صرح رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين خلال جلسة أسئلة وأجوبة على التلفزيون الروسي عن اعتقاده أن الولايات المتحدة لا تبحث عن حلفاء لها على الصعيد الدولي بل على تابعين وخدم. من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء الروسي الحالي، فلاديمير بوتين أنه يعتزم تعيين الرئيس ديمتري ميدفيديف رئيساً للوزراء بعد الانتخابات الرئاسية في مارس / آذار والتي يتوقع أن تعيد بوتين إلى منصب الرئيس.

وقال بوتين المعروف بتصريحاته الحادة تجاه الولايات المتحدة «نود أن نكون حلفاء للولايات المتحدة، ولكن ما أراه اليوم (...) ليس تحالفاً، بل أحياناً يتولد لديّ الانطباع بأن أميركا لا تريد حلفاء بل تريد أتباعاً».

وأضاف «الناس سئموا من تلقي الأوامر من بلد بمفرده».

غير أن بوتين أكد أن روسيا «تريد وستسعى لبناء» علاقات أفضل مع الولايات المتحدة، حيث تجري «تحولات» وحيث غالبية السكان لا يريدون بعد الآن «لعب دور شرطي العالم».

وكانت تصريحات قد صدرت أخيراً عن المسئولين الروس تنتقد الولايات المتحدة ما عد تراجعاً عن «إعادة إطلاق» العلاقات الذي ذهب إليه الرئيس الروسي، دميتري مدفيديف ونظيره الأميركي باراك أوباما.

فقد شهدت العلاقات مع الولايات المتحدة صعوبات في فترة رئاسة بوتين ما بين عامي 2000 و2008 خاصة أبان رئاسة جورج دبليو بوش للبيت الأبيض. ومن المنتظر أن يعود بوتين، رجل روسيا القوي، إلى الرئاسة مجدداً في 2012 بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في روسيا في مارس / آذار المقبل.

إلى ذلك استبعد بوتين أي طعن في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع ديسمبر/ كانون الأول ساخراً من المعارضة ومؤكداً قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية أنه سيضبط البلاد في وجه الأزمات والمخاطر الخارجية لزعزعة استقرارها. وقال بوتين إن «المعارضة ستقول على الدوام إن الانتخابات ليست نزيهة، هذه هي الحال أينما كان وفي كل البلدان». وأضاف أن «نتائج الانتخابات تعكس بنظري بشكل مطلق توزع القوى في البلاد»، بينما انتقدت المعارضة عمليات تزوير وطالبت بإلغاء النتائج.

وتابع بوتين «إنه أمر عادي جداً أن يعبّر الناس عما يجري في البلاد طالما يظل ذلك في إطار القانون».

وأعلن أنه شاهد في صور التظاهرات المتلفزة شبان «ناشطون يعبرون بوضوح على مواقفهم»، مؤكداً أن «هذا يسعدني، إنها نتيجة نظام بوتين».

غير أنه سخر بعد دقائق من تعبئة المعارضة مؤكداً أنه ظن في مرحلة أولى أن الشريط الأبيض الذي تحول إلى شعار حركة الاحتجاج يرمز إلى مكافحة الإيدز. وقررت حركات المعارضة التي جمعت عشرات آلاف المتظاهرين في موسكو احتجاجاً على نتائج انتخابات الرابع من ديسمبر وكذلك، حسب بعض الشعارات، مطالبة «بروسيا بدون بوتين»، أن تستخدم شريطاً أبيض شعاراً ورمزاً لحركتها حمله المتظاهرون على صدورهم. وقد عرف عميل الاستخبارات السوفياتية السابق بسخريته من منتقديه.

وبعد أن اعتبر أن تلك المحاولات تهدف إلى «إزالة الشرعية عن سلطات البلاد» قال إنه أمر بنصب كاميرات مراقبة في مكاتب الاقتراع في الانتخابات الرئاسية