العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

املأ ركابي فضة أو ذهبا...

املأ ركابي فضة أو ذهبا

إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير أماً وأبا

وخيرهم إذ ينسبون نسبا

قائل هذه الأبيات هو من قتلة الإمام الحسين (ع) وسواء أكان هو حولي بن يزيد أو سنان بن أنس الأيادي أو الشمر بن ذي الجوشن أو غيرهم فهو بالتأكيد لسان حال الجميع من القتلة حيث الرغبة الشديدة في الحصول على الحظوة والأموال من أسيادهم نتيجة إقبالهم على اقتراف تلك الجريمة النكراء، فرغم التعتيم والإغفال الممارس على الناس والمسوّق لهم على أن هؤلاء المغدور بهم هم شرذمة من الخوارج خرجوا على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وإن الله قد حفظ البلاد والعباد منهم وتم الانتصار عليهم، بل يتوجب لإطاعة ولي الأمر أن يشارك الجميع سواء في الكوفة أو الشام بالاحتفالات وإبداء الفرحة وتوزيع الأطعمة ابتهاجاً بهذا النصر المؤزر على أعداء الأمة!

ولكن لنا وقفة هنا لنؤكد أن علية القوم وكبارهم خاصة أهل الحجاز والعراق يعرفون أنّ هؤلاء هم أهل بيت النبوة ومهبط الوحي وهم ذرية رسول الله، الذين أمر الله بطاعتهم ومودتهم، فيزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم الكثير يعرفون فضلهم ومكانتهم من الله ورسوله، وأحرار المؤرخين عبر العصور يعجبون كيف تكون محبة الدنيا مهلكة لصاحبها إلى هذه الدرجة من التجرد الكامل من الجوانب الإسلامية والإنسانية!

تراه يعترف أنه قتل الإمام الحسين ابن بنت رسول الله وسيد شباب أهل الجنة، وهو هنا يطلب جائزته من الأموال الكثيرة من الذهب والفضة بحيث يملأ ركابه منها، وأنه يقر ويفتخر بإمعانه في القتل والتنكيل لنيل رضا الولاة، ولكن بالطبع لن يلقى الاحترام والتقدير حتى من أعتى المجرمين الذين أمروه بذلك ولو أعطوه ملء الأرض ذهباً، إنها سنة الله في الكون والمصير المحتوم في الآخرة، فنحن نعجب من الذين يعيشون لدنياهم فقط ويجمعون الأموال من أي مصدر تتوافر فيه، الذين يبيعون دنياهم بآخرتهم ولا ينتبهون أن وراءهم يوم عسير يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، يوم تقف وتحاسب عن كل صغيرة وكبيرة وتلقى جزاءك ممن لا يُظلم عنده أحد من خلقه، ولنأخذ عبرة لنا من حوادث التاريخ وهي كثيرة، وسنحصر حديثنا عن نماذج من القوم الذين بلغت لديهم النشوة قمتها بمقتل الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار، وما هو مصيرهم في الدنيا قبل الآخرة، وكيف كانت ميتتهم وعاقبتهم قبل الموت، حيث يحدثنا التاريخ أن جميع المجرمين الذين شاركوا في قتل الإمام الحسين وذريته وسبي نسائه ظلت كلمات الإمام تلاحقهم في حلهم وترحالهم في نومهم ويقظتهم حتى شربوا من الكأس ذاته وخسروا الدنيا والآخرة «ورد في الخبر أن الإمام الحسين (ع) دعا على قتلته بقوله:»...وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة ولا يدع فيهم أحداً إلا قتله بقتلة وضربه بضربة ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير» والمقصود من قول الإمام الحسين (ع) كما هو واضح: المختار بن أبي عبيدة الثقفي (رض).

وسنتتبع باختصار بعض ممن اقترفوا هذه الجريمة وكيف كانت نهايتهم وميتتهم، فكبيرهم يزيد كان في رحلة صيد فنفر به الفرس فعلقت رجله بالركاب فجعل الفرس كلما رآه خلفه نفر فلم يزل كذلك إلى أن مزقه ولقي حتفه بهذه الميتة ولم يعلم له قبر... وعبيد الله بن زياد لقي حتفه على يد إبراهيم بن مالك الأشتر حيث قطع نصفين واحتزوا رأسه وبعثوه إلى المختار في الكوفة مع البشارة بالنصر، أما عمر بن سعد بن أبي وقاص فهو من أتراب الإمام الحسين والعارفين بفضله ولكنها سوء العاقبة، فقد حاول الإمام إقناعه وردّه عن غيّه ولكن حب الدنيا وطمعه في ولاية كبيرة أعماه تماماً فدعا عليه الإمام يوم كربلاء بعد إصراره على القتال «سلّط الله عليكَ من يقتلكَ على فراشكَ عاجلاً» وبالفعل قتل على فراشه أيام ثورة المختار حيث تقصى أثرهم واحداً بعد الآخر، ومما نقل عن المختار قوله: «لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قتلة الحسين بن علي عليهما السلام وأهل بيته». وقال أيضاً «أعلموني من اشترك في دم الحسين وأهل بيته عليهم السلام»، فلم يكن يأتونه برجل فيشهدون أنّه من قتلة الحسين أو ممّن أعان عليه، إلاّ قتله. فانتقم من حرملة الذي اسودّ وجه في الدنيا قبل الآخرة وحصين بن تميم وشمر بن ذي الجوشن الذي لم يكتفِ بحز رأس الإمام بل سرق بعض الذهب بعد أن فرت النساء من الخيام ودفعه هدية لابنته! ولكن هذا الذهب أصبح هباء بعد صهره بالنار وغير هؤلاء الكثير.

ونختم حديثنا حول شبث بن ربعي والحوار معه بعد القبض عليه، وهي من الوقائع التي يصعب على النفس ذكرها حيث تفر الدموع من محاجرها غزيرة حارة عند سماعها، فقد أحضره إبراهيم بن مالك الأشتر فقال له: أصدقني يا شبث، ماذا فعلت يوم الطف؟ فقال: ضربت وجهه الحسين بالسيف. فتأثر إبراهيم أيما تأثر وأخذ يجهش هو ومن حوله بالبكاء ثم رفع رأسه مخاطباً شبث: ويلك أما خفت من الله ولا من جده رسول الله؟ ألم تعرف أن أمه فاطمة بضعة الرسول وريحانته؟ ثم قُطع رأسه وذهب إلى مزبلة التاريخ.

حسن الوردي


خروج الإمام الحسين

 

يدور في بعض الأذهان خصوصاً من العوام، أو الشباب غير الملتفت أن الإمام الحسين (ع) قتل لأجل شيعته كي يبكوا ويلطموا الصدور ويظهروا مظلوميته... ما الذي يستفيده الناس من حادثة عاشوراء؟ هل مجرد البكاء واللطم؟ أم يروا طريقة الإمام وأعماله ويقتدوا به؟

لم يخرج الإمام الحسين (ع) كي نبكي عليه، صحيح أن البكاء أمر مهم وإخراج مظلومية الحسين جانب أساسي مهم، وإقامة المآتم كذلك، لكن الحسين لم يخرج لأجل ذلك. ولم يكن يبحث عن الذكر الحسن والمدح، جميع الأئمة (ع) ما كانوا يطلبون المدح والثناء من الناس في حياتهم ولم يعملوا كي يمدحهم الناس بعد موتهم، بل كانوا يعيبون على من يعمل من أجل أن يرائي الناس في عمله. الأئمة (ع) كانوا يعملون ولا يريدون بعملهم جزاءً حتى أنهم لا يعملون ما يعملونه من أجل جزاء الله وثوابه «ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك... وإنما وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك».

غيرة الحسين على الإسلام

الإمام الحسين (ع) هو ابن الرسالة الإسلامية، هو ابن الإسلام، جده رسول الله (ص) الذي جاء بهذا الدين الحنيف وجاهد وتحمل المصائب والمشاق حتى كسرت رباعيته واستشهد أعمامه وأقرباؤه في سبيل هذا الدين.

وأبوه أمير المؤمنين (ع) الذي نصر الدين بسيفه في ساحة الجهاد. وجدته خديجة الكبرى (ع) التي نصرت الدين بأموالها. وأمه فاطمة الزهراء (ع) بضعة المصطفى وجليلة المرتضى.

فحينئذ من الطبيعي أن تكون عنده غيرة على الإسلام... كيف لا تكون عنده الغيرة على الإسلام وهو قد عاش في وسط الإسلام وتربى في أحضانه...

كانت غيرة الإمام الحسين (ع) نتيجة حتمية عندما نظر إلى الإسلام والدين في خطر وأنه سيذهب ولن يبقى له وجود. إن المسلمين قد ابتعدوا بل وانتكسوا ورجعوا عن الإسلام وصار فعل المحرمات علانية، ولو بقي المسلمون على تلك الحالة لأصبح الدين خبراً يذكر وقصة من القصص ليس لها أي وجود. إن الإمام الحسين (ع) إمام معصوم فهو أعرف بوظيفته ومهمته. لم يرَ الإمام بُدّاً من الخروج وإن أدى به الأمر إلى الشهادة وإلى القتل أو السبي أو إلى أي نتيجة ما دام الهدف هو الحفاظ على الإسلام. لم يثبت الإسلام إلا بالجهاد والتضحية فقد خاض المسلمون حروباً كثيرة... لم يأتِ الإسلام إلا بالمشاق والتعب، كيف تذهب هذه الجهود هباءً منثوراً؟

يذكر أن الإمام الحسين رأى المجتمع وصل إلى حال من الخوف والذعر وحالة من الانكماش والإعراض عن الدين بحيث إنه لا يفيد معه الكلام والإرشاد بل

لابد من الدم الذي يفور ويبقى على مر التاريخ يغذي الجانب الديني.

هذه المظلومية وهذا الدم الذي سفك مستمر على مر الدهور والعصور يبقى مستمراً يغذي جانب الدين.

منى الحايكي


اعتقادات خاطئة

 

كنت أرى فى نفسي قصيدة...

عذبة الألحان

واحد القافية... يشدوها كروان

لكن أنا نثـرٌ

تتساقط منه الكلمات

تتبعثر... تفقد توازنها...

تتعثر...

نثـرٌ... قد ضلّ طريقه

فى زخم الأشعار

***

كنت أعتقد أنني لوحة

تملأها الألوان

معتقداً أني فنان

أرسمني... بدون نظام

لكن أنا صفحة

تغرقها الأحزان

تبحث عن ذاتها...

مكتسية ملبس إنسان

أحمد مصطفى الغـر


يا ليتنا كنا معكم لنفوز فوزاً عظيماً

 

في أيام محرم نستمع لهذه العبارة تدوي من حناجر تنحب على فقدان سيد الشهداء وولده وصحبه. هذه العبارة هي أمنية يصرِّح بها كل من يرغب بالوقوف مع جهة الحق التي تمثلت وتجسدت في الحسين (ع) طيلة حياته، فسنَّ لنا سنة الثبات على الطريق الملزم لطاعة الله؛ لم يحد عنه حتى صار حيّاً يرزق عند ربه.

قرأت في معظم التعليقات على جلل المصاب بكربلاء إجماعاً على تشبيه الواقعة بالمدرسة؛ فبالتالي يمكنني أن آخذ منها ما يصلحني ويصلح عملي في هذه الدنيا.

من دروس الإمام التسامح والثبات على القيم الإسلامية. أرى ذلك حينما أقرأ عن الحر بن يزيد الرياحي، وتذهب الرواية لتحكي كيف كان مناطاً به منع الحسين من الذهاب للكوفة حيث دعاه أهلها، وكيفية معاملة الحسين (ع) له. ما كان منه عليه السلام إلى أن سقى العطاشى غير مكترث بموقف الجُنْدْ المعادي له؛ رآهم بمنظر أبت نفسه الزكية إلا أن يرويهم. تلك قيم الإسلام وهذا درس من دروس واقعة الطف. وأكاد أجزم، بغير نية إبخاس صلاح وخيرة نفس الرياحي، بأن موقف الحسين (ع) هو الفيصل في تخيير الحر نفسه بين الجنة والنار، فلم يختر على الجنة شيئاً.

أتساءل دائماً في صحة العبارة التي نقولها دوماً؛ أوليس الحسين (ع) وصحبه أحياء عند ربهم يرزقون؟ ذلك يقين. أوهل ضاعت علينا فرصة الفوز العظيم كوننا لم نكن في كربلاء؟ تظل الفرصة قائمة. أرى في نصرة الحسين وأصحابه إمكانية وفرصة لا تنجلي إلا عند انجلاء مهلة الحياة الدنيا فالحسين حيٌّ لم يمت، وأتمنى أن أرى نفسي وفي المسلمين حسينيين في الثبات على الحق، أو أحراراً كالحر في الرجوع للحق والحَمْلِ على الباطل.

أحمد عبدالله الخنيزي

العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:47 م

      حسين مني وانا من حسين

      لقد تأثرت بمقالك يا استاذ حسن وابكاني ، اذ كيف اتصور ان يضرب وجه الامام بالسيف وهو الوجه الذي طالما قبله رسول الله ( ص ) لقد احتضنه كثيراً وهو يردد "حسين مني وانا من حسين "

اقرأ ايضاً