العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ

البنوك السويسرية الكبيرة ليست مستدامة (1 - 2)

تراجعت الصورة العامة للبنوك إلى مستوى قياسي، لكن على رغم الانتقادات، إلا أن المصارف لاتزال تلعب دوراً محورياً في إدارة تدفقات الأموال التي تحافظ على استمرار دوران العجلة الإقتصادية. فمن الأهمية بمكان بالنسبة إلى مستقبل هذه الصناعة، أن تقوم البنوك - لكي تمارس مهمتها بالشكل الصحيح - باعتماد مزيد من نماذج الأعمال التجارية المستدامة. ويتناول بنك ساراسين في آخر دراسة حول الإستدامة تحت عنوان «Credit all used up – time for a sustainable dawn» تقدم الصناعة المصرفية والجهود المبذولة قي هذا المجال، كما تتناول الدراسة أكبر البنوك في العالم وأكثرها استدامة وهي: نورديا، ستاندرد تشارترد بنك وبنك تورونتو دومينيون. أما البنكان السويسريان العملاقان، كريدي سويس و يو بي إس فهما ليسا من البنوك المستدامة.

ومن منظور الاستدامة، تتضمن القضايا الحاسمة في الصناعة المصرفية، الملاءمة المنهجية، الامتثال ودمج معايير الاستدامة في الأعمال الأساسية. فإن هناك ضغطاً كبيراً على الصناعة بأكملها لتغيير نماذج الأعمال التجارية، وعمليات الرقابة الداخلية، ومن غير المحتمل أن يتراجع هذا الضغط في المنظور القريب. وعلى رغم بعض المبادرات الواضحة في الأعمال الأساسية والتي تهدف إلى مزيد من السيطرة الفعالة على المخاطر البيئية والإجتماعية، فلا توجد دراسة لأي مؤسسة من المؤسسات الكبيرة، تضع فيها استراتيجيات الاستدامة الشاملة ضمن أعمالها الأساسية. بالإضافة إلى ذلك فإن مشكلة «أكبر من الفشل» لم تحل بعد على رغم التدابير التنظيمية التي تم تنفيذها بالفعل. وهذه المشكلة ساءت أكثر في بعض البلدان، ولاسيما عقب اندماج البنوك المختلفة على أثر الأزمة المالية العالمية. ومازلنا بعيدين عن رؤية الاتجاه العام يسير نحو مزيد من نماذج الأعمال التجارية المستدامة ذات المخاطر الأقل.

وتظهر تصنيفات الاستدامة التي يصدرها بنك ساراسين للمؤسسات المالية الكبيرة المدرجة في أسواق الأوراق المالية، أن نورديا، وستاندرد تشارترد بنك وبنك تورونتو دومينيون - (بنك تي دي) هي أكثر البنوك استدامة. ويعمل بنك تي دي بشكل أساسي في أميركا الشمالية، وبنك نورديا في شمال أوروبا أما ستاندرد تشارترد فيعمل إلى حد كبير في آسيا. وتشارك جميع المؤسسات الثلاث بشكل كبير في خدمات التجزئة المصرفية وتميل عموماً إلى النفور من المخاطر. كما تتسم آليات الرقابة الداخلية لدى هذه المؤسسات الثلاث بالفعالية نسبياً. يبرز ستاندرد تشارترد بنك بعدد قليل من الانتهاكات في قضايا الامتثال، وهذا يعد أمراً جديراً بالملاحظة بالنسبة إلى مؤسسة تعمل في عدد من الأسواق الناشئة والبلدان النامية.

مجموعة ساراسين المصرفية السويسرية

العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً