العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ

العنف من الواقع إلى الشاشة!

محمد آل حيدر comments [at] alwasatnews.com

-

تسيطر مشاهد العنف على الكثير من الأعمال السينمائية وتحتل المراكز الأولى في الكثير من الأفلام العالمية التي تعتمد اعتماداً كبيراً على موضوع العنف بمختلف صوره، فيا ترى ماذا يراد من خلال هذه المشاهد التي ما كنا نقرأها إلا في تواريخ أمم سبقتنا وأما الآن فإننا نراها في الكثير من المواقع وفي الكثير من المجتمعات البشرية.

لا بد من أن هناك أبعاداً سياسية خطرة، وبعيداً عن الواقع السياسي فإننا نتكلم عن الجانب الفني وما حققه لنسأل هل حققت الأفلام التي يتصدر موضوع العنف أعمالها مكسباً فنياً أو إضافة إلى لمسات درامية لم يعرفها المخرجون والمنتجون السابقون في الأعمال الاجتماعية والتربوية والتاريخية وكذلك السياسية منها؟ لا بد أن كل عمل درامي يحتاج فيه المخرج والمنتج إلى وسائل جديدة يوظفها في تنفيذ العمل، الا أن موضوع العنف وعلى رغم ما يشكله من خطر يعد سلبياً على المواقع المحلية، فإن موضوع العنف جلب إلى الأعمال الدرامية والفنية أدوات ما كانت تستخدم إلا في مشاهد «الأكشن» وجلبت للمشاهد الصورة المغايرة للواقع الذي يشاهده ولا يمكن أن يتصور فيه إلا الدخان وركام الدمار، فينتقل له عامل آخر وفنيات متطورة أخرى.

وإذا علمنا أن عالمنا ينفق 9 آلاف مليار سنوياً على التسليح بينما لا تتجاوز موازنة التعليم حتى العام 2015 ميلادية 9 مليارات دولار، فإننا لا نتصور المبالغ التي تصرف على الفنيات التي استحدثت لمشاهد العنف في الأفلام العالمية التي تحقق الكثير من الجوائز العالمية اليوم، فإنها لا تقدر إلا بموازنة دول.

بعيداً عن الواقع الذي يشهده العالم الذي يمتلئ بالكثير من صور العنف، وهروباً من واقع «عنف» اليوم والأمس، فإننا لا نتصور أن تُستخدم هذه الصور في الأفلام العالمية على رغم أن لها جمهوراً كبيراً وكذلك منها في الأعمال الدرامية، فيما لا نتصور ان المقصود من استخدام «العنف» في الأفلام العالمية التي تحقق انتشاراً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي أنها تستخدم لمجرد نقل ما في النص «السيناريو» إلى العمل التمثيلي وواقع السينما، بل إن هناك مقصداً من وراء استخدام العنف في المسلسلات والأفلام لا يتوقف عند هدف جذب المشاهد من خلال الإثارة ودغدغة الأحاسيس السطحية كما يصفها البعض.

إن مسألة عرض مشاهد للعنف من صور للحرب والدمار والإصابات والتصادمات التي تكون عادة في مناطق الأزمات، والتي كنا نعتاد مشاهدتها في نشرات الأخبار أو البرامج السياسية أو التوثيقية، قد تعدت اليوم إلى أبعد من المقاصد الفنية إلى مقاصد سياسية، فإنك لا تستغرب أن تشاهدها في الكثير من دور السينما من خلال الأفلام التي تتقصد إدراج مشاهد العنف أو تعتمد اعتماداً كبيراً عليها لتحقيق المآرب السياسية.

وعلى رغم الآثار السلبية على ثقافتنا العربية نرى عدم مراعاة من المنتجين على أن من بين المشاهدين أطفالا وقاصرين قد يختلف تأثير المشاهد العنيفة عليهم عنها عند البالغين إلا أننا نلحظ أن المنتجين بعيدون كل البعد عن هذه النتائج العلمية وذلك لما يصبون اليه من تحقيق لنتائج هم يرسمون لها في تحقيق النجاح لأفلام العنف.

إن ما يسجل إلى استخدام العنف في الأفلام أنه حقق الكثير لشركات الإنتاج وأعطى صوراً مغايرة تعد أسطورية للمخرجين الذين يتولون اخراج أفلام العنف التي تسجل حضوراً عالميّاً كبيراً، وحققت من جانب آخر مزاجاً مختلفاً من المشاهدين الذين كانوا يفضلون مشاهد الرومانسية وأفلامها، إن الأدوات التي تستخدم لتطبيع مشاهد للعنف - فنياً - أعطت صورة متطورة لكل الأدوات في الفن اليوم

العدد 1426 - الثلثاء 01 أغسطس 2006م الموافق 06 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً