العدد 3440 - الإثنين 06 فبراير 2012م الموافق 14 ربيع الاول 1433هـ

تعقيدات كثيرة وطموحات كبيرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بحسب بعض المراقبين فإن الحراك السياسي البحريني يتميز أو يختلف عن غيره في المنطقة العربية من عدة جوانب، منها أن التركيبة السكانية من الناحية الطائفية تعطي مجالاً لتلوين الحراك على أساس مذهبي، وبالتالي فإن بالإمكان إلصاق تهم جاهزة ضد أي حركة مطلبية بأنها طائفية أو أنها مرتبطة بالخارج.

ومن جانب آخر، فإن الحركة السياسية البحرينية لها تاريخ طويل يمتد منذ مطلع القرن العشرين. وهناك فروقات أخرى من بينها صغر حجم البحرين، واعتماد اقتصادها بصورة كبيرة جداً على جوارها الخليجي، ولاسيما السعودية، وبالتالي فإن المتوقع من الأطراف المعنية بحراكها السياسي أن تعي حجمها وأن تقيس تطلعاتها بحسب الجغرافيا السياسية التي تفرض شروطها.

ولو أخذنا الجانب الطائفي، فإن بالإمكان النظر إلى ما حدث في البحرين وأن نتعلم من تاريخها المشرق. ففي الخمسينات من القرن الماضي اشتعلت فتنة طائفية في سبتمبر/ أيلول 1953، وحدثت اشتباكات عديدة آنذاك أشعلتها فئات كانت تطمح إلى تحقيق غرض سياسي. ولكن دور النخبة السياسية البحرينية كان رياديّاً، إذ استطاع وجهاء الشيعة والسنة احتواء تلك الفتنة خلال عام، وقد تمكنوا بعد ذلك من خلق إجماع وطني. ذلك الإجماع مكنهم من معالجة قضايا الوطن الأخرى؛ فبالإضافة إلى إطفاء الفتنة الطائفية، تمكنت النخبة من حل مشكلة إضراب السواق وأنشأت صندوقاً للتأمين من أجل ذلك.

لكن الزمان تغير منذ الخمسينات وحتى الآن، وتلك النخبة السياسية الريادية النافذة وصاحبة الصوت المسموع لدى جميع الفئات ليست بالقوة نفسها التي كانت عليها. وفي الوقت ذاته فإن هناك مجموعات نخبوية تستفيد من الوضع الطائفي وهي وجدت أن من مصلحتها صبَّ الزيت على النار، وذلك لأن مثل هذا الوضع يصبُّ في اتجاه تتمصلح منه.

ولعله يمكن إضافة عوامل تعقيدية أخرى، فالفترة التي نمر فيها تشهد عودة لدور القبلية بشكل مبالغ فيه، كما أن توافر الثروة النفطية في منطقة الخليج يوفر إمكانية شراء الوقت، رغم أن مراقبين يرون أن استخدام المال النفطي كمسكنات للوضع المتوتر يشبه معالجة السرطان باستخدام «بانادول».

لدينا الكثير من التعقيدات، من بينها تداخل التجارة مع السياسة، إذ إن فترة الخمسينات، مثلاً، كان هناك فصل من نوع ما، ولكن الآن أصبح التداخل هو القاعدة، والقرار السياسي متداخل بشكل مصيري مع الجوانب التجارية بحيث أصبح التاجر والاقتصادي غير مستقل عن السياسي.

نستطيع إضافة تعقيدات أخرى، مثل تشجيع مجموعات مضادة للإصلاح، وارتهان مصير الحل السياسي بيدها. ولكن كل هذه التعقيدات في جانب وطموحاتنا المشروعة في جانب آخر، وما نأمله هو الأخذ بعين الاعتبار كل الفروقات من دون أن نتنازل عن حقنا في الالتحاق بعصرنا الحديث

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3440 - الإثنين 06 فبراير 2012م الموافق 14 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 11:05 ص

      لرقم 5

      ما طالبت به المعارضة هو مجلس وطني منتخب يضع دستور جديد للبحرين.
      السؤال: هل طالبت المعارضة أن التصويت يكون للشيعة فقط؟؟
      هل طالبت المعارضة بأن لا يصوت الموالون للحكومة (سنة كانوا أم شيعة)؟
      هل من العدل أن يكون الحوار الوطني بإرسال دعوات من قبل شخص أو مجموعة أشخاص؟ مو الأفضل أن ينتخب الشعب الناس الي يبونهم يمثلونهم في الحوار عن طريق دوائر إنتخابية عادلة؟
      السني والشيعي بيصوت - الإسلامي والعلماني بيصوت - وحتى الشيوعي هم راح يكون له صوته، والقرار بيكون فعلاً قرار يمثل شعب البحرين.

    • زائر 29 | 10:33 ص

      إلى رقم 4

      في بداية الأمر لم يكن للمعارضة يد في تحريك الشارع . لقد تحرك الناس بعفوية إقتداء بالشعبين التونسي و المصري وكل من أراد المشاركة قام بالمشاركة لم تكن المسيرات و التجمعات حكرا على طائفة دون أخرى. ولو أن ياقي أطياف الشعب شاركت لكان الحال غير الحال. وبالرغم من ذلك لازالت الفرصة موجودة. فهيا لنرى ما نستطيع فعله يدا بيد.

    • زائر 28 | 7:42 ص

      شعب واحد لا شعبين

      عذرا رقم 19 المشكل السياسي واحد سواء الآن أو في الخمسينات شعب يريد أن يحكم نفسه، وما استعمال سياسة فرق تسد في الأزمة الراهنة إلا كما الخميسنات، لذا ادعو المخلصين من أبناء الوطن عدم النفخ في الروح الطائفية.

    • زائر 27 | 7:17 ص

      تسلم يامنصور

      دكتور مازلت انت وامثالك من الوطنيين من الطائفتين فخرا للوطن دكتور انت تمثل امتداد النضال الشريف قبلك اباك لم يفرق في طيله مسيرته بين سني وشيعي كان خوف الله دائما نصب عينيه ومصلحه الوطن فوق وقبل كل المصالح دكتور في الميزان الدولي المطالبات الشعبيه في البحرين تمثل الحد الادنى من الحقوق وتحقيقها يكلف الدوله اقل من واحد في المئه مما تصرفه الدوله في مجالات اقل اهميه من هذه المطالبات التى باتت ضروريه لا نوع من كماليات العيش دمت ودام قلمك الحر ...ديهي حر

    • زائر 26 | 5:15 ص

      هادا ويش

      جننتونه من هده الكتابات نبى إنام

    • زائر 24 | 4:59 ص

      احسنت يا 16

      الوقت والناس والادوات تغيرة ولسنا في الخمسينات
      وحلول الامس لا تنفع لمشاكل اليوم المعقدة

    • زائر 23 | 4:37 ص

      انا رقم 5 وأقصد رقم 4

      وشكرا"

    • زائر 22 | 4:09 ص

      كبيرة يالوسط اليوم

      بمشاركات رأي ورأي أخر.....من هنا يذوب الثلج لو كان جبل ..فشكرا" لأتاحة الفرصة للجميع لكي يتبادلو الأراء ويتقاربو أكثر

    • زائر 21 | 4:00 ص

      كما شاركت من قبل

      طلعو رجال الدين من الطرفين .....بالبساطة تنتهي الطائفية.....لاتوجد عرقيات في البحرين والطائفية مذهبية والمذهبية شأن ديني..فأذا خرجو اهل الدين وتفرقو لخدمة الدين وترك السياسة للسياسين والأقتصاد للأقتصادين فلا مجال للطائفية..وشكرا" يا وسط علي تنوع المشاركات

    • زائر 20 | 2:54 ص

      هي النفوس + الوعي

      هناك من لعب على تخريب النفوس على مدى عقود بحيث أصبح يقرب هذا ويبعد ذاك والمقربون اعتبروا المسألة غنيمة ولم يعرفوا انما يراد منهم هو الوقوف
      بصد من يطالب بحقه مستقبلا.
      المسألة مسألة وعي الشعوب التي إذا وعت وانتبهت لا تقبل بأن تكون مطية للآخرين لكي يجعلوا منها وسيلة يصلوا بها الى غاياتهم.
      متى وعت الشعوب وعرفت وضعها جيدا فإنها لن تقبل بحال من الأحوال ان تصبح سلاحا يستغله هذا او ذاك

    • زائر 19 | 2:49 ص

      نعم دكتور

      الطموحات اذا لا يرسم لها بشكل صحيح وقانوني وسلمي...تصبح أكثر تعقيدا"

    • زائر 17 | 2:27 ص

      سماء - البحرين (النعمة او النقمة النفطية)

      تحية وطنية صادقة لشخصك الشريف, النعمة النفطية فى الخليج انقلبت الى نقمة على الشعوب, لقد زادت الانانية وازداد الفقر,المرض النفطى والثراء الفاحش والفقر المنحط هى تكوينة المنطقة,البحرين لا تختلف عن الربيع العربى الا بعدد سكانها المليونى,
      الديمقراطية او الحرية لها معنى واحد لا أثنين؟ أثمان الثورات او التغير الغير مرغوب من السلطات او المتمصلحين يحتاج الى صبر طويل الامد ونضال لا سقف لة, متى ترجع النعمتان المفقودتان فى البلد؟

    • زائر 16 | 2:20 ص

      شكرا للدكتور والوسط

      رقم 3 انت عقل اصبت كبد الواقع الحقيقي ونتمني من الدكتور العزيز ان يكتب لنا في أخطاء الشارع ومن يقودها ووجهة نظر الطوائف الأخري فلما تكون في الجهه الأخري تتضح لك الجهه المقابلة....والنقد يبني....ولمعرفة الوجع وضع اليد علي الجرح...بدون طبطبة او تحيز او خوف وبارك الله فيكم

    • زائر 13 | 2:03 ص

      و برغم أنّ البحرين صغيرة

      إلاّ أنّ أزمتها خطيرة ... و همومها مريرة,

    • زائر 12 | 1:21 ص

      دعايات اعلامية وليست تعقيدات

      إذا ما أخذنا في عين الاعتبار مطالب غالبية الشعب فإننا سنجد بان ما يطالب به طموحات مشروعة ومحقة وليست بالكبيرة وان كل ما ذكر من تعقيدات ما هي إلا دعايات إعلامية يروج لها من له مصلحة في إبقاء الوضع على ما هو علية. فمبدأ الشعب مصدر السلطات لا يدعو للطائفية ولا يعيق تداخل التجارة مع السياسة ولا يحجم القبلية التي نبدها الإسلام في الأساس. إنها دعايات إعلامية كما تعمل القوي الغربية عندما تريد إن تشن حربا أو تعمل مقاطعة على إي بلد لا يتماشى مع سياستها.

    • زائر 11 | 12:30 ص

      الحل والطل

      النية تقرن بالعمل و الطموح بالتمني.. فأين موقع الأمل؟؟
      ليس كل ما يتمنى المرء.. يدركه.. فكيف للحل أن يدرك بالطموح ؟
      من البديهي، أن الجمل أسمى بالصبر، وقرن خلقه بخلق السماء.
      فالجمل والبعير والناقة - إبل تساس كي ترعى وتأكل وتتغذي ...
      فما علاقة الجمل بالجمال ؟ والسياسة بالسوس؟؟

    • زائر 10 | 12:29 ص

      دمستاني

      وش هذي حالة .....
      دكتور ما نبي شي نبي أمن نبي ربعنا وزبائنا الي خسرناهم..
      ماسوو خير هالجهال

    • زائر 9 | 12:23 ص

      المتظاهرين

      طموحات خيالية++++تخبطية===مشاكل معقدة

    • زائر 8 | 12:17 ص

      إلى صاحب التعليق 3

      صاحب التعليق 3 يتحدث بعيدا عما جرى في الواقع .. إضافة إلى أن المطالبة بالحقوق لا تنتظر تعطف جانب تم تغييبه وغسل دماغه بأوهام الخوف من الآخر أو شرائه بأثمان شخصيه وفئوية

    • زائر 7 | 12:00 ص

      يارقم 3

      نعم انه خطأ أستراتيجي وقع..وبعتقادي قيادين الحراك لم يكونو علي مستوي الواقع وكيف لقيادي حركة تطالب بالديمقراطية ينفرد دكتتوريا" بمطالب فاجأ الاطياف الأخري وأقصاهم وما ينادون به اليوم من اخوان سنة وشيعة لا نختلف عليه ولاكن هذا بعد ادراكهم استحالة مطالبهم من دون الطوائف الأخري وهذا العائق الحقيقي والملامين عليه داخليا" وأقليميا" ودوليا"

    • زائر 6 | 11:47 م

      يادكتور صباح الخير

      لا شك انه الحراك اذا لم يكن متعدد الطوائف فعليا" سيكون حراك طائفي وهذا بالظبط ما حصل....ولهذا الأطياف الأخري تصدت له كردة فعل ..كنا نقول المعارضة أخطأت خطأ فادح بأنفرادها وتحريك شارعها من دون تنسيق او ايجاد ارضية مشتركة مع الطوائف الأخري قبل المأساة التي أخلو البحرين والناس فيها....اساس اي حراك التلون الطائفي وضروري لدي المجتمعات الغربية لتسانده

    • زائر 4 | 10:08 م

      ابن جيفارا

      انا من اشد المعجبين بك ياكتور وبقلمك الطاهر

    • زائر 2 | 9:59 م

      سؤال أحد الساعين الى الخير

      أحد الساعين الى رأب الصدع بين المواطنين الذي روج له البعض وعمل عليه طرح سؤالا أواقترح طرح سؤالا على الجمعيات السياسية وهو

      ماهي مطالبكم ؟؟ ويقترح ان تلتقي الجمعيات في المطالب المشتركة وتعمل على السعي لتحقيقها وأهمها تطبيق المبادئ الديمقراطية التي لا يختلف عليها .

      لكن مع الاسف هناك جمعيات لا تعلم ما تريد سوى معارضة المعارضة لاغير وكأنها خلقت لهذا الغرض لا لغيره

    • زائر 1 | 9:50 م

      بالامس كان هناك رجالرجال تشعل تطفئ واليوم

      بالامس كان في البحرين رجال تطفئ نار الطائفي حبا واخلاصا للوطن واهله واليوم مع الاسف ومع تغير التركيبة السانية نجد رجالا يشعلون نار الفتنة الطائفية

      والسؤال لماذا اصبحت الغلبة لاصوات الفتنة الطائفية ولارادع لها ولا مستنكر لها بل بالعكس هناك من هو محسوب على الوطن من يجهر بنواياه الرامية الى اشعال نار الفتنة الطائفية

      لكن ماهو مؤكد ان اطفاء نار الفتنة ممكن ممكن اذا قطعت ايدي مشعليها

اقرأ ايضاً