العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ

الثقة سِرُّ برشلونة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تفوق برشلونة مجدداً على ريال مدريد وفي عقر دار الأخير بفوز صريح قوامه 3/1 بعد مباراة مثيرة منذ البداية وحتى موعد الهدف الثالث لبرشلونة الذي حسم من خلاله الأمور نهائيا لمصلحة الفريق الأقوى عالميا من دون منازع.

برشلونة استعرض مجددا في البرنابيو على رغم أن الريال يقدم موسما من أنجح المواسم من ناحية النتائج والأداء الفني ومستوى التهديف وتصدر الترتيب إلا أنه انهار أمام الأداء التكتيكي والفني العالي لمنافسه.

السر في هذا التفوق المستمر خلال السنوات الماضية لبرشلونة لا يعود فقط إلى قيمة النجوم ومستوى الأداء وإنما يتعداه إلى عوامل أخرى مهمة أهمها الثقة في النفس والحضور الذهني ورباطة الجأش والقدرة على التعامل مع المتغيرات وكلها عوامل يفتقدها الريال تماما في مواجهة برشلونة حصرا.

المتتبع لمباراة الكلاسيكو الأخيرة يندهش من شدة ثقة لاعبي برشلونة في أنفسهم وفي قدراتهم وفي تكتيك مدربهم العبقري غوارديولا، على عكس الريال الذي يفقد الثقة بنفسه وبإمكاناته وبقدرته على إحداث الفارق وإن كانت كل الظروف تسير لصالحه.

فلا يوجد سيناريو أفضل من الذي حصل عليه الريال فهو يخوض المباراة على أرضه ومتقدم في جدول الترتيب بفارق 6 نقاط ويلعب بصفوف مكتملة ويقدم مستويات أكثر من رائعة منذ بداية الموسم وفوق كل ذلك تمكن من التسجيل في مرمى برشلونة بعد مرور 22 ثانية فقط من خطأ فادح من حارس مرمى الأخير، كل هذه العوامل كان من المفترض أن تحسم الأمور لمصلحة الريال ولكن كل شيء اختلف على أرض الملعب لعوامل نفسية وفنية.

الريال بعد التسجيل غلب على أدائه العصبية والاستعجال والضياع الذهني والتباعد بين اللاعبين فرونالدو على الجهة اليسري ودي ماريا على الجهة اليمنى وأوزيل ضائع في المنتصف وبنزيمه يقاتل وحيدا، وهناك استعجال واضح في التخلص من الكرة وسوء تقدير لوقت التمرير ووقت التسديد وهذا نتاج غياب الثقة في النفس والتشتت الذهني الذي يتحول إلى عنف وعصبية في الأداء بعد أن يتقدم برشلونة في النتيجة من دون قدرة على التعويض.

في الجانب الآخر لم يتأثر برشلونة بتاتا بالهدف المبكر الذي دخل مرماه وبالخطأ الفادح للحارس فالديز، بل بالعكس تماما حافظ على حضوره الذهني ولعب بجماعية وتقارب كامل بين لاعبيه، وأهم من ذلك كله احتفظ بكامل ثقته في نفسه وفي حارس مرماه وهو ما شهدناه من خلال تناقل الكرة بين لاعبي الدفاع وحارس المرمى في أصعب الظروف وفي ظل الضغط المتقدم للريال من دون خوف من خطأ آخر.

الفريق لم يغير أسلوبه الفني المبتكر والذي لا أعتقد أن فريقا في العالم سبق له اللعب به، فبرشلونة باعتقادي أول فريق يلعب من دون رأس حربة صريح بل من دون مهاجم واضح فالجميع يتحرك في وسط الملعب ومن الممكن أن تجد إكزافي أو إنييستا أو أليكسيس سانشيز في مركز رأس الحربة في الوقت المناسب كما حصل مع سانشيز في الهدف الأول أو كما حصل مع فابريغاس في الهدف الثالث، أما ميسي فهو طليق يتحرك متى أراد وكيف أراد وهو السر العجيب في خطة غوارديولا.

الثقة في النفس كانت الفارق الأساسي بين الفريقين، إضافة إلى الفوارق الفنية وخصوصا في وسط الملعب وفي تكتيك اللعب، وقبل أن يستعيد الريال ثقته أمام برشلونة تحديدا فإنه لن يتمكن من الفوز عليه

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً