العدد 3394 - الخميس 22 ديسمبر 2011م الموافق 27 محرم 1433هـ

قادة العراق يلغون "اجتماعهم الطارئ" وواشنطن تدعوهم للوحدة

البيت الأبيض
البيت الأبيض

الغي الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرر ان يجمع الجمعة قادة الكتل السياسية العراقية غداة يوم دام قتل فيه العشرات بينما كثفت الولايات جهودها لدفع البلاد نحو احتواء الازمة السياسية المستجدة.
وقال المستشار الاعلامي لرئيس البرلمان ايدن حلمي في تصريح لوكالة فرانس برس ان "الاجتماع الذي كان من المقرر عقده اليوم تاجل ولم يحدد حتى الآن اي موعد جديد له بسبب فترة الاجازات المقبلة".
واوضح ان "اسبابا امنية تقف وراء التاجيل اذ ان اعضاء مجلس النواب تحدثوا عن صعوبة المجيء الى بغداد من محافظات اخرى في ظل الظروف الامنية الحالية".
من جهته قال مصدر برلماني ان التحالف الوطني اكبر كتلة برلمانية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي "اشترط ان تعلق قائمة العراقية مقاطعتها للبرلمان والحكومة حتى يشارك في جلسة اليوم".
وذكر ان "عدم حضور اعضاء التحالف الوطني يبطل الحاجة لعقد الاجتماع لان المشكلة الاساسية هي بين هذا التحالف وقائمة العراقية (82 نائبا من بين 325)" بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي.
وتابع "نحن متاكدون من ان التحالف الوطني لن يحضر اليوم، لذا فانه لن يكون هناك اي اجتماع".
وكانت رئاسة البرلمان اعلنت الخميس في بيان انها قررت عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل النيابية في مبنى مجلس النواب الجمعة بهدف "تدارك الوضع الامني والسياسي والتنسيق مع السلطة التنفيذية لمعالجة التطورات الحاصلة".
وجاء ذلك عقب مقتل 67 شخصا على الاقل واصابة العشرات بجروح في سلسلة هجمات بعوبات ناسفة وسيارات مفخخة هزت العاصمة بغداد الخميس، اضافة الى هجمات في مناطق اخرى.
ووقعت هذه الهجمات وهي الاخطر منذ مقتل 78 شخصا بتفجيرات مماثلة في مناطق مختلفة في آب/اغسطس، بينما يشهد العراق ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت.
وتمثل قضية الهاشمي احد فصول هذه الازمة السياسية المستجدة، اذ ان قائمة "العراقية" التي يدعمها الهاشمي اعلنت من قبل تعليق مشاركتها في جلسات البرلمان والحكومة (تسعة وزراء).
وهذه اول سلسلة هجمات كبيرة تهز العراق منذ اكتمال الانسحاب العسكري الاميركي الاحد الماضي بعد نحو تسع سنوات من اجتياحه.
وقد حذر طارق الهاشمي في بيان اليوم من ان "استهداف مناطق محددة مؤشر خطر يكشف عن مخطط ارهابي يدفع باتجاه فتنة طائفية"، في اشارة الى ان معظم الهجمات وقعت في مناطق شيعية.
وفي تصريحات لمجلة "فورين بوليسي" الاميركية اتهم الهاشمي الموجود في اقليم كردستان الشمالي والذي تطالب الحكومة المركزية بتسليمه للقضاء، المالكي بانه يتصرف على غرار صدام حسين.
وقد تظاهر المئات من سكان مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) وسامراء (110 كلم شمال بغداد)، اللتين تسكنهما غالبية سنية، عقب صلاة الجمعة اليوم دعما للهاشمي، احد ابرز السياسيين السنة في العراق.
ورفع المتظاهرون لافتات تستنكر مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي، واصفين اياه بالشخصية الوطنية، بحسب ما افاد مراسلو فرانس برس.
وفيما تتخذ الازمة العراقية منحى اكثر تعقيدا، كثفت الولايات المتحدة جهودها سعيا وراء دفع البلاد نحو احتواء التطورات الامنية والسياسية التي باتت تهدد التوافق السياسي الهش.
وواصل رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اوديرنو لقاءاته مع المسؤولين العراقيين، في زيارة تاتي عقب جولة مماثلة اجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس هذا الاسبوع.
واعرب اوديرنو خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي عن "قلقه حيال الاحداث الدامية التي القت بظلالها على المشهد السياسي العراقي والتي قد تؤثر سلبا على مسار التحولات الديمقراطية في البلاد"، بحسب بيان لمكتب النجيفي.
في موازاة ذلك، اعلن مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني انه تلقى اتصالا من نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن ابلغه فيه انه كلف السفير الاميركي "بمزيد من التعاون لانجاح المساعي التي يبذلها" طالباني لحلحلة الازمة الحالية.
وفي واشنطن، دعا البيت الابيض القادة العراقيين الى "الوحدة"، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان الاحداث الاخيرة "تبرز اهمية ان يتصرف قادة العراق بسرعة لحل خلافاتهم ولكي يتقدموا كحكومة موحدة تمثل الجميع".
امنيا، اعلن مصدر في شرطة كركوك (240 كلم شمال بغداد) ان "صاروخي كاتيوشا سقطا اليوم على قاعدة مطار كركوك" التي تتخذها القنصلية الاميركية مقرا لها، علما ان الموقع ذاته سبق وان استهدف قبل ايام بثلاثة صواريخ.
وذكر المصدر ذاته ايضا انه "جرى اليوم العثور في كركوك على جثتي شقيقين بعد ساعات قليلة من اختطافهما".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:35 ص

      بحريني مقهور حده .

      واشنطن و ما أدراكم ما واشنطن ((( يقتلون القتيل و يمشون في جنازته ))) .
      الإرهابيين لم يرتكبوا تلك الجرائم و التفجيرات إلا بأمركم أنتم يا أعداء الأمة الإسلامية .

اقرأ ايضاً