العدد 3407 - الأربعاء 04 يناير 2012م الموافق 10 صفر 1433هـ

نضالات المرأة الجديدة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصدر قاسم أمين في العام 1899 كتاب “تحرير المرأة”، وأردفه في العام 1900 بكتاب “المرأة الجديدة”... وهو يعتبر في الثقافة المدرسية من أبرز دعاة تحرير المرأة.

أمين من مؤسسي الحركة الوطنية في مصر مطلع القرن العشرين، وتوفي عام 1908 وهو في الخامسة والأربعين. ويقال إن كتابه نُشر بدعمٍ من الإمام محمد عبده، والزعيم السياسي سعد زغلول، والمفكر العلماني أحمد لطفي السيد. وسواءً اتفق معه البعض أو اختلف، إلا أنه ساهم في التغيير الاجتماعي والسياسي في مصر، إذ لم يمض أكثر من عشر سنوات على وفاته حتى نزلت النساء إلى ميدان السياسة لتشارك في ثورة 1919.

المرأة المصرية عادت بعد 110 أعوام، لتلعب دوراً كبيراً في ثورة 25 يناير، ونالها من القمع وعنف السلطة الكثير. وكانت آخر الحلقات ما شاهدناه من سحل سيدة مصرية في ميدان التحرير وتعريتها في الشارع، على أيدي مجموعة من العسكريين تزيد على العشرين. وهي واقعةٌ أشعلت غضب الشارع المصري وقبلت الرأي العام ضد الجيش الذي اعتبر قبل أشهر حامي الثورة.

مشاركة المرأة الواسعة كانت إحدى مفاجآت الربيع العربي، فقد خرجت المرأة هنا وهناك لتشارك الرجل في المطالبة بالتغيير، ونالت نصيباً وافراً من العنف والقمع، وحتى القتل. وهناك نساء قضين رمياً بالرصاص في الشارع، أو بالقذائف والغازات وهن في منازلهن أو في الجوامع أثناء الصلاة.

الرجل العربي لن ينسى بطولات شقائقه، وما أظهرنه من أصالة والتزام وتضحيات. كما تنبّه العالم لدور المرأة العربية الجديدة في ثورات العزة والحرية والكرامة، فتوّج اليمنية توكّل كرمان بجائزة نوبل للسلام. وكرمان ناشطةٌ سياسيةٌ وصحافيةٌ حرّةٌ، لم يمنعها كونها أمّاً لثلاثة أطفال، من عضوية شورى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض.

قبل مئة عام، كان سعد زغلول يطالب النساء أثناء خطاباته بنزع النقاب عن وجوههن، أما كرمان فقد أزاحت نقابها عن وجهها بنفسها ونزلت هي إلى الميادين لتخطب في الرجال وتثير حماسة الشباب لئلا يعودوا قبل إسقاط حاكم اليمن المستبد.

كان رواد حركة “تحرير المرأة” يطمحون بمشاركة المرأة في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات والأعمال، إلى جانب المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية باستثناء منصب الرئاسة. لقد كن واقعيات، فذلك ما لم يكن يسمح به الرجال، ولم تكن النساء يطمحن في منازعتهم في ذلك الحق المقدس الذي تُقطع من أجله الأعناق!

المرأة العربية الجديدة رفعت سقف طموحها وذهبن أبعد من ذلك، وتعرّضت في أكثر من بلد عربيٍّ إلى الأذى والتعذيب على يد قوات الأمن والجيش. وحين تقارن هذا الوضع بحياة المرأة في التاريخ تشعر بأننا أمةٌ ترتد إلى ما قبل الجاهلية في مجال معاملة النساء. ومن النادر أن تجد غير حوادث استثنائية تتعلق بسجن النساء في التاريخ العربي، كما في زمن الحجاج الثقفي، وهو والٍ يُضرب به المثل في البطش والاستهتار بالأرواح والدماء. وكان العرب يعتبرون إهانة المرأة وسجنها أو تعذيبها أثناء الحروب، عاراً يلحق بالأحفاد.

في زمن الربيع العربي، وبعد مئة عام من “حركة تحرير المرأة”، رأينا بأعيننا كيف تُهان المرأة وتقيّد وتُقاد كالأسيرة على أيدي بعض الجيوش العربية. وبعد 1400 سنة من بزوغ الإسلام، رأينا كيف تُسحل بعض الناشطات الحقوقيات في الميادين العامة، وتُجرجر للمحاكم ويصدر عليها القضاة العدول الأحكام. وفي بلد عربي صغير، تفاجأ بسجن صبية في الخامسة عشرة بتهمة التجمهر، وتسجَن سيدة في الأربعين بتهمة سماع شريط كاسيت. وتحاكم عشرات، طبيبات ومدرسات وممرضات، وتُقطع أرزاق مئات السيدات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3407 - الأربعاء 04 يناير 2012م الموافق 10 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:12 ص

      بلدان عربية متخلفة

      هذا يحدث في الحكومات العربية المتحجرة والمتخلفة والتي مازالت تعيش في القرون الوسطى

    • زائر 9 | 4:32 ص

      نعم ,, هو كذلك

      صحيح

    • زائر 8 | 2:35 ص

      مفارقة

      قاسم امين يكتب قبل 100 سنة عن تحرير المرأة واقاسم حسين يكتب عن نضالات المرأة وظلامتها في القرن الواحد والعشرين.مازالت المرأة تناضل وتقاوم.

    • زائر 7 | 2:20 ص

      الله اكبر

      وبعد كل تلك السنين وتضحيات االمرأه حتى في غزوات الرسول الكريم لازال عندنا من اصحاب الثياب القصيره والدين الجديد يحرمون مشاركة المرأه حتى في ابداء الرأي فأين هم عن سيرة عظماء نساء المسلمين

    • زائر 6 | 1:04 ص

      المرأة مفتاح التغيير والبحرينية متقدمة على نظيراتها

      المرأة هي مفتاح التغيير بل وهي الدينامو اي المحرك الاكثر فاعلية في ذلك.
      والمرأة البحرينية اثببت بكل جذارة انها في مقدمة الركب العربي

    • زائر 3 | 12:05 ص

      صورة المرأة

      الصورة النمطية للمرأة في نظر جمعيات المرأة عندنا في البحرين هي صاحبة الحقيبة الغالية الماركة وصاحبة العطر الباريسي الفاخر والساعة الماركة هذا إذا كانت كبيرة في السن ، أما الصغيرة منهن فهي صاحبة الشيلة والعباءة الغالية أم الفصوص أما تفكيرهن جميعا فيدور حول طبق الخير وتجميع الأموال لدعم جمعياتهن.

    • زائر 2 | 11:58 م

      وهذا يحدث سيدنا عندما تستأسد المراءه وتكون الشوارب زينه في وجوه الرجال

      عندما تحيط عشرات الرجال ممن خلو من كل شيم الرجال بأمراه على مرىء من كل عدسات العالم وتبدء بركلها وشتمها واستباحه كل محرم لديها امراءه اقوى من الاف الرجال مؤمنه بقضيتها مؤمنه بحقها في العيش بكرامه تهز المهد بيد وتهز العالم بيد اخرى كلفولاذ كلما صهرتها قساوة اشباه الرجال صارت اصلب واقسى واقوى من ان تكسر فتحيه الى الام والبنت والزوجه والاخت المراءه الشامخه في عالم يسوده الخنوع والركوع لغير الخالق عز وجل

    • زائر 1 | 11:32 م

      حكومات عربية تنكل بالمرأة وفي نفس الوقت تدعي دفاعها عن حقوقها فأي كذب أكبر

      الغريب الحكومات العربية تتبجح ليل نهار بما تقدمه للمرأة وتدعي دفاعها عن حقوقها وتنشئ المنظمات والهيئات والوزارات دفاعاً عنها لكنها لم تحرك ساكن ةهي ترى هذه المرأة المسكينة تجر وتضرب وتسجن وتقال من عملها وتروع أشد ترويع ... أين المدافعين عن المرأة لم نسمع لهم صوت منذ إنطلاق الربيع العربي ... لا عجب فما هذه الهيئات والجمعيات النسائية إلى ديكور ومؤسسات صورية وشكلية

اقرأ ايضاً