العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ

الربيع العربي يخلق دوراً جديداً للعرب الإسرائيليين

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

أصبحت صور المتظاهرين غير المسلحين يصطدمون مع رجال الشرطة وقوات الأمن الصور المميزة للربيع العربي. أدت موجة الاحتجاجات والمظاهرات الجماهيرية إلى سقوط الأنظمة الاستبدادية، بما فيها تلك التي ترأسها معمر القذافي في ليبيا وزين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر.

في جميع هذه الحالات الثلاث، لم يأت إسقاط هؤلاء القادة على أيدي الجيش، الحامي التقليدي للثورة والتغيير السياسي في الشرق الأوسط، وإنما من خلال المجتمع المدني.

وعلى رغم أن تأثيره على السياسة لا يجب التقليل من أهميته، إلا أن دور المجتمع المدني المتزايد في تشكيل السياسة في الشرق الأوسط يخلق احتمالات جديدة للتعاون بين شبكات المجتمع المدني بين الدول، وربما بين إسرائيل وجيرانها العرب.

لاشك هناك أن الربيع العربي شكل تحديات جديدة لإسرائيل. إلا أن فرص تفاهم وتعاون أعظم موجودة كذلك على شكل علاقات بين الأفراد والجماعات، بحيث تستطيع منظمات المجتمع المدني اتخاذ الدور القيادي في تشكيل الروابط بين مواطني الدول العربية ومواطني إسرائيل.

ليس من قبيل المصادفة أن احتجاجات العدالة الاجتماعية انتشرت عبر الشرق الأوسط، بمن فيها إسرائيل التي حصلت على نصيبها منها، والتي اختتمتها بأكبر تظاهرة احتجاجية في تاريخ الدولة. وفي الوقت الذي لا يمكن للأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدول العربية وإسرائيل أن تكون أكثر اختلافاً، إلا أنها تتشارك في ناحية واحدة: العرب.

انضم الكثير من العرب الإسرائيليين إلى التظاهرات الاحتجاجية عبر إسرائيل لمساندة النضال العربي من أجل المساواة. لقد وضعت أحداث الربيع العربي وحركة العدالة الاجتماعية الإسرائيلية الآن العرب الإسرائيليين في موقع جماعة تملك الاحتمالات الأكبر على رأب الصدع بين إسرائيل وجيرانها العرب، بالطبع، بشرط أن تتم الاستفادة من دورهم.

يمكن النقاش بأن الجالية العربية الإسرائيلية هي القطاع الأكثر تعرضاً في المجتمع الإسرائيلي، حيث تعمل المنظمات الإسرائيلية اليهودية (إضافة إلى منظمات عالمية) على تحسين وضعها الاجتماعي الاقتصادي. سيكون لأي من الجهود الأكثر تصميماً من جانب إسرائيل لتحسين أوضاع هذه الجالية أثر إيجابي ليس فقط على العلاقات اليهودية الإسرائيلية والعربية الإسرائيلية، وإنما كذلك على بعض جيران إسرائيل العرب، مثل مصر. ومن احتمالات انفتاح أكبر لشبكات المجتمع المدني المصري واستعدادها للتشارك مع الشبكات الإسرائيلية على سبيل المثال ازدياد القضايا الاقتصادية. بمعنى آخر، يمكن للعرب الإسرائيليين أن يشكلوا ممراً لتعاون أوسع بين منظمات المجتمع المدني بين الدول العربية وإسرائيل.

ومن النواحي التي تملك احتمالات التطوير كمصدر لمزيد من التعاون الإقليمي الأقوى بين إسرائيل والدول العربية الإنقاذ والتعافي من الكوارث الطبيعية. ومن الأمثلة على ذلك الزلزال الذي ضرب منطقة إركيس بتركيا، والذي وفر فرصة لإذابة الجليد في العلاقات التركية الإسرائيلية، حيث قدم الخبراء الإسرائيليون مساعدة كانت هناك حاجة ماسة لها لضحايا الزلزال التركي. وعلى رغم أنه من سوء الحظ أن الأمر يحتاج لكارثة رئيسية لدفع التعاون، فإن من المعروف أن المآسي تزرع بذور السلوك التعاوني.

هنا كذلك، يمكن للعرب الإسرائيليين أن يلعبوا دوراً قيادياً يحصلون فيه على تدريب لتقديم المساعدة في عمليات الإغاثة والإنقاذ. سيؤدي التدريب الذي يتبعه التوظيف إلى أوضاع اقتصادية اجتماعية أفضل ويساهم في الصالح الأوسع للمجتمع الإسرائيلي بالذات والمجتمع العربي بشكل عام.

سيتأثر التعاون بين منظمات المجتمع المدني في الدول العربية وإسرائيل بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ترتبط فرص النجاح بشكل مباشر بالأعمال الإسرائيلية اتجاه الفلسطينيين شرقي الخط الأخضر. إلا أنه كلما رأى المجتمع الإقليمي إسرائيل على أنها ملتزمة بصدق بإنهاء الاحتلال، وباستكمال مفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين وإدخال قطاعها العربي ضمن المجموعة، ازدادت فرص التعاون الإقليمي الصادق.

وعلى رغم أن من المبكر القول إن المجتمع المدني يستطيع إشفاء أمراض مجتمعات الشرق الأوسط، فإن دوره المتزايد أبداً قد يشكل نقطة البداية لتحالفات جديدة وربما مفاجئة عبر الحدود

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً