العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ

التدخين وصحة الأطفال

كاظم الحلواجي

استشاري طب العائلة

أليس عجباً ألا يتمنى أي من المدخنين أن يكون أحد من عياله (سواء ولد أو بنت) مدخناً؟! يمكنكم التحقق من ذلك بأنفسكم بتوجيه هذا السؤال إلى أي مدخن!

تقول منظمة الصحة العالمية إن الأخطار التي يواجهها الرضع والأطفال الذين يتعرضون إلى دخان التبغ، تبدأ خلال الحمل وتتضمن: زيادة حوادث متلازمة الموت المفاجئ للرضع (موت الفراش المفاجئ)، والإصابة بعدوى (التهابات) الطفولة المختلفة، مثل التهابات الأذن الوسطى والتهاب القصبات، وتأثيرها سلبياً على صحتهم التنفسية وتطور الرئتين لديهم بشكل عام. إنه يقلل من وظيفة الرئة وسعتها لديهم، ومن تطورهم الجسدي والعقلي ككل، ويؤثر في ذكائهم وسلوكهم ويؤدي أيضاً إلى ارتفاع في معدلات دخولهم إلى المستشفى. إن الرضع المولودين لأمهات لم يدخنّ ولكن آباءهم كانوا من المدخنين هم أيضاً معرضون لخطر نقص الوزن عند الولادة.

يزيد التعرض إلى دخان التبغ البيئي (المنبعث في البيئة) أيضاً من خطورة إصابة الأطفال بالربو وهو مسئول عن التسبب بحدوث عدد أكبر من النوبات الربوية.

تنتقل منتجات التبغ الثانوية عبر حليب الثدي وقد تقلل من إنتاجيته. كما يزداد بشكل كبير خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الأطفال الذين يرضعون من أمهات مدخنات. ويزداد كذلك خطر الإصابة بسرطانات أخرى مثل سرطان الأنف والجيوب، وأورام الدماغ، وابيضاض الدم واللمف (سرطانات تصيب الدم والجهاز اللمفي).

إن أحد التأثيرات الخطيرة الأخرى لتدخين الوالدين هو الاحتمال المتزايد أن يصبح أطفالهم مدخنين، وبهذا يصبحون معرضين لجميع الأخطار الصحية المترافقة مع تعاطي التبغ، كتناول المخدرات، بالإضافة إلى السلوك المتهور الطائش المرافق للتدخين لدى المراهقين و قد وجد أن صغر العمر الذي يبدأ فيه الفرد بالتدخين يمكن أن ينبئ بالوصول إلى حالة أشد من الاعتماد (الإدمان) على التدخين، واهتمام ورغبة وثقة أقل في القدرة على الإقلاع، وسوء النظام الغذائي، إضافة إلى استخدام أقل لحزام الأمان (السلامة) في السيارة، وكثرة المرض والدخول إلى المستشفى لاحقاًَ في حياته.

في بعض الدول، يعتبر تدخين السجائر عامل الخطورة الرئيسي القابل للتعديل والحد من آثاره، والذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية وخيمة العواقب على الحمل. إن الأمهات اللواتي يدخن طواعية يعرضن أجيال المستقبل لأمراض موهنة وخطيرة تهدد الحياة. ويؤثر التدخين على صحة الأطفال بشكل مباشر، ولكن أيضاً بشكل غير مباشر وذلك من خلال تحويل الموارد المالية للأسرة عن سياقها الصحيح، الأمر الذي يمكن أن يعرضهم لسوء التغذية والجوع وعدم حصولهم على كفاية من الرعاية الطبية والتعليم، ناهيك عن الضريبة الصحية التي يدفعونها أصلاً نتيجة لتعرضهم إلى دخان التبغ بشكل لا إرادي. يساهم هذا التعرض أيضاً في سلوك التدخين مستقبلاً لدى الأطفال، وقد يسبب حدوث الإدمان على النيكوتين لديهم في سن مبكرة جداً قبل أن يغدوا قادرين على تحديد خيار مستقل مبني على المعرفة والإدراك

إقرأ أيضا لـ "كاظم الحلواجي"

العدد 3443 - الخميس 09 فبراير 2012م الموافق 17 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:58 م

      جيفري

      أكثر من 13 سنة أدخن سيجارة وبعض الاحيان شيشة ومافي أحد ما نصحني أقطع التدخين ومنهم أمي وابي أخي وأختي وزوجتي وأهل زوجتي وأهلي ولم أكترث بهم جميعاً، وواصلت التدخين ورغم العروض التي احصلها من اهلي مثل أقطع ومنعطيك الي تبيه مثل هاتف أو أي جهاز ألكتروني

      العجيب والحمدلله وأشكر الله أنه خلال جلسة واحدة معك يادكتور قطعت التدخين

      نعم أخواني وأخواتي جلست معاه الاسبوع الفائت عن طريق موعد تم ترتيب الموعد من قبل زوجتي وأنا ولله الحمد قطعت التدخين شكراً لك يا دكتور
      شكراً لك، حقاً يعجز القلم عن وصفك...

اقرأ ايضاً