العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ

الفقر يرفع معدلات قتل الأطفال في باكستان

يبدو أن معدلات قتل الأطفال الرضع، وخاصة الفتيات، على أيدي الآباء المنكوبين بالفقر تتزايد في باكستان.

فمنذ شهرين في قرية في إقليم البنجاب الباكستاني فى وقت متأخر من الليل، قام والدا طفلة رضيعة تبلغ من العمر يومين بخنقها ودفن جسدها الصغير في حقل بعيد، ثم قاما بتسوية التربة بعناية لإخفاء أية آثار للحفر. وتبكي الأم كثيراً وتقول إنها مازالت تحلم بكوابيس حول هذه الحادثة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت ثريا بيبي وهي قابلة من القرية: «أنا نفسي بكيت لأنني كنت قد ساعدت في توليد الطفلة وكانت في كامل صحتها، ولكن أبويها لديهما ابنتان أخريان بالفعل ويشعران بعدم قدرتهما على تحمل تكاليف طفلة أخرى. فالأب عامل يكسب 4.000 روبية (46.5 دولاراً) في الشهر. وأنا أعلم أن هؤلاء الناس يأكلون مرة واحدة فقط في اليوم».

وأفاد المتحدث باسم مؤسسة أدهى الخيرية أنور كاظمي: «أنه جار جمع المزيد والمزيد من جثث الأطفال من الشوارع». وقال كاظمي: «أود أن أقول إن هناك زيادة بنسبة 100 في المئة خلال العقد الماضي في أعداد جثث الأطفال الرضع التي تم العثور عليها، وبلغت نسبة الفتيات 9 من كل عشر جثث».

وطبقاً للتقاليد، تعتبر الفتيات عبئاً على الأسرة؛ حيث يتم إنفاق مبالغ كبيرة في كثير من الأحيان على زواجهن. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة غلنار تبسم إن «الناس يشعرون أن الفتيات لا يسهمن اقتصاديّاً في دخل الأسرة».

كما أفاد كاظمي أن عدد جثث الأطفال التي تم العثور عليها في العام الماضي بلغ 1.210، مقارنة بـ 999 في العام 2009.

وأضاف قائلاً: «إن الأسباب ترتبط بطريقة التفكير والفقر». فعلى رغم أن مؤسسة أدهى تضع أسرة للأطفال خارج دور الأيتام التي تديرها وتحث الناس على ترك الأطفال الرضع عليها بدلاً من قتلهم، فإن القليل منهم فقط يختار القيام بذلك.

ووفقاً لمؤسسة أدهى، يتم ترك حوالي 200 طفل سنويّا في 400 سرير تقوم المؤسسة بنشرها في أنحاء البلاد وتحمل لافتات تحث الوالدين على استخدام تلك الأسرة.

ونظراً إلى أن الأطفال الذين يولدون لأبوين غير متزوجين في هذا المجتمع المحافظ أكثر عرضة لخطر عملية وأد الأطفال، تشجع المؤسسة على اسناد مهمة رعاية هؤلاء الأطفال لآباء بديلين يتحلون بالمسئولية.

غياب الإحصاءات الدقيقة

وتقوم المؤسسة أيضاً بجمع البيانات من المدن الكبيرة بشكل رئيسي. وبالتالي فإن أعداد الوفيات التي تحدث في المناطق الريفية أو القبلية وفي إقليمي بلوشستان والسند غير معروفة، ولكن التقارير الرسمية تشير إلى أن أعلى معدلات الفقر موجودة هناك.

وقال محمد توفيق الذي يعمل في حفر القبور في لاهور إن «عدد الأطفال الرضع الذين نقوم بدفنهم يتزايد. وفي بعض الحالات تكون هناك جروح قطعية في الرقبة أو الرسغين».

من جهتها، قالت فايقة صديق، وهي طبيبة أمراض نساء تعمل في عيادة خيرية للنساء: «كانت تأتي إليّ سيدات حوامل وهن يبكين لأن أزواجهن أو أقارب أزواجهن يقولون إن أي طفل يولد يجب أن يُقتل نظراً لعدم مقدرتهم على تربيته. وليس بوسعي أن أقدم الكثير من المساعدة في هذا المجال نظراً لكون الإجهاض غير قانوني في البلاد. ولأسباب ثقافية متعددة فإن معدلات استخدام وسائل منع الحمل منخفضة جداً على رغم أن العديد من السيدات يرغبن في استخدامها».

كما أضافت أن «الأمهات أنفسهن يرغبن في إنقاذ أطفالهن، ولكنهن أيضاً تعلمن المعاناة الاقتصادية التي تتكبدها عائلاتهن في وقت يشهد تزايد معدل التضخم».

ووفقاً للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي التي تناولتها وسائل الإعلام، فإن أسعار المواد الغذائية غير القابلة للتلف قد شهدت ارتفاعاً بمقدار 11.83 في المئة خلال العام المنتهي في (نوفمبر/ تشرين الثاني 2011). وكانت النسبة المئوية للزيادات الأخرى خلال تلك السنة كالآـي: الطماطم (42.02 في المئة) التوابل (36.37 في المئة) الفواكه الطازجة (29.62 في المئة)، التنبول (24.56 في المئة)، البهارات (23.50 في المئة)، اللبن (21.11 في المئة)، منتجات الألبان (20.47 في المئة)، المشروبات (1979 في المئة)، زيت الطعام (19.56 في المئة) واللحوم (19.35 في المئة).

وذكرت صافيا بيبي وهي امرأة تعمل في غسل الملابس ويعمل زوجها أجيراً باليومية أن «صعوبة الحياة في تزايد مستمر. لقد أنجبت للتو طفلي الخامس، وسنبذل كل ما في وسعنا لتربية الأطفال لأن القتل بالطبع خطيئة لا تغتفر، ولكني في بعض الأحيان أتفهم يأس الآباء الذين يفعلون ذلك».

وذكرت أيضاً أن دخل أسرتها يبلغ 6.000 روبية شهرياً (70 دولاراً)، مضيفة أن «الأطفال يسيرون حفاة لأن مجرد إطعامهم جميعاً هو أمر أقرب إلى المستحيل. فنحن في الأساس نعيش على الخبز والمخللات»

العدد 3436 - الخميس 02 فبراير 2012م الموافق 10 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:17 ص

      بلوشي

      لاحول ولا قوة إلا باالله..ناس متخلفين ليش ما يستخدمو موانع الحمل ؟

اقرأ ايضاً