العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ

الديمقراطية ليست مستحيلة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لعلَّ واحداً من التحديات الحضارية التي واجهتها الانتفاضات العربية من المحيط إلى الخليج في 2011 هو دحض النظريات المعادية للعرب والمسلمين فيما يتعلق بإمكانهم تشييد مجتمع مدني تكون فيه «المواطنة» حجر الأساس، وأن ينتج هذا المجتمع دولة ديمقراطية حديثة. فعدد غير قليل من المنظّرين الغربيين طرحوا استحالة تحقيق الديمقراطية لأن مفهوم المواطنة والتعاقد الاجتماعي يُعتبر غريباً في منطقتنا التي تنقسم بين قبائل وطوائف وجماعات عرقية وملل ونحل، وأن السلطة قائمة على الطريقة «الأبوية»، وأن صلة القرابة والنسب، وصلة الانتماء الطائفي أو العرقي أهم من صلة «المواطنة» التي لا تفرق بين أسود وأبيض، وبين رجل وامرأة، وبين أتباع هذه الفئة أو تلك.

وعلى أساس هذا الطرح السلبي، فإن البعض يرى أن من الحماقة «المكلفة جدّاً» تأييد الساعين إلى تحقيق الديمقراطية في مجتمع تسوده روح الهيمنة والاستبداد والقمع والتخلف والكراهية، وأن مثل هذه الثقافة مقبولة في مجتمعاتنا، وهي ثقافة مدعومة بسياسة العصا لمن عصى والجزرة لمن خضع وانخرط في بيئة لا تهتم بقيم الحرية والقدرة على الاختيار. وبمعنى آخر فإن مجتمعاتنا ليست متعطشة للحرية، بل هي راضية بالأمر الواقع باعتباره قضاءً وقدراً.

الشباب في بلداننا العربية رفض هذا الطرح الذي ساد كثيراً ووجد له من يدعمه بأطروحات تعتمد على ثقافة الطائفية والكراهية والاستحواذ على المغانم عبر أساليب لا تتسق مع عالم اليوم القائم على احترام الإنسان بصفته مواطناً، بغضّ النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو اللون.

الديمقراطية ليست مهمة مستحيلة، وهي تتحقق في البلدان الغنية والفقيرة، ويمكن أن تتخذ أطراً مختلفة، ولكن جوهرها واحد، وكل الأمم مرّت بمخاضاتها وخلصت إلى مجتمعات متراضية ومتوافقة وتقبل بتعدديّتها ضمن إطار تعاقدي يحفظ الحقوق الثابتة لجميع بني البشر من دون استثناء

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3406 - الثلثاء 03 يناير 2012م الموافق 09 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 36 | 1:34 م

      لماذا يا زائر 29

      هل ماليزيا أو الهند أو الفليبين أو الصين أو المغرب او تونس أو كافة دول العالم المتحضر أحزابها علمانية ؟
      ولماذا يجب ن تكون الأحزاب علمانية ؟ أليس هذا حجر على حرية رأي الآخرين ؟
      لماذا لا تستطيع الأحزاب الاسلامية المشاركة في العملية الديموقراطية ؟ إذا وجدت قوانين عادلة ومراقبة شفافة للإنتخابات وتم ضمان حياديتها يجب القبول بنتائجها وهذا هو المعني الحقيقي للديموقراطية وهو القبول براي الأغلبية ومحاكمة الفاسدين وإمكانية عزلهم لأن الأغلبية جاءت بهم وتعزلهم عند الضرورة.

    • زائر 35 | 11:35 ص

      إحذروا

      الديمقراطية بدعة وحرام ولم يرد فيها نص .وفي أحسن الاحوال هي مكروه.

    • زائر 34 | 11:05 ص

      أعزك الله يا دكتور هم يعتبرون الديمقراطية ذبابة ذات جناحين

      أجل ديمقراطيتنا لها جناح يداوي وآخر يسم!! ولكن يداوي وينفع من ويسم ويضر من؟؟ وهذا التساؤل لا يحتاج جواب فهو واضح وضوح الشمس!!!!

    • زائر 33 | 9:46 ص

      مرحبا

      هل تعرف يادكتور ان اصحاب العقول مستبعدين عن منصة العقلاء واصبحت العقول الواهية هي التي تتحدث ويستمع لها اليس هذا بغباء!!
      شعب يصرخ واليد الاخرى كرباج يضرب ماهذا!! عالم الغاب

    • زائر 31 | 6:14 ص

      رحم الله والديك يادكتور

      دكتور منصور الجمري وطني 100% وبإمتياز مع مرتبة الشرف ولو كان بيدي القرار لكنت أنت المستشار للوطن والشعب والسلطه.. ولكن ,,

      المشكله في المتنفذين المتمصلحين.. فهم من يخاف على نفسه وأهله من العدل والمساوات والحريه والديمقراطيه لأنهم تربوا على الإستحواذ وظلم العباد..

    • زائر 29 | 5:44 ص

      كي تطبق هذا النظام أنت بحاجه إلى

      كي تطبق هذا النظام أنت بحاجه إلى أحزاب علمانية

    • زائر 28 | 5:08 ص

      الإصلاح في عالمنا العربي ثمنه الدماء

      سنغافورة وماليزيا ....
      تحولت سنغافورة وماليزيا إلى دول متطورة ومتقدمة في جميع المجالات وذلك بعد الأصلاحات السياسية والأقتصادية والأجتماعية من
      دون إرقة نقطة دم واحدة ....
      مع العلم بأن هذه الدول يوجد بها تكوينات مجتمعية معقدة وطائفية وعرقية شبيهة إلى حد كبير بمجتمعاتنا !!!
      ومع ذلك تحولت لدول ديمقراطية وهذا مانراه اليوم من تقدم وإزدهار وتطور تتمتع به هذه الدول....

    • زائر 27 | 5:03 ص

      الديموقراطية

      1-الديموقراطية هي ان لايكون هناك تمييز بين مواطن او اخر بالنسبة للون او العرق او الدين في الدولة الواحدة.

      2-الديموقراطية هي التمثيل النسبي العادل في البرلمان لكل مكونات الشعب.

      3-الديموقراطية هي ان انتقد من اعتقد انة غير صالح لموقعة او مركزه بدون خوف او وجل .

      4- الديموقراطية هي ان تكون الديموقراطية سيف مسلط على الفساد والمفسدين الذين ينخرون اركان الدولة .

      هل كل هذة الجوانب الديموقراطية فيها شيء خطء او مخالف للقانون او مخالف للانسانية او مخالف للشرائع السماوية

      طيب ليش الزعل

    • زائر 25 | 4:40 ص

      آثـــر واستأثر

      لا كلمة بلا معنى ولا معنى بلا كلمة فلكل كلمة معنى واحد!!
      فالكلمة لا تشير وتدل بل لها معنى محدد، تعيننا حروفها لتظهر المعنى والمعني . .
      فما توصل إليه الأولون من كلمات كثيرة منها الديمقراطية وهي حالة المجتمع التي يصل لها متى ما ساد القانون. فسيادة القانون ديمومة البلاد والعباد،وهذا بديهي متى ما صح الا الصحيح.
      فهل الأولون سبقوا عصرهم؟؟

    • زائر 23 | 3:21 ص

      وما يغر الله بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم

      الحقد والكراهية لأيمكن ان يجتموعون مع الدمقراطية.

    • زائر 21 | 2:52 ص

      شكراً يادكتور الحرية.. ومن أجل ذلك أريد أن أموت من أجل الديمقراطية..

      شكراً لكم.. ومنصورين والناصر الله..

    • زائر 20 | 2:16 ص

      الديمقراطية القائمة على المواطنة لا تتوافق مع ارثنا الثقافي والاجتماعي

      الديمقراطية ليست مستحيلة ولكن ينبغي علينا معرفتها ، هي فعلا مفهوم ولادتها لم تكن في منطقتنا العربية بل الاساس التي تقوم عليه وهو المواطنة يتعارض مع ارثنا الثقافي ، كيف سنبني مجتمع مدني ديمقراطي يستند على الانتماء الوطني ونحن في مصر نسعى بل نصر على بقاء المادة الثانية من الدستور المصري والمحددة لمصدر التشريع ، هناك في مصر مكونات للمجتمع لا تنتمي الى هذا المصدر لكنها تنتمي الى الوطن فكيف اصون حقوقها الوطنية ، الديمقراطية لا تختزل في صناديق الانتخابات بل هي ابعد من ذلك فحق المعتقد يأتي في صلبها

    • زائر 19 | 1:28 ص

      .......

      كل الذي يادكتورنا يدور حولنا هو ابتعادهم عن اسس وثوابت الدين الاسلامي الحنيف هو الاساس والركيزة لو طبقت شريعة الله على ارضه لما دار البشر فى فضاءات الوحوش التى تأكل لحم الاخرين الضعفاء قإما الغرب الجشع هو يتلبس الشعارات البراقة ايضا ويعولمها كل ما احتاج له بين الفينة والاخري ويدعي انه لباسا خاصا به لاينبغي على الامم ان حتى تحلم بان تتلبس بتلك التى هم يدعون به من سمات "ديموكراس" وماينحدر منها من يافطات براقة وهى ليست الا بروبغندا

    • زائر 18 | 1:02 ص

      ثقافة البعض الغطرسة

      البعض لديه ثقافة الغاء الاخرين ويكتشف في النهاية انه زيف كاذب و الله وعد البشرية ( أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) .

    • زائر 17 | 12:39 ص

      في قاموس الطغاة ...

      لا يوجد شيء اسمه ديمقراطية

    • زائر 16 | 12:24 ص

      سؤال بدون جواب !

      هل الديمقراطيه تعنى تداول الحكم بين الناس عن طريق الأنتخابات ؟ ام شىء أخر لا نفهمها ؟؟؟؟؟ ام تعيين او تزكيه بعض الأفراد ..؟؟؟

    • زائر 15 | 12:18 ص

      سنــ بحريني ـي

      نعم الديمقراطية ليسة مستحيلة عندما يفهم الناس أن الناس سواسية كأسنان المشط لا يفرق بينهم لا دين ولا لون ولا عرق ..أحرار في أختيار عقيدتهم ودينهم وطريقتهم في العيش وألخ ...

      وكذلك أن يعو أن حرية التعبير مكفولمة ولاكن لها حد عدم الأعتداء على سلامة الآخرين ...

      ونحن في البحرين نحاول أن نصل بهذا المفهوم من خلال طلب دولة العدل و القانون وأحترام المواطن وعدم التفريق بين نالمواطنين ولاكن هنالك من يحاول أن يلعب على الطائفية و غيرها من أمور لتحقيق مكاسبه الشخصية ...

    • زائر 14 | 12:14 ص

      الحكومات العربية ترفض مواكبة العصر

      الحكومات العربية ترفض إحداث أي تغييرات على سياستها الداخلية

      نحو شعوبهم وذلك من أجل البقاء في سلطة الحكم ...

      ولولا الضغوط الخارجية وتنامي الأصوات الداخلية التواقة للحرية والديمقراطية لما لجأ الحكام العرب لبعض التغييرات الضيقة....

      مثل إنشاء المجالس البرلمانية المقيدة وإعطاء المرأة بعض المناصب وذلك من أجل تطويق النقد الخارجي الموجه إليهم....

      الحكومات العربية تعي جيداً أنه في حالة إحداث أي تغير حقيقية نحو الديمقراطية الغير منقوصة سوف ينتهي

      بزوالهم من الحكم...

    • زائر 12 | 11:54 م

      الديمقراطية شجرة تنبت ولاتثمر في البلدان العربية والاسلامية

      ديمقراطية تقع في حضن رجال الاسلام السياسي فذاك البلاء بعينه والجحيم المقسط

    • زائر 11 | 11:32 م

      نعم لا يوجد شئ مستحيل

      لا يوجد شئ مستحيل فا الشعوب الغربية حصلت على الديمقراطية وكان الثمن باهظ وهي لا تملك اكثر من غيرها من الشعوب سوى الارادة وإذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولا بد للقيد أن ينكسر مأضون بعون الله حتى تتحق كل المطالب

    • زائر 7 | 11:11 م

      بصراحة

      أنا أؤيد وجهة النظر الغربية فنحن العرب لا زالت في الكثير منّا نوازع الجاهلية والقبلية والطائفية والعصبية والإستبداد والدكتاتورية وكل الصفات (المو زينه)

    • زائر 6 | 11:04 م

      تقدم=تطور=ديمقراطية

      ثلاث كلمات هي ضرورة لهذا الزمن وأي تخلف عنها لا بد ان يجعل اي بلد في حيص بيص
      أي تقدم يلزمه تطور واي تطور لا بد ان تكون له حرية رأي وفكر وديمقراطية وبدون هذا التسلسل سوف يجد اي بلد يحيد عنها انه يغرد خارج سرب العالم المتحضر
      ربما تستطيع سلطة ما عرقلة ذلك ولكنها في النهاية ستدرك انها مجبرة على ان تواكب تلك التحركات والمكابرة تعني ضياع الوقت والجهد والمال وخسارة على جميع الاصعدة وفي البحرين زيادة في الاحتقان الطائفي الذي اريد له ان يكون طرفا في الموضوع

    • زائر 5 | 10:52 م

      مشكلتنا في عقلية الاستحواذ

      هناك مخوخ بوكلج اذا توافق على مبدء المواطنه راح تخسر كثيرا ! مو بس المغانم يادكتور راح تخسر حتى اثمن شيء يملكه كل شريف في هذا الوطن وهي المواطنه . راح يتعرون امام الكل ان ليس لهم مواطنه وماهم الا جماعة فرق تسد واستحوذ على خيرات الوطن وخيره . وتوقعاتي هذه العقليات المتمصلحه راح تتعرى قريبا وراح يكونون لهم حزب وجمعيه جديده اسمها النواح على الماضي . فقط الزمن هو الكفيل بهذا الشيء والشباب المستقبل واعي اكثر من قبل . كل الشباب صارو سياسين ومحنكين وبل يناطحون كبار الساسه . بارك الله فيكم ياشبابنا.

    • زائر 4 | 10:45 م

      :

      الى الامام ياصاحب القلم الحر

    • زائر 3 | 10:43 م

      مستحيله ونص

      في بلد لا يضع الا الحلول الامنية.. الديمقراطية لا توجد في قاموسه وهذا هو حالنا منذ ان فتحت عيوننا على الدنيا

    • زائر 2 | 10:02 م

      نعم الديمقاطية ليست مستحيلة لكن .....

      نعم الديمقراطية ليست مستحيلة لكن

      المستحيل هو أن يتنازل صاحب

      الامتيازات عن امتيازاته بل عن جزء من

      امتيازاته .....

      المراد ديمقراطية شكلية وصورية تبقي

      مفهوم المطاع والسيد المطيع

    • زائر 1 | 9:55 م

      • بهلول •

      و ليست مستحبة لدى البعض

اقرأ ايضاً