العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ

مهدئات الوعود واللجان لا تصمد أمام تيار الإحباط

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

حين يتوغل الإحباط إلى نفس الإنسان، يدنو إلى الانفعال والتصرف بأسلوب خارج الوعي، وخصوصاً إن مس الضر حاجاته الأساسية (تحقيق الذات، التقدير، الحاجات الاجتماعية، الأمان والحاجات الفسيولوجية).

هذه الحاجات صنفها عالم النفس الأميركي ابراهام ماسلو الذي يرى أن «الإنسان يشعر باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد، فيسعى للبحث عن إشباع لهذه الحاجات».

وينبه ماسلو إلى أن «الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة، قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى الكثير من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود فعل يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط».

وتأتي حاجات الأمان في المرتبة الثانية من ناحية الأهمية في هرم ماسلو، والتي تشمل: السلامة الجسدية، والأمن الوظيفي، وأمن الموارد، والأمن الأسري والصحي، وأمن الممتلكات.

ما يحصل لدينا الآن، هو تلاعب صريح في حاجات الأمان، فمئات الأسر البحرينية الكريمة على محك الفقر الشديد البعيد كلياً عن مراعاة أبسط الحقوق الإنسانية المتعارف عليها في جميع الأديان.

وكل يوم تضخ المهدئات والمسكنات الإعلامية لمداراة العاصفة التي قد يولدها سخط المفصولين من ضنك المعيشة وصعوبتها، فيما كل التوجيهات والتقارير واللجان لم تنصفهم أو ترجع حقهم، بل على العكس تُشكل اللجان تلو اللجان لدراسة أمور حتمية لا تستدعي النقاش والبحث، فأرزاق الناس ليست مجالاً للمساومة أو موضعاً للمفاوضات السياسية.

وفي الوقت الذي كنا ننتظر أن يصدر تصريح من اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة تنفيذ توصيات «تقصي الحقائق»، يؤكد إرجاع المفصولين خلال أيام بناءً على تكليف أعضاء اللجنة رئيسها علي صالح الصالح تنفيذ التوصية المتعلقة بالمفصولين والطلبة ودور العبادة، نفاجأ بتشكيل لجنة أخرى ثلاثية مشتركة بقرار من وزير العمل للتنسيق بشأن المسرحين عن العمل على خلفية الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011.

وهذه اللجنة المكونة من وزارة العمل وغرفة تجارة وصناعة البحرين والاتحاد العام لنقابات البحرين، لن تنظر في ملفات المفصولين في القطاع العام، إذ رفض الوزير أكثر من مرة التحدث عن هذا الموضوع، بل إن الوزارة لم ترجع أي مفصوليها حتى الآن، فكيف تطلب من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص الامتثال لأوامر جلالة الملك بإرجاع المفصولين وهي لم تستجب لها؟

هذه المؤشرات هي إحدى بوادر الإحباط التي توغلت في نفوس المفصولين، وباتت بمثابة قناعة راسخة نتجت عن سلسلة من الوعود والتصريحات الرسمية المتوالية التي كانت تتحدث عن أن قضيتهم منتهية، إلا أنها أمست في مهب الريح لعدم وجود جدية وعزيمة راسخة لغلق هذا الملف، بل ما نشهده لا يعدو كونه مماطلة وتأخيراً في علاج المرض الذي قد يستفحل ويتضخم وتصبح كلفة علاجه باهظة جداً مع مرور الأيام، عندها سيحصل ما يحذر منه العالم الأميركي ماسلو، حين يلجأ المرء للحيل الدفاعية التي تمثل ردود فعل يحمي نفسه من خلالها في مواجهة الإحباط

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3384 - الإثنين 12 ديسمبر 2011م الموافق 17 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:33 م

      مفصرلة

      لن نتنازل عن حقوقنا وسنعود بإذن الله ورغم أنوف الحاقدين والمرضى النفسيين

    • زائر 3 | 6:56 ص

      اللجان تفرخ لجان

      مافلحنا يااستاذ أحمد الا في اللجان واللجان تلد لجان واللجان التي ولدت تقرخ لجانا اخرى وقد تلد توائم والقضية محلك سر ، لجان لا تحل ولا تربط ، انما هي لشراء الوقت وتضييع الهدف .. يئسنا وتعبنا من الوعود والعهود ومن ثم نكثها من بني البشر ولكن لم نيأس من رحمة الله فهو الرزاق ذو القوة المتين ونسأله الفرج القريب .......

    • زائر 2 | 12:22 ص

      ما ضاقت الا فرجت

      صباح الخير للجميع وتحياتي لك اخ احمد عندما تهدم دارً تهدمها في يوم وان اردت بنيانها تستغرق منك عدة ايام او عدة شهور فلنكن عندنا تفاؤل وصبر ونهاية الصبر ان شاء الله فرج وخير للجميع ( مابعد الضيق الا الفرج ) ولن نرى الا ماكتب الله لنا ..... امينه

    • زائر 1 | 11:54 م

      الفصل الدراسي الثاني قد حل !

      الفصل الدراسي الثاني قد حل و أريد تجديد تسجيل ابنائي في الجامعة يعني لا وقت للجان بل للعوة فقط لآنها حق من حققوقنا !!

اقرأ ايضاً