العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ

فَاخْشَهُ عندما يرفع يديه!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد تكون الأقوى، وقد تكون لديك عضلات قوية ولسان شرس وأُناس يتبعونك هنا وهناك، ولكن قبل أن تظلم تَفكّر واخشَ المظلوم عندما يرفع يديه، ليدعو عليك في كبد السماء، فإن دعوته لا تُرد، وقوّته جبّارة وإن كنت تستهين بها، ودعوته عليك أقوى من قوّتك وجبروتك.

قصص كثيرة نسمعها عن دعوة المظلوم، قد تقشعّر منها الأبدان، وما لهذه الدعوة من مقدّمات، ولا تحتاج إلى واسطات، فهي بين المظلوم وبين الله، والله يعلم في ميزانه متى يحاسب العباد على الظلم والفسق والقذف والفساد.

نستغرب ممّن لا ينتبه إلى دعوة المظلوم ولا يجعلها نصب عينيه، على رغم أنّ دعوته أقوى من كل قوي، الذي لا يظن بأنّ الدعوة تستجاب لدى الخالق وتصل وتتحقّق في ليلة وضحاها.

يقول ابن عبّاس (رض)، إن النبي (ص) عندما بعث معاذاً (رض) إلى اليمن قال له: «اتقِ دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب» رواه البخاري ومسلم.

إذ إنّ الطريق للظلم سهل وما أسهل المحرّضين عليه والداعين إليه، سواء بطريقة واضحة وصريحة، أو بطريقة غير مباشرة، ولكن الصعب هو إرجاع دعوة المظلوم الذي ما بينه وبين الله حجاب عندما يدعو عليك!

ودعوة المظلوم لا تعرف مسلماً أو كافراً يهودياً أو نصرانياً عند الله، فالمظلوم له ربّ واحد يستجيب عندما يطلب منه العدالة، فقد تكون عدالة الأرض غير مقنعة ويتخلّلها الجور، ولكن العدالة الإلهية دوماً أبقى وأرسخ، ولها حِكم ومواعظ للأمم والشعوب على مر العصور.

وعليه فإنّ الجميع يجب أن يخشى دعوة المظلوم وخصوصاً إذا خرجت من حرقة القلب المصاحبة بالألم والذل، ولا يخشاها الحاحكم الذي يظن نفسه بأنّه فوق الناس وأنّه لا يخطئ وما المظلوم عنده إلا نكرة لا يقدّر بشيء، وأنه كسقط المتاع لا حول له ولا قوّة.

سمعت عن أحد الأغنياء بأنّه كان غاضباً على أخيه الذي يوزّع بعض الصدقات على الفقراء، فقال: «لو كان الله يحبّهم لما جعلهم فقراء»! لا إله إلا الله مقسّم الأرزاق، وهو على كل شيء قدير، إذ نعتقد بأنّ دعوة المظلوم على هذا الظالم المتكبّر الذي يظن بأن الله يكره الفقراء ستكون في محلّها يوماً ما، فالديّان لا يموت، وكلٌ له يوم يشرب من الكأس الذي يسقي فيه المظلومين!

وقد قال علي بن أبي طالب (رض): «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم»، فلننتبه مما قد نقوم به من قول وعمل، نظلم به أحداً، فيدعو علينا دعوةً تصل إلى قلب السماء فتستجاب.

لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً

فالظلم مصدره يفضي إلى الندمِ

تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ

يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

فَاخْشَهُ، ثم اخْشَهُ، ثم اخْشَهُ، عندما يرفع المظلوم يديه

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 2:52 ص

      Zainab Radhi

      بارك الله فيك اختاه , فعلا دعاء المظلوم لا يذهب هدرا , عندما يرفع المظلوم يديه للسماء فابشر يا ظالم , و ان كان يعتقد الظالم بانه سيقضي على المظلوم بظلمه ! و انه لن يلاقي عقابه , فويحه من قاضي السماوات و الارض ويحه , بوركت اختاه في تلك الكلمات التي تضيف لنا عبق من بصيص الامل لاسترجاع حقوقنا المسلوبة :))

    • زائر 37 | 9:01 ص

      المصلي

      اختي مريم سمعت رجل مفصول من عمله وورائه اسرة كبيرة يرفع كفيه الى السماء ويقول ( اللهم انتقم لنا ممن ظلمنا وقطع ارزاقنا يامنتقم ياجبار واخدت دموعه تتحادر من مقلتيه على خدوده ) حينها اقشعر بدني من هذا الموقف لهذا الرجل المظلوم فقتربت منه وقلت له هل لك ذنب عندما فصلوك عن عملك قال اني تغيبت ايام قلائل في الأحداث التي عصفت بالبلاد وهذا لايستدعي فصلي وقطع رزقي ورزق عيالي وقالها مرة اخرى الله في الوجود وسينتقم لنا عاجلا ام آجلا هذه معاناة مواطن مقهور ومثله الآلاف ممن يدعون ليل نهار

    • زائر 36 | 8:23 ص

      مسكين أيها الظالم ......

      الظالم ظلم غيره وظلم ممن حوله الذين شجعوه على الظلم وزينوا له الطريق ويطلبون منه العطايا وهم يعلمون ان ما يملكه أخذ من اصحابه ظلما وقهرا

      الظالم مسكين يلتف حوله المنتفعون ويفرون منه يوم يسقط

    • زائر 35 | 7:08 ص

      شكرا لكم

      اولا نشكر الكاتبة وانا من قرئت الموضوع نزلت الدمعة من عيوني واحس ان مقال الكاتبة نابع من القلب والدنيا دار فناء والاخر دار بقاء فيا ظالم اتعض من الذين سبقوك في الظلم اين راحو التاريخ الحاضر يعلمنا والماضي هم يعلمنا.

    • زائر 33 | 6:45 ص

      طريق الحق

      هل اخطاتي الطريق يامريم هذه المرة ايضا ، او انك يامريم لم تستوحشي الطريق رغم قلة سالكيه

    • زائر 31 | 4:07 ص

      شكرا لكم..

      لايمكن لمن يقرأ هذا المقال الا ان يسجل اعجابه

      فشكرا للكاتبة.

      شكرا لكم

      شكرا لكم

      شكرا لكم

    • زائر 30 | 3:58 ص

      بحريني مقهور حده .

      سمعت قصة من المرحوم الدكتور الوائلي .
      في رجل ظالم جدا و قوي جدا و من قوته الهائلة وقف في الطريق العام و يخاطب رب العالمين , يا الله أرسل لي جبرائيل عليه السلام كي أصارعة و أقتله و اصير مكانه .
      الله سبحانه و تعالى بلاه بمرض , حتى أنه لا يستطيع أن يقوم من محله , و يأتي فأر كان موجودا في منزله و يقرض في جسمه دون أن يحرك ساكنا و الدماء تسيل من جسده .
      فأتاه أحد أصدقائه , و ذكره بما كان يقول لرب العالمين , و قال له الآن لا تستطيع أن تصارع الفأر هل تريد أن تصارع جبرائيل
      فأطرق رأسه إلى الأرض .

    • زائر 29 | 3:18 ص

      معاميري

      اثبتي للعالم بنكي انسانه تخافين الله . لاكن من لايخاف الله حسابه قريب ولا ينسا بنا كل من عليها فان

    • زائر 28 | 3:14 ص

      بو دهوم ( المعامير )

      سنكون دائما ندعو لكي بلخير على هاذا الكلام الجميل

    • عبدالله ميرزا | 3:02 ص

      الله للمظلومين

      وقد قال علي بن أبي طالب (رض): «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم»، فلننتبه مما قد نقوم به من قول وعمل، نظلم به أحداً، فيدعو علينا دعوةً تصل إلى قلب السماء فتستجاب.

      لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً

      فالظلم مصدره يفضي إلى الندمِ

      تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ

      يدعو عليك وعين الله لم تنمِ

      فَاخْشَهُ، ثم اخْشَهُ، ثم اخْشَهُ، عندما يرفع المظلوم يديه.
      صح السانك وحمى الله اناملك وقلمك الذى سطر هذة الكلمات الطيب يثمر طيب

    • زائر 23 | 2:32 ص

      مختصر مفيد

      لا استطيع قولا غير "سلمت اناملك عزيزتنا".

    • زائر 22 | 1:52 ص

      لا تكن مع الظالمين وأعوانهم ومن أحب أعمالهم

      قال الرسول الأكرم (ص): "من أحب عمل قوم حشر معهم"
      قدمت لنا زوجة فرعون " آسية " درساً عملياً في مجابهة الظالمين وأعوانهم ومن حب أعمالهم لكي لا نحشر يوم القيامة معهم, حيثُ تبرأت من زوجها وهو يومئذ أعظم ملوك الأرض ولم تتأثر بقصره وهو أمتع مكان تجد المرأة فيه ماتشتهي بل استطاعت أن تنجي نفسها من حطام الدنيا وطلبت من الله أن ينجيها من عمل فروعون وأن يبني لها بيتاً في الجنة.
      فاعتبروا بها واجعلوها قدوة في الثبات على الحق ونصرة المظلومين.

    • زائر 21 | 1:51 ص

      الظلم لا يدوم

      اننا وفي كل يوم ندعو على من ظلمنا وغصبنا حقنا وايتم ابنائنا ورمل نسائناوسجن شبابنا .........

    • زائر 20 | 1:43 ص

      شكرا لكم

      ومن اقوال الامام علي ( عليه السلام )
      لا تستوحشوا من طريق الحق لقلة سالكيه .. وسالكوا طريق الحق هم قليلون .. ثبتنا الله واياكم على طريق الحق .

    • زائر 18 | 1:14 ص

      وبل لاتحتاج حتى دعوه الله يعلم بها .

      ومثال للتاريخ والى القوم . وهي ظلامة اهل البيت عليهم السلام تتمثل في الامام الحسين عليه السلام مع الطاغيه يزيد , اين يزيد وماحل به ؟ واين قتلت الحسين ؟ فقط اقرؤ التاريخ ماحل بهم من فجائع وبلاء .

    • زائر 17 | 1:12 ص

      مواطن غيور

      شكرا اختنا مريم على مقالاتك الحقة, ولكن اسأل اين هم اهل السنة الشرفاء من الظلم الفاحش الواقع على الشيعة , هل هم راضين عما يجري؟ وكما يقال, السكوت علامات الرضا, والساكت عن الحق شيطان اخرس

    • زائر 16 | 1:03 ص

      الله على الظالم

      لقد نسوا البشر ان هناك ربا سيقفون امامه فقط يرون المسئولون خوفا على مراكزهم لم يطرأ ابدا على مخيلتي هكذا سوف يكون اصدقاء كنا نأكل ونشرب معهم انقلبوا فجأة علينا وساهموا في قطع ارزاقنا ولكن الحمدلله نؤمن بأن الله هو الرزاق ولكن كيف يغمضون عينا على ظلمهم . لو كنت مكانهم والله ابدا لم افعل مافعلوا ولو على حساب عملي ورزق عيالي.

    • زائر 15 | 12:34 ص

      الله ع الظالم

      صح الله لسانك ويعطيش الف عافية ع كل مقال تكبينه والله ينصر كل المظلومين

    • زائر 13 | 12:13 ص

      كل الشكر والتقدير لكي ايتها الشروقية

      أعرفكي مظلومة ومظلومة حقا لانكي سلكتي هذا الطريق ظريق دات الشوكة, طريق الكرامة والعزة, طريق الاحرار, ولكنه الطريق الذي يحبة الله ورسله (انا افضل الجهاذ كلمة حق) وها أنتي بقلمك تجاهدين في سبيل ارضاء الله سبحانة وتعالى, انه لحمل ثقيل لا يحمله الا اهله وانتي أهل لهذا الحمل.
      كل التقدير والفخر لكي ايتها الشروقية

    • زائر 12 | 12:02 ص

      اللجان ثم اللجان

      فيما يتفنن الظالم يتشكيلها يبقى الفصولون مظلومون تحت رحمة الله و الله على الظالم

    • زائر 11 | 12:01 ص

      تكون الأقوى،

      الله انتقم لنا من من قطع ارزاقنا

    • زائر 9 | 11:55 م

      لك شكر

      شكر لكم ياشروقي

    • زائر 8 | 11:51 م

      شكرا

      هكذا أنتم البحرينيون الأصليون تقولون كلمة الحق والعدل وترفضون الظلم أن يقع على الإنسان بغظ النظر عن مذهبه أو عرقه أو ديانته ، فشكرا لكم ونحن من المتابعين لمقالاتكم التي تصب في مصلحة المواطن جميع المواطنين

    • زائر 7 | 11:47 م

      رحم الله والديچ و جعل الله في ميزان حسناتچ

      بارك الله فيك يا بنت الشروقي علي مقالك الرائع أتمني ان يقراءه و يعتبر كل ظالم ويخشى الله من تبعات ظلمه للعباد

    • زائر 6 | 11:43 م

      دعوات المفصولين ظلماً من أعمالهم والمقطوع أرزاق عيالهم.. هي سهام الليل التي تصل للسماء.. اللهم عجّل بحسابك..

      إنّ الطريق للظلم سهل وما أسهل المحرّضين عليه والداعين إليه، سواء بطريقة واضحة وصريحة، أو بطريقة غير مباشرة، ولكن الصعب هو إرجاع دعوة المظلوم الذي ما بينه وبين الله حجاب عندما يدعو عليك!

      فالمظلوم له ربّ واحد يستجيب عندما يطلب منه العدالة، فقد تكون عدالة الأرض غير مقنعة ويتخلّلها الجور، ولكن العدالة الإلهية دوماً أبقى وأرسخ، ولها حِكم ومواعظ للأمم والشعوب على مر العصور.

      وعليه فإنّ الجميع يجب أن يخشى دعوة المظلوم وخصوصاً إذا خرجت من حرقة القلب المصاحبة بالألم والذل..

    • زائر 5 | 11:39 م

      ابداع مرة اخرى

      ابدعتي يااستاذة مريم في وصف الظالم والمظلوم بارك الله فيكي

    • زائر 4 | 11:35 م

      في الصميم

      قلتها من قبل أنت رمز من الرموز ياأختنا الغالية لماذا إخواننا السنة الكرام لايقتدون بك لقول الحق وعدم السكوت عن الظلم الواضح الذي لاتغطيه الشمس ولماذا الخوف من إخوانكم في الدين والوطن فنحن نحبكم ولانرضى ان يظلمكم أحد ونفديكم بالروح فبارك الله فيك أختنا العفيفة الشريفة على قول الحق وإتباعه

    • زائر 3 | 11:29 م

      عبد علي البصري

      بادي ذي بدء اقدم شكري وتقدير للكاتبه العزيزه مريم الشروقي ، صاحبه الرأي الشفاف والقلم الاخضر والحبر البنفسجي الذي اعجب الكتاب لونه وأعشى ابصار النقاد صفوه . الظلم من شيم النفوس ...... فأن ترى ذو عفه فلعله لا يظلم
      والعله هي اما أن تكون تقوى أو خوف من الآخره او خوف من القانون .

    • زائر 2 | 10:10 م

      الله يرحم والديك يا بنت الشروقي

      اياك وظلم من لا يجد عليك ناصر إلا الله

      اللهم اجعلنا مظلومين ولا تجعلنا ظالمين او محرومين

      وانصر اخاك ظالما أو مظلوما

    • زائر 1 | 9:45 م

      بارك الله فيك

      موضوع رائع يامريم أتمنى أن يقراه كل إنسان ظالم أو مفتري أن يقرأه ليخاف ربه ويعرف تماما بأنه لن يسلم من دعوات المظلومين

اقرأ ايضاً