العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ

الوحدة الوطنية!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عندما نتكلّم عن الوحدة الوطنية، فماذا نعني بها حقّاً؟ أهي الوحدة بين جميع الطوائف في المجتمع المحيط؟ أم الوحدة بعد الانقسام الذي حدث والتأجيج المقيت؟ أم هي رسالة لمسح ما حدث في البحرين والبدء من جديد؟

وإذا تكلّمنا عن الوحدة الوطنية، نتمنّى هنا ألاّ نغلق الملفّات الساخنة التي حدثت في البحرين، بل نريد التحدّث عنها ومناقشتها والخروج بحلٍّ أمثل، من أجل الوحدة التي ننشدها وينشدها الجميع، فغلقها من دون تصليح لا يُعد إصلاحا.

فقضيّة كهذه ليست سهلةً في مجتمع كمجتمع البحرين، الذي عاش سنة من التقسيم الطائفي، ومازال يعيشه حتى هذه اللحظة، بل هي مسألة معقّدة، لابد من أخذها بالاعتبار ودراستها، ومن ثمّ العمل فعلياً على تقريب النّاس وزيادة ثقتهم ببعضهم البعض، فالثقة شبه معدومة والجميع ساخط على الحال.

في المقال السابق (كسر الحاجز) أعجبنا ردود الناس حول الوحدة الوطنية، وما أتى ذلك إلاّ من وعي البعض بأهمّية كسر الحاجز فيما بيننا ومد الأيادي لبعضنا البعض مرّة أخرى، فالبحرين لا تطير بجناح واحد، ولكنّها تطير بجناحين.

جاءت الردود من البلاد القديم والرفاع، ومن الدراز والبسيتين، إذاً كما هو معروف عنا التعايش، معروف عنّا التسامح، وإرجاع الأمور إلى نصابها يتأتّى أوّلا من القيادة الرشيدة، ومن ثمّ من القيادات الشعبية التي تحمل الخُطب للناس وتؤثّر فيهم وفي مواقفهم.

هذه الخُطَب مهمّة ويجب أن تكون مدروسة قبل توجيهها إلى العامة، فقد تخرّب وطناً وقد تحمله إلى بر الأمان، لذا فانّ رسالة الخطبة يجب أن تعزّز موقف القيادة لا تهز صورتها، ومهما كانت مواقفنا فإن مصلحة الوطن والمواطن يجب أن تأخذ في عين الاعتبار.

وقد أضحكنا بعضهم عندما يتحدّث عن المرسل لا عن الرسالة في أي موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية، لأنّ البعض يهمّه المرسل ولا تهمّه الرسالة، ونحن في وقت يجب إنكار المرسل، والتركيز على الرسالة، فقد تدمّر وقد تعمّر، وهكذا يجب أن تلتف القيادات الشعبية المعارضة والموالية حول خطاب الوحدة، فهو من أهم الخُطب هذه الأيام.

تقول وزيرة التنمية بأنّها فتحت الأبواب أمام جميع المنظّمات الحقوقية الدولية المرموقة لزيارة المنامة، وقام نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة باستعراض عمل اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق مع رئيس اللجنة علي الصالح، ومن جهته صرّح وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بأنّ الديمقراطية لا تعلو على الأمن، ولكن الكلمة السامية والمهمّة هي تلك التي قالها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بأنّ الوحدة الوطنية هي الضمان لأي حل سياسي.

نحن مهدّدون بالتقسيم إن لم نعشه الآن، وعليه لابد من موازنة الأمور، والتصرّف بحكمة من أجل استقرار البحرين، حتى نخرج من الأزمة، وحتى لا نخلق أزمات أخرى، فالوطن غال والتصريحات كثيرة، ولكننا نختار أهمّها من أجل سير عملية الإصلاح في بحريننا

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 9:19 ص

      نعم للوحده الوطنية

      . يجب ان نتوحد وحدة وطنية

    • زائر 22 | 7:08 ص

      الوحده الوطنية

      الطائفية معول هدام لا يخدم الا مصلحة الكيان الصهيوني والطائفية سوف تجعل التدخل الاجنبي له مسوغاته فهذا البلد سوف يدافع عن اصحابه وذاك البلد سوف يدافع كذلك عن اصحابه وبعد تاجيج الصراع سوف تخرج امريكا من المنطقة تاركة الصراع لانه من مصلحتها

    • زائر 21 | 6:06 ص

      نعم هي في صميم الحقيقة كما كررها سمو ولي العهد

      انها رؤيته الثاقبة في مختصر كلام سموه، فنقرأها من اخر التصريح اي حل سياسي والحل هو فعلا ولا بديل حل سياسي صرف ويدركه كل العقلاء وأكده سموه الكريم في مبادرته.وهو ضمان اي الحل السياسي هو الضامن لينخرط الجميع في وحدة وطنية حقيقية أسسها عرفها الجميع وأمدها سموه. نعم دعوة من القلوب الجريحة في وطنها اتركوا التفريق بين الألوان واقتربوا معا فالوقت يدركنا وشباب البحرين قد حملونا الأمانة. نحن في انتظار اعادة المبادرة من صاحبها الكريم فالكل يده ممدة وبينها لازالت مسافة تحتاج لمن يصفح بهما.

    • زائر 19 | 5:24 ص

      للاسف هناك

      للاسف هناك ناس وشخصيات كبيرة بالبلد
      لا تريد الوحده للبلد ودايما تلعب على الطائفيه
      حتى لا يتفقون سنة وشيعة ويكونون يد وحده ضد الفساد لانه هل ناسسس يخافون من محاسبتهم اولا

    • زائر 18 | 5:21 ص

      شكرا اختي العزيزه كلام صحيح

      لنكن صريحين استغلت الحكومة ناس طائفيين من الطائفتين لضرب الحركة المطلبية و مساندتها ضد التغيير و الديمقراطية و التوزيع العادل للثروات و في كل بلد في العالم يوجد من الانتهازيين للحصول على الثروة و المناصب من دون حق وهذا ما قامت به الحكومة حيث مكنت هؤلاء من الاعلام و مصادر القرار.
      اتمنى من الجميع التوحد لمصلحة الجميع

    • زائر 17 | 5:13 ص

      شكرا دانة الحد

      يا دانة الحد يا اختي من يهدم المساجد ويحرق القران ويقتل ويفصل هل هذا الشخص يريد اللحمه الوطنية ؟؟؟
      ياريت تخصصين عمود عن المساجد المهدمة وحرق القران ومن كان مع الله كان الله معه بالدنيا والاخرى فلا تبخلى بالكتابه عن المساجد المهدمة ظلما وحرق القران .

    • زائر 16 | 4:15 ص

      كلام للإستهلاك

      أختي مريم
      كلامهم شيء وفعلهم مختلف .. شبعنا كلام من المسئولين ونريد ما نلمسه في الواقع

    • زائر 12 | 2:28 ص

      الوحدة الوطنية الحقة

      الوحدة الوطنية الحقة تتطلب الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف، وبناء الثقة يبدأ من نكران الجميع لذواتهم واعتذار كل من أخطأ بحق الآخريين، فالاعتراف بالخطأ من أجل الوطن والوحدة الوطنية ليس عيبا، لذا فنصيحتي للاخوة الزائرين رقم 2 و 4 ببيان الحقائق والاعتراف بكل الأخطاء التي حصلت والتي منها طائفية بعض المطالب والعمل على نفي الآخر ونعته بالبلطجي لمجرد أنه يخالف البعض بمرئياته لتحقيق مآرب طائفية ضيقة، وليس مجرد الهجوم على الحكومة لتبرير ما حدث فالقفز على الحقائق سيوصلنا لمزيد من التفرق بدلا من الوحدة

    • زائر 10 | 1:57 ص

      ازالة المسببات قبل إصلاح البين

      أختي العزيزة، مقالك رائع وفيه من الطموح والرغبة في الوصول لبر الأمان.
      هناك مسببات رئيسية للفتنة أوصلتنا الى هذا الحال، والكل يعرف هذه المسببات وأهمها الاعلام الرسمي للبلد والمسئولين الذين رقصو على جراح وآلام المجروحين، هذين السببين كفاية بأن يخلقو صورة سيئة عدوانية في عقول الناس. ولن تتحقق الوحدة وهذه الأجهزة لاتزال تنخر في عقول الناس بأننا لسنا الا مخربون.
      لنبدء بداية صحيحة، ولتبدأ وزارة الاعلام بالاعتذار لإسائتها لطائفة بأكملها ومحاسبة كل مسئول ساهم في طأفنة المطالب، بعدها نكمل المشوار.

    • زائر 9 | 1:36 ص

      صدقت يادانة الحد

      اين عقلاء هذه البلد ؟؟ الى اليوم فصل وتوقيف ومداهمات وسرقات

    • زائر 8 | 1:23 ص

      يارقم 3 قولو الحق

      كم حوار مطلوب؟ كم مره دعوهم هالي يسبحون في خيالهم قيادين الشارع ولم يستيقضو الي الأن..ومصخوها وايد أنه اول مرة أشوف دلع ث العالم كله يقولهم حاورو وهم رايحين بحلمهم ياخذو البلد بالعنف والأحتجاجات علي كل شي وكل يوم ويعارضون كل شي..أهذه معرضة أم جنون

    • زائر 7 | 1:18 ص

      من جعل الناس بين خيارين إما الإنقسام او السكوت عن الحقوق

      هكذا المسألة إما أن تسكتوا عن المطالبة بحقوقكم او سوف نجعل البلد يعج بالفتن والإنقسام هكذا هو المنطق السائد لدى البعض.
      لماذا لا يكن الشعب أذكى من هذه الأطراف ويسلب البساط من تحتها حتى لا تودي بالبلد الى الهاوية
      ويتم التصالح بين الشعب وتكوين لجان مصالحة وطنية
      من دون دخول الأطرف المؤزمة
      ألا يوجد فيما بيننا كشعب نوع من الثقة يجعلنا نتحرك
      من أجل لملمة الشمل

    • زائر 6 | 1:14 ص

      الوب فرض المطالب

      بأستخدام سد الطرق زالأصطفاف الطائفي سيعقد المشكلة 100%....ويكفي أغلاط في حق من لا يريدون التظاهر في حركتهم وأمنهم...والداخلية هي المسؤلة عن ذلك ولي ما يمشي بالكلام شيسون معاه

    • زائر 4 | 12:23 ص

      نيران الفتنة

      هناك جهات رسمية سعت لهدم الوحدة الوطنية و لإيجاد الشروخ عبر الوسائل و القنوات العديدة لذلك و بإخبات نيران الفتنة المتصاعدة من هذه الجهات سبيلاً أيسر من سابقه إلى الوحدة الوطنية. و أحيي فيكِ هذه الروح الوحدوية يا ابنة البحرين و هكذا تكن بناتها.

    • زائر 3 | 12:05 ص

      دورتاريخي لسمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة

      "الكلمة السامية والمهمّة هي تلك التي قالها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بأنّ الوحدة الوطنية هي الضمان لأي حل سياسي" ونحن نناشد سموه المبادرة بإعادة الروح للمبادئ السبعة واطلاق مبادرة وطنية تكون المعارضة طرف فيها للخروج من المازق الراهن

    • زائر 2 | 11:47 م

      يا دانه الحد صباح الموده والمحبه والاخاء

      يبنيتي تكلمنا وايد في موضوع الوحده الوطنيه والتالف والتاخي وكانا افتقدناه كذبنا الكذبه وصدقناها مشكله البلد يبنيتي مو اخوه ضائعه او متناثره ونحن نريد لملمتها مشكله البلد حقوق ضائعه وعند المطالبه بتلك الجقوق افتعلت سالفه الطائفيه لحرف موشر الناس عن المطالب وتصوير الموضوع انه موضوع طائفي لنكن صادقين مع انفسنا ونسمي الاشياء باسمائها لنكن شجعان ولو مره واحده ونعالج المشكله الاصليه ونزيل التراكمات التى جمعتها عقود لا ايام وهذا لب الوضوع والسلام....ديهي حر

    • زائر 1 | 11:16 م

      نحن مع الوحدة الوطنية الحقيقية

      نعم اتفق معك اختي على ان يهب الجميع نحو الوحدة الوطنية ولكن ليس معنى الوحدة الدوس على الجراح والسكوت عن الحق والظلم الحاصل كما يتمناه البعض وكأن شيئاً لم يحصل .. فلا بد ان يحصل كل مظلوم على حقه وتطيب نفسه والا فهو قنبلة موقوتة ستنفجر في اي وقت .
      شكرًا أختي على المقال ... جمعة مباركة على جميع المسلمين

اقرأ ايضاً