العدد 3430 - الجمعة 27 يناير 2012م الموافق 04 ربيع الاول 1433هـ

من تنادي؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» في تقرير نُشر يوم الأربعاء الماضي أن البحرين وسورية واليمن حلّت بين المراتب الأخيرة في تصنيفها لحرية الصحافة في العام 2011 في سنة شهدت اضطرابات أدت إلى سقوط عدة أنظمة استبدادية عربية.

ماذا يعني أن تتراجع البحرين في عام واحد فقط إلى المرتبة 173 بواقع 29 مرتبة عن العام 2010؟ تقول المنظمة العالمية إن «إنشاء اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق لم ينجح في وضع حدٍّ للانتهاكات الممارسة ضد الصحافيين، وإنما اكتفت بالمساهمة في الحيلولة دون التحدّث عن البحرين إثر قيام السلطات بتعهدات في هذا الصدد».

هذا هو حال إعلامنا بلا مكياج ولا محسنات ولا عمليات تجميل. هذا هو وضعه في عيون المنظمات الدولية التي لا تجامل أحداً، ولا تحمل حقداً على أحد، كما قد يتهمها البعض... لها معاييرها وضوابطها ومعادلتها الثابتة.

سيخرج البعض ليتهم هذه المنظمة الدولية المستقلة بـ «العمالة»، ولكن لمن هذه العمالة؟ أو يتهمها البعض بالتدخل، ولكن هذا البعض لا يفهم أن حقوق الإنسان عالمية ولا يمكن انتهاكها تحت حجة الخصوصية، كما لا يمكن إسكات العالم بحجة أن دفاعهم عن حقوق الإنسان تدخل في شئون داخلية. ربما لا يعي ما يقوله هذا البعض، ولا يفهم أبعاد ما يكتبه، ولربما أنهم لا يعيشون في القرن الحادي والعشرين.

إعلامنا يعاني من التبجيل الدائم، والتقديس، حتى أصبحنا نقارع على أوراق صحفنا أفضل الحريات العالمية، فيما باتت أوراقها لا تعكس همَّ الشارع، ولا تعرف عمّا يجري فيه.

إعلامنا الذي كان حريّاً به الدفاع عن الناس ومصالحهم وحرياتهم وحقوقهم، إلا أنه ساهم في إخفاء الحقائق وترويج الشائعات، والتنكيل بالناس وتشويه سمعتهم. بل تخطى كل الحدود وجار على كوادره ونكّل بهم وفصلهم من وظائفهم، وكان له دورٌ في التحقيق الأمني معهم فقط لأنهم شاركوا في مسيرات سلمية أو اعتصامات تطالب بتحرير الصحافة وحيادية الإعلام.

إن البعض يعيش منعزلاً في واد الناس في وادٍ آخر، تناديهم ولكن لا حياة لمن تنادي

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3430 - الجمعة 27 يناير 2012م الموافق 04 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 8:01 ص

      استنكار

      لا يوجد لدينا الا صحيفة واحدة في البحرين تكتب بحيادية في كافة المواضيع المحلية والدولية وباقي الصحف صارت كالوظائف تعمل بالمحسوبيات ولكن هذا يسبب ضرر ليس للناس ولكن لأنفسهم لأن الكلام والتجريح سيشملهم فقط وليست كل الصحف

    • زائر 11 | 2:46 ص

      اخفاء اعتصامات المفصولين مثالا

      أقتطافا من المقال:إعلامنا الذي كان حريّاً به الدفاع عن الناس ومصالحهم وحرياتهم وحقوقهم، إلا أنه ساهم في إخفاء الحقائق وترويج الشائعات،
      التعليق: نعم قد ساهم في إخفاء الحقائق فلم أجد غير صحيفة الوسط من صحفنا المحلية العربية تكتب عن إعتصامات ومسيبرتي المفصولين وكان تلك الصحف تخفي هذه الاعتصامات الضخمة و لا تهتم لهم وكأنهم بعتصمون خارج البحرين

    • زائر 6 | 12:54 ص

      لا تعجل

      لا تعجل يا أخي وتذكّر قول فلاديمير اليتش لينين "تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس كل الوقت" وهذا يعني لا أحد يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت.

    • زائر 4 | 11:57 م

      أنت بألف منهم

      مع تحيات
      كلمة

    • زائر 3 | 11:43 م

      هنيئا

      إن البعض يعيش منعزلاً في واد الناس في وادٍ آخر، تناديهم ولكن لا حياة لمن تنادي ،،،،، هذه أصدق وأبلغ مقولة تصدق على أولئك المتشدقين بحب الوطن من المتصيحفين عزلوا أنفسهم عن الناس فهنيئا لهم عزلتهم التي أرجعتهم 29 رتبة عند نظر العالم .

    • زائر 2 | 11:14 م

      عادي

      اذا الانسان نفسه كرامته ودمه وماله وعرضه غير مصان ومستباح ، تتوقع الاعلام يقدس في ذلك ؟

    • زائر 1 | 11:10 م

      نعم يولد الفردان لا حياه لمن تنادي

      حال بعض صحفنا يبكي يولدي وكانما قلت المصادره الصادقه التي تستسقي منها اخبارها فبعض اخبارها تنقلها عن جريده اخرى هي نفسها غارقه في غياهب الاقصاء والتنكيل وكانها تتكلم عن واقع في غير ديرتنا ذي تنقل عن ذي وذي تنقل عن ذي غريق يستجير بغريق تسائل بس اذا كل اللي حولك هديان ونظرهم سته على سته شيحدك وانت اعمى تنقل الاحداث عن اعمى مثلك دور لك هدي واستسقي منه اخبارك الصحيحه لا والموضه الجديده ان كل صحيفه تمثل وزاره اشلون والربيتين يدفعها المتصفح اللي من حقه كمستهلك ان يطالب بواقعيه الخبر ودقته وحقه يقاضيك

اقرأ ايضاً