العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ

ميسي... من حياة معدمة إلى الجوائز والترف

ربما يرى البعض أنه من الصعب مقارنة نجم برشلونة الاسباني المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بباقي العمالقة الذين سبقوه إلى سجل الشرف والإنجازات على المستطيل الأخضر، لكن الواقع والأرقام يؤكد أن ميسي قد يتفوق على الجميع ويصبح الأفضل في التاريخ على مدار السنوات القليلة المقبلة. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني إن مقارنة ميسي بعمالقة الكرة السابقين يشبه مقارنة نجمة الغناء الفرنسية إديث بياف مع فرقة الروك الغنائية البريطانية "بيتلز" أو فرقة الروك الايرلندية "يو2" .

ولم يكن فوز ميسي بجائزة الكرة الذهبية مفاجأة بعد عام رائع مع فريق برشلونة بينما كان فوزه بالجائزة نفسها في العام 2010 مفاجأة كبيرة في ظل اتجاه معظم الترشيحات لكل من منافسيه على الجائزة في ذلك العام وهما زافي هيرنانديز وأندريس إنييستا زميلاه في برشلونة واللذان قادا المنتخب الاسباني للفوز بلقب كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا. وفي الصراع على الجائزة نفسها هذه المرة تفوق ميسي مجددا على زافي ومهاجم ريال مدريد الاسباني البرتغالي كريستيانو رونالدو ليتسلم الجائزة الذهبية من النجم البرازيلي الشهير السابق رونالدو الذي سبق له الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم 3 مرات.

وسبق لميسي (24 عاما) أن دخل التاريخ عندما أحرز جائزة الكرة الذهبية في العام 2009 وأصبح أول لاعب أرجنتيني يفوز بها. ولكنه قد يعزز موقعه في سجلات التاريخ خلال السنوات القليلة المقبلة بأن يصبح الأبرز في تاريخ هذه الجائزة من خلال الفوز بها مجددا مثلما توقع أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف قبل حفل أمس الأول بأن ميسي سيفوز بهذه الجائزة نحو 6 مرات.

ولعب ميسي دورا بارزا مع فريقه برشلونة في الفوز بخمسة من 6 ألقاب أتيحت أمام الفريق في ذلك العام وهي ألقاب بطولات الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا وكأسي السوبر الاسباني والأوروبي وكأس العالم للأندية. وخلال المؤتمر الصحافي، الذي أقيم قبل الحفل، أثنى المدير الفني لمانشستر يوناتيد الإنجليزي سير أليكس فيرجسون على ميسي قائلا إنه لاعب يمكنه الوصول إلى أعلى مستوى من الأداء في تاريخ كرة القدم.


قصة خرافية

وتمثل قصة حياة ميسي قصة نموذجية لحياة اللاعبين البارزين القادمين من أميركا الجنوبية والذين ينتقلون من حياة الفقر المدقع والثياب الرثة إلى حياة الثراء الرغدة عبر طريق الساحرة المستديرة. وولد ميسي في 24 يونيو/ حزيران 1987 بمدينة روساريو الأرجنتينية التي تتسم بالنزعة الصناعية. وكان والده خورخي ميسي عاملا بأحد المصانع ووالدته سيليا عاملة نظافة.

وبدأ ميسي صاحب الجسم الصغير مسيرته مع اللعبة وهو في الخامسة من عمره من خلال نادي جراندولي في مدينة روساريو إذ كان والده مدربا لهذا الفريق. وجذب ميسي الأنظار إليه من خلال مراوغاته الرائعة مع الكرة والتسديدات القوية بقدمه اليسرى. وعندما بلغ ميسي الثامنة من عمره، وقع هذا الصبي الصغير في ذلك الوقت عقدا مع نادي نيولز أولد بويز صاحب الشهرة الكبيرة في الأرجنتين. وبعد 3 سنوات أخرى، أكد الأطباء أن جسم ميسي يعاني من نقص في هرمون النمو ما أسفر عن تراجع نادي ريفر بليت العريق عن فكرة التعاقد معه نظرا للكلفة الباهظة التي يحتاجها علاج اللاعب.

وهنا، قفز برشلونة إلى الصورة واتخذ قرارا لم يندم عليه إطلاقا في السنوات التالية، إذ عرض مدير الكرة بالنادي الكاتالوني كارلس ريكساتش علاج اللاعب على نفقة برشلونة ومنح والد اللاعب وظيفة داخل النادي مقابل التعاقد مع ميسي. وبالفعل، انتقل ميسي وعائلته للإقامة في برشلونة وأصبح المهاجم الصغير المتألق هو حديث العاصمة الكاتالونية.

وفي العام 2004، شارك ميسي في أول مباراة له مع الفريق الأول لبرشلونة وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره ثم أصبح بعدها عنصرا منتظما في التشكيل الأساسي للفريق كما أصبح النجم الجديد الذي تعشقه الجماهير وتلتف حوله. ولم يمض وقت طويل حتى افتتح ميسي سجله التهديفي مع الفريق الأول لبرشلونة وذلك في العام 2005 ليصبح أصغر لاعب يسجل هدفا للفريق على مدار تاريخ النادي قبل أن يحطم بويان كركيتش هذا الرقم في وقت لاحق.

وأصاب المدير الفني لبرشلونة في ذلك الوقت المدرب الهولندي فرانك ريكارد عندما دفع بميسي في الجانب الأيمن من خط الهجوم بدلا من الاستعانة به كرأس حربة صريح. وتمكن ميسي بذلك من الهروب من الرقابة كثيرا والتحرك بحرية أكبر مع الاستفادة من التسديدات المتقنة والقوية بقدمه اليسرى كما أصبح مصدر إزعاج هائل لمدافعي الفرق المنافسة الذين تحولوا إلى ضحايا لموهبة ميسي في المراوغة والاختراق والتسديد إلى داخل الشباك.

ولكن المستوى العالمي الرائع لميسي مع برشلونة لم يظهر بعد في عروضه مع المنتخب الأرجنتيني إذ فشل في تحقيق النجاح نفسه مع راقصي التانغو فخرج مع الفريق صفر اليدين من دور الثمانية في كل من بطولتي كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا وكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2011 بالأرجنتين.

ويتمثل جزء من مشكلته مع المنتخب الأرجنتيني في اختلاف طريقة اللعب عنها في برشلونة إذ يضطر ميسي مع المنتخب الأرجنتين في التراجع كثيرا إلى وسط الملعب لاستخلاص الكرة أو الحصول عليها ثم الاندفاع بها في اتجاه مرمى المنافس. بينما يستطيع ميسي مع فريق برشلونة أن ينتظر قدوم الكرة إليه من أقدام زميليه زافي هيرنانديز وأندريس إنييستا ليستخدم بعد ذلك سرعته ومهارته في الوصول بجهد أقل وفي زمن أقصر إلى مرمى المنافس

العدد 3413 - الثلثاء 10 يناير 2012م الموافق 16 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً