العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

باكستان: ضعف الوعي بالممارسات السرية لختان الإناث

في بعض المقاهي القريبة من كليات الطب في باكستان - وبالطبع داخل الكليات نفسها - يتحدث الطلاب الذين يدرسون طب النساء عن بعض المشاهد غير المتوقعة التي شاهدوها.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت زيبا خان الطالبة في الفرقة الرابعة بكلية الطب: «قمنا مؤخراً بفحص سيدة كانت تشكو من ألم في المنطقة التناسلية، وأصبنا بصدمة عندما رأينا عند فحصها أنها كانت تعاني من بعض التشوه في أعضائها التناسلية. لقد قرأت عن تلك الممارسات ولكنني لم أكن أعلم أنها تحدث هنا».

وعلى رغم حدوث ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، إلا أن هذه الممارسة تتم في الخفاء ولا يكاد الناس يتحدثون عنها أو يعرفون بحدوثها. فالبلاد، على سبيل المثال، تعتبر خالية من ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى مثل عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة الأخرى في المنطقة. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قالت سعدية أحمد وهي أخصائية في طب النساء أن الناس يصدقون بوجهة النظر تلك على نطاق واسع بالفعل. «لا وجود لمثل هذه الممارسة هنا».

ولكن هناك أدلة تشير إلى أن وجهة النظر الشائعة هذه قد تكون غير دقيقة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قالت، زهرة علي البالغة من العمر 22 عاماً: «مازلت أتذكر عندما حدث الختان». وقالت إن أمها أعطتها طبقاً كبيراً من الأيس كريم بعد عيد ميلادها الثامن بوقت قصير ثم أخذتها إلى غرفة نوم بها سيدة كبيرة في السن تحدثت إليها برفق، ثم جعلتها ترقد على السرير وفعلت شيئاً «فظيعاً». وذكرت زهرة أن جزءاً صغيراً من بظرها تم قطعه بسرعة، وأنها شعرت «ببعض الألم» ولكن الشعور الذي طغى عليها كان إحساساً قوياً «بالانتهاك». وأضافت أن هذا الحدث الذي «لم تنسَه قط» يسبب لها مشكلات «لأنها الآن متزوجة»، واحتاجت إلى استشارة طبيب نفسي قبل أن توافق على ممارسة الجنس «لأسباب نفسية وليس جسدية».


مجتمع البهرة

وقالت قابلة (فضلت عدم ذكر اسمها) تساعد سيدات مجتمع شيدي أحياناً أثناء الولادة في مقاطعة تاندو محمد خان بإقليم السند: «لقد رأيت إناثاً يعانين من الختنة، وهي الكلمة التي تُطلق على ختان الإناث. أحياناً يشمل ذلك مجرد قطع رمزي لبعض الجلد، ولكن في بعض الحالات، خاصة النساء اللاتي لسن صغيرات، يكون القطع أكثر اتساعاً». وأكدت أنها لا تجري عمليات ختان بنفسها.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى «يشمل إجراءات تُغير أو تجرح الأعضاء التناسلية للمرأة بصورة متعمدة لأسباب غير طبية». وتقول المنظمة إن هناك نحو 100-140 مليون فتاة وسيدة في جميع أنحاء العالم يعشن مع ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، من بينهن 92 مليون في إفريقيا. وفي تصريح لوسائل الإعلام قال الرئيس السابق لجمعية أطباء النساء والتوليد الذي يكرس نشاطه لخدمة النساء المحرومات شيرشاه سيد، أنه صادف حالات في المناطق الحضرية من باكستان خضعت فيها النساء لتلك العملية. وقال سيد «مع زيادة الوعي بآثار ختان الإناث/تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى في باكستان، يقومون الآن بإجراء الختان بصورة رمزية عن طريق إزالة جزء صغير فقط من الجلد. ولكني مع ذلك أرى أن الختان انتهاك واضح لحقوق الإنسان. فلا يوجد مطلقاً أي دليل علمي يدعم أي فائدة طبية للختان. في الواقع من الممكن أن يؤدي الختان إلى مضاعفات صحية».

وتسرد منظمة الصحة العالمية سلسلة من المضاعفات التي يمكن أن تنشأ عن الختان تشمل الالتهابات المتكررة والأكياس والعقم وزيادة مضاعفات الولادة والحاجة إلى عمليات جراحية متكررة.

وقالت راضية وهي جدة تبلغ من العمر 60 عاماً وتنتمي إلى مجتمع البهرة أن «هذه الممارسة تحدث في مجتمعنا منذ أجيال، والفتيات يخضعن لها الآن في ظروف معقمة. ونادراً ما يتم التحدث عنها. إنها فقط شيء تعرفه وتفعله النساء». وأضافت أن حفيداتها «سيتم ختانهن بصورة آمنة».

وقالت علية ريزوي وهي أخصائية نفسية إن «التأثير ليس قاصراً على الصحة فقط، ولكنه يشمل الحالة النفسية أيضاً. فمثل تلك الممارسات تترك ندوباً غائرة، ولم تتم دراسة تلك الندوب مطلقاً في بلادنا لأن المعلومات المتوافرة عن تشويه المرأة بتلك الطريقة قليلة جداً»

العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً