضية تواجهه كانت الدفاع عن امرأة (وهي السيدة ماري سورات من الجنوب الأميركي وكانت تملك فندقاً صغيراً في واشنطن) اتهمت بأنها ضمن من تآمر لاغتيال الرئيس ابراهام لينكولن في 1865. وزير الحرب الأميركي آنذاك قرر إنشاء محكمة «عسكرية» لمحاكمة «مدنيين» من الجنوب الأميركي، واختار قضاة عسكريين للانتقام من المتهمين، كما قام المدعي العام بشراء الشهود لإجراء محاكمة سريعة وقاسية تصدر الأحكام بالإعدام «من أجل إرضاء الشماليين والانتقام من الجنوبيين».

«فريدريك أيكن» كان عليه أن يختار بين أن ينخرط مع رفاقه الشماليين وتسهيل مهمة إصدار حكم الإعدام على موكلته مع المتهمين الآخرين، وبذلك تتحقق رغبة وزير الحرب الذي كان يود تحقيق الأمن عبر «الحكم من خلال إثارة الرعب في قلوب الجنوبيين»، وبين الدفاع عنها بحسب الدستور الذي يقول إن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته. وفي أثناء ذلك، يكتشف «أيكن» أن المتهمة لم يكن لها دور في الاغتيال، ولكنَّ ابنها الهارب كان يعمل مع المتهمين من أجل اختطاف الرئيس. وعليه، يسعى «أيكن» إلى إلغاء المحاكمة العسكرية، لأن المتهمين مدنيون، ويسعى إلى الحصول على أمر رئاسي بوقف تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر ضد موكلته، ويتمكن من إقناع أحد كبار القضاة بإصدار أمر بإلغاء الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية، إلا أن آخرين يتمكنون من إصدار أمر رئاسي بالمضي قُدُماً في تنفيذ حكم الإعدام في السيدة (مع المتهمين الآخرين). ولاحقاً، بعد إعدامها، يثبت أنها لم تكن مع من خطَّطَ للاغتيال، وعليه؛ فمنذ ذلك الحين منعت الولايات المتحدة محاكمة أي مواطن مدني في محاكم عسكرية، وألزمت بضمان توفير جميع الحقوق الدستورية للمتهم على أساس أنه بريء حتى تثبت إدانته... ولاحقاً يتحول المحامي الذي التزم بشرف مهنته إلى رئاسة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» بعد تأسيسها.

الحوارات بين «أيكن» ووزير الحرب مهمة جدّاً... الوزير يقول: «من أجل حماية الأمة يجب أن تكون المحاكمة سريعة وتصدر وتنفذ أحكاماً قاسية» لإرضاء الشماليين، والمحامي أيكن يقول له: «العدل لا يتحقق من خلال الانتقام... أنت تريد الحكم من خلال التخويف والترعيب، ومؤسسو الولايات المتحدة الأميركية أرادوا الحكم من خلال القانون». ولقد أثبتت كل أحداث التاريخ في كل زمان ومكان أن العدل والاستقرار لا يتحققان من خلال التخويف والترعيب

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3374 - الجمعة 02 ديسمبر 2011م الموافق 07 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 1:48 م

      سؤالك غير بريئ يا رقم 9

      المظلومين ببلادنا غير انفصاليين.

    • زائر 28 | 11:12 ص

      The story relevents to our sad and tragedy present..... ام محمود

      tribunal. Aiken realizes his client may be innocent and that she is being used as bait and hostage in order to capture the only conspirator to have escaped a massive manhunt, her own son, John. As the nation turns against her, Surratt is forced to rely on Aiken to uncover the truth and save her life
      -------

      دكتور منصور جميع الأحداث التاريخية العظيمة ومنها موقعة كربلاء الموجعة للقلوب علمتنا ان الانتقام الأعمى هو قمة الحماقة و دليل على الحقد
      ان التخويف و الترعيب يحققان شحنات سلبية لأخذ القصاص

    • زائر 27 | 11:01 ص

      The Conspirator film review المتآمر ....... ام محمود

      In the wake of Abraham Lincoln's assassination, seven men and one woman are arrested and ged with conspiring to kill the President, Vice President, and Secretary of State. The lone woman ged, Mary Surratt, owns a boarding house where John Wilkes Booth, and others met and planned the simultaneous attacks
      Against the ominous back-drop of post-Civil War Washington, newly-minted lawyer, Frederick Aiken, a 28-year-old Union war-hero, reluctantly agrees to defend Surratt before a military

    • زائر 25 | 4:32 ص

      العدل اساس الملك

      لايوجد استقرار بدون عدالة فالعالم العربي ومن خلفه الغرب يثور من اجل العدالة ومهما فعلوا فالاصلاح قادم لالمحال له للإنسانية جمعاء اللهم عجل لنا ظهوره

    • زائر 24 | 4:19 ص

      تسلم يمينك يادكتور

      كلامك صحيح فان الترهيب والتخويف والترعيب لا يتفق مع العدل والاستقرار
      كثيره هي العبر ولكن من الذي يعتبر
      وفي الختام ماجورين يا قراء الوسط الغاليه

    • زائر 23 | 3:47 ص

      العلماني

      العنصرية لها مصلحة فئوية ولمصلحة فئة ليس حبآ بالدين وانما حب الانفراد بالسلطة والمال .
      وتبقى الرعية تتبع والطرف الثاني مهضوم والسبب المذهب
      تحياتي دكتور منصور

    • زائر 22 | 3:36 ص

      فل يقراء المسئولون التلريخ

      بعد قرائتك للتاريخ وضعت الدواء على طبق من ذهب وو ضعت الملعقة في الفم باقي على المسئولين شرب الدواء حتى لو كان مرا كما قال وزير العدل

    • زائر 21 | 3:26 ص

      -

      مقتطف من المقال:.. ولقد أثبتت كل أحداث التاريخ في كل زمان ومكان أن العدل والاستقرار لا يتحققان من خلال التخويف والترعيب.
      التعليق:نعم هذا صحيح
      ولا ننسى:
      العدل أساس الملك.

    • زائر 18 | 2:15 ص

      العبرة لمن اعتبر

      درس كبير وعبر كبيرة لمن يريد الاعتبار بالرغم أن لو كانت التقنيات المتتطورة الموجودة حاليا كانت موجودة في تلك الفترة لما اقبل الشماليون عل ذلك خيفة ان الحقيقة سيخبرها العالم في اللحظات الاولية كما هي الحقيقة الان والتي يخبرها العالم في لحظة وقوعها

    • زائر 17 | 1:29 ص

      وهناك طبالة بتاع كلوو

      المشكلة هو عندما يردونها سريعة تبقى كذلك وعندما يردونها بطيئ تبقى كذلك. لا يهمهم العدالة والانصاف . وزيادة على المشكلة هناك من يطبلون على ايحالة وجاهزون لهل

    • زائر 15 | 1:13 ص

      العدل اساس الملك

      شكرا على التنويع يادكتور نورتنا ولاكن ذاك منذ 134 سنة وما زالت بعض الدول تعمل بتلك النظم العنصرية والانتقام ورغم الاسلام الذي يدعو الى العدل .

    • زائر 12 | 12:24 ص

      وين المتعض

      اي والله

      بس وين الي يفهم ويتسوعب هذا الشي

      عظم الله اجرورنا واجوركم

      وانا للله وانا اليه لراجعون

    • زائر 11 | 12:14 ص

      سؤال للدكتور؟؟؟؟؟

      هل يمكن للدكتور أن يحكي لنا الحكاية من البداية ويفهمنا لماذا أراد الشماليون محاكمة الجنوبيين؟؟؟ نبي نفهم بس وبالمانسبة الجنوبيون كانوا يعرفون بالانفصاليون أيضاً

    • زائر 10 | 12:06 ص

      صباح العز يادكتور

      اسلوب الترهيب قديم بالي وما اسس مجتمع ولا بنى دوله واذا المواطن الاصيل في بلاده تاتي له اغراب لتفرض عليه وضع و قوانين من العصر الحجري يتكلمون عن حقوق الوطن على المواطن وهم لم يكملوا عام على استيرادهم لهدم كيان الوطن والمواطن فهولاء لايمكن ان يحققوا العدل والمساواة لاحبا في حكومه ولا بغضا للشعب من يدفع اكثر هو سيدهم ومثال على ذلك ما يحدث في دول مثل باكستان يسلم الجندي ابن عمه وابن خاله للغزاه بتهم واهيه بس لانه رفض تزويجه اخته او ابنته

    • زائر 9 | 11:57 م

      رائع جدا يا دكتور ولنا الكثير من الامثلة الحمد لله

      سوق المواعظ والعبر هي من الطرق التي استخدمها القرآن لتقريب الفهم وللمواعظ وقديما كنا نقرأ في كتاب كليلة ودمنة الكثير من القصص عن الحيوانات والتي في مضمونها عبرا لبني الانسان ساقها حكيم،
      والانسان الحصيف هو من يستمع القول فيتبع احسنه
      ويأخذ من تجارب الآخرين دروسا تغنيه عن الخوض في نفس التجربة وتوفر له الوقت والجهد والمال ايضا
      بصراحة في هذا الزمن نكاد نقول ان القليل النادر الذي يسمع او يستمع للعبر والمواعظ

    • زائر 8 | 11:42 م

      قول للأمام علي

      لا سؤدد مع انتقام..هي بالضبط فكرة الفلم

    • زائر 7 | 11:33 م

      الانتقام الالاهي

      هناك من يزج بالابرياء ويرميهم بتهم قتل وغيرها ويحضر شهود زور وأعترافات بأبشع الاساليب ولكن لم يفكر في انتقام الله للمظلوم والمعدوم ظلما وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

    • زائر 6 | 11:27 م

      غالية يا البحرين

      كثير ما يعيد التاريخ نفسه و لكن اين الذي يتعلم من التاريخ ؟ كلهم يعتقدون بانهم " غير" ! لكن كما يقول المثل كثرت العبر و قل الاعتبار!

    • زائر 5 | 11:20 م

      ولقد أثبتت كل أحداث التاريخ في كل زمان ومكان أن العدل والاستقرار لا يتحققان من خلال التخويف والترعيب

      الإشكالية عند العرب أنهم لا يقرأون التاريخ قراءة صحيحة، وهذا ما أثبته في مقالك... وكثيرة هي الشواهد التاريخية التي أثبتت مع مرور الوقت أن استخدام العنف المفرط لقمع مدنيين بآلة عسكرية غير مجد على المدى الطويل، ولكن المسئولين لا يرون إلا الوقت الراهن وليس المستقبل.

    • زائر 4 | 10:59 م

      العبر لمن اعتبر..... و لكن هنا الامور على اختلاف

      لنظر في تاريخ بناء الثقافة و الممارسة و التدريب الامني هنا يدعي من غير شك انه فوق الانسانيه و فوق القانون و المعاير الدوليه. إلناس تعرف و المسؤلون يعرفون على مدار عشرات السنين لسنا بحاجه لبسيوني ان يثبتها ولا نحتاج لخبراء غرباء مثل ماصار من عشرات السنوات.. إصلاح صناعه محليه  

    • زائر 2 | 10:40 م

      رسالتك وصلت شكرا

      رسالتك وصلت و سيمزقها الشماليون قبل ان يكملوا قراءتها

اقرأ ايضاً