العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ

الحكمة نصب أعيننا!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لنضع الحكمة نصب أعيننا في ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني... والحكمة مطلوبة كما صرّح بذلك سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فالحكمة ضالة المؤمن وخاصة في الظروف التي تشهدها مملكتنا الغالية.

لا نقول بأن ننسى الماضي وكأنه لم يكن، ولكن لابد لنا من النهوض ومحاولة تعديل الأمور، فالعنف يجب أن يكون آخر الطريق لا أوّله، من أجل الحصول على المطالب الشرعية، وبالمفاوضات والتوافق، سنستطيع الخروج من جميع الأزمات الموجودة على الساحة.

من غريب ما حدث لي وأنا في الطائرة راجعة إلى بلادي، جلوسي بجانب شخصية أُقحِمَت فيما حدث للبحرين، وقد تعرّفنا على بعض بالصدفة، ومن ثمّ انطلقنا نتحدّث عن شئون البحرين بالطبع.

أخبرتني عمّا حدث لها، وعن طريقة فصلها التعسّفي، وعن ارجاعها للعمل منذ هذا الأسبوع، وعن محاكمتها التي لم تُكمَل بعد، وعن أمور كثيرة تخص عملها وجانباً من حياتها الخاصة.

الغريب أنّها ليست من الشخصيات السياسية، ولم تكن يوماً ممّن يهتمّون بالسياسة، والأغرب أن تكون بين يوم وليلة شخصية سياسية مُخرِّبة، بعد عطائها للوطن العديد من الجوائز والحصيلة العلمية والمعرفية!

نتمنّى ألاّ تتكرّر الأخطاء نفسها بعد خروجنا من العام المنصرم، إلى عام آخر، قد يحمل في طيّاته أحزاناً أخرى، فيجب علينا عدم خسارة العقول النيّرة، التي تضفي على البحرين لوناً من الرقيّ والتحضُّر، وتزيدنا فخراً بها على جميع الأصعدة والمحافل.

مشكلة تلك الشخصية ليست هي الأولى في البحرين، ولكنّها بالطبع أفقدتنا ابنة البحرين التي تسارع من أجلها في كل وقت، فالحرارة التي كانت لديها والشعلة التي في جعبتها من أجل بلادها، لا يمكن أن ترجع بين يوم وليلة، فالحرب عليها كانت أكبر من توقُّعها، والاتّهامات والقذف وتلفيق الكلمات أوجعت قلبها وقلب كل مُحبٍّ للبحرين ومدافع عنها.

فقدت جرّاء ما حدث لها أعزَّ الناس، ممّن كنّ صديقات وأخوات عرفنها سنوات عدّة، بعضهن أعطتهنّ الأعذار لعدم التواصل معها، وأخريات ما زالت مصدومة من جفائهنّ معها، فكيف يصدّقن أمراً كهذا عنها، وهنّ اللاتي يعرفنها عزّ المعرفة؟!

لنراجع علاقاتنا مع من نحب، ولنعرف بأنّ من يحبّك ويخلص لك، لن يتخلّى عنك مهما كانت الظروف، ومهما صعبت الأمور، ولتكون الحكمة هي «السكّان» الذي يوجّهنا إلى صالح الأعمال، حتى لا ندخل في أنفاق أخرى كالتي كانت في السابق مثل فصل بعض الأكاديميين بدون وجه حق.

تلك الشخصية وغيرها من الكادر الأكاديمي أعطوا البحرين الكثير والكثير، وننتظر اليوم من البحرين أن تعطي أبناءها وتوفي لهم، لأنه لا يريد أحد للبحرين إلا الأمن والأمان والاستقرار، وحتى يتحقّق ذلك، لنمد الأيادي لا العنف والعنف المضاد ولا المولوتوف ومسيلات الدموع

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:12 م

      حسين البحراني

      إنها مشكلة أخلاقية يا أخت مريم
      وجدها البعض فرصة للتسلق على ظهور المظلومين

    • زائر 12 | 9:40 ص

      الحكمة نصب أعيننا

      اختي العزيزة كلامك صح عن الحكمة لكن ........اذا جهالهم سادوا

    • زائر 11 | 8:13 ص

      بنت البديع

      الصداقة شئ جميل والاجمل ان نحافظ علية لكن الا حداث الاخيرة مع الاسف ظهرت الناس على حقيقتها الصداقة المنقوصة هل تصدقون عشرة عمر 28 سنة فى العمل ناكل نسافر نجلس نتشارك الهموم الاحداث نسفت العشرة من نفس طائفتي انا سنية وهي سنية هل تصدقون ذلك

    • زائر 8 | 3:33 ص

      نماذج بين الطائفتين

      هناك فصيل من الشيعة لهم اصدقاء عزيزين عليهم اكثر من من ينتمي لمذهبهم.، وهم كثيرون، حتى وصل بهم الامر يتداخلون مع اسرهم ويربطها علاقات حميمة لا توجد في اي بلدان العالم. فما الذي تغير ومن حرف عقولهم ضد إخوانهم ؟ 

    • زائر 7 | 1:58 ص

      من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا

      الحكمة هي ضالة المؤمن أنى وجدها ياخذ بها
      ولكننا رأينا ان الحكمة كانت ولا زالت غائبة عن التعامل
      في قضية البحرين.
      الإتجاه للحل الامني ليس من الحكمة بالمرّة واضرب مثالا على ذلك
      مريض يشتكي من مرض السكر فيعطى علاجا لمرض ضغط الدم مثلا هل هذا من الحكمة وهل سيتعافى هذا المريض؟

    • زائر 5 | 12:46 ص

      اعز الصديقات

      كنا نرفض الافطار الا بوجودنا مع بعض في العمل بين ليلة وضاحاها اصبحت تعتبرني من الد اعدائها بعد رجوعي الى العمل حتى لاتنظر في وجهي وكانت سبب في فصلي الى الله المشتكى لا الى غيره!

    • زائر 3 | 12:28 ص

      الله بالمرصاد

      الحقيقة واضحة وضوح الشمس ايتها الشروقية, فتقرير بسيوني يوكد ذلك بانه يجب عودة جميع المفصولين الى اعمالهم واعطائهم جميع حقوقهم فالكل متهم بموقف مطلبي يكفله الدستور وجميع القوانين والاعراف الربانية والوضعية, فكانت هناك لجان الفصل العنصري الطائفي البغيض التي تلددت بما قامت به, ولكن الله بالمرصاد وليس بغافل عما يعمله الضالمين
      كل الشكر لكي ايتها الحرة الابية

    • زائر 1 | 10:19 م

      أين الضمير؟

      منهم لله الذين آذوا أبناء هذا الوطن وسيحاسبهم الله والتاريخ

اقرأ ايضاً