العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ

شوارع بني جمرة في قبضة التخبّط

نموذج من عشرات النماذج...

لا فرق هنا بين قرية وأخرى إلا من حيث الوقت الذي تحدد فيه وزارة الأشغال والإسكان النزول بمكناتها وآلاتها ومهندسيها. فلا توجد قرية من قرى البحرين إلا وأصابها ما يصيب بني جمرة هذه الأيام من كارثة التخطيط السيئ للشوارع وهندستها التي تغيظ الأهالي أكثر من أن تسعدهم. على رغم أن ما تقوم به الوزارة وما يقدمه المهندسون من هندسة للشوارع جاء كما - تقول الوزارة - من أجل مصلحة الناس وتيسير أمور حياتهم وتحت إلحاحهم بشوارع أفسح ومواقف سيارات أوسع. فقبل فترة من الآن كانت الشوارع في حلتها البهية مرصوفة على رغم ما كانت تشكوا منه من غياب الهندسة الجيدة ولكن الداخل الى قرية بني جمرة الآن لا يمكنه أن يصدق أن ما يراه اليوم هو عين القرية التي رآها قبل فترة من الزمن.

في جولته معنا في أنحاء قرية بني جمرة يؤكد محمد جاسم حسن أن ما يحدث هذه الأيام في القرية لم يتم استشارة الأهالي بشأنه ولم يتم بالشكل الذي سعى فيه الأهالي ما يعني ان معاناة أهالي بني جمرة ازدادت تفاقما بدلاً من الخروج بحل لها.


أول الغيث قطرة

يقف حسن عند مدخل القرية، مشيراً إلى المقبرة وهو يقول: «انظر هنا ستجد مشكلة من تلك المشكلات. لقد كانت مقبرة بني جمرة غير مسورة وبعد المطالبات تم تسويرها، ولكن الأهالي لم يطالبوا أبداً بهذا الشكل من مواقف السيارات حول المقبرة. ان هناك قرميدا يغطي تقريباً نصف المساحة حول المقبرة كان يمكن الاستفادة منها في توسعة المواقف أو على الأقل تشكيلها بحيث يمكن وضع السيارة فوقها. أما هذا الشكل من مواقف السيارات فلا يخدم الأهالي فالمفترض أنها مواقف أعدت لوقوف السيارات في حال وجود جنازة كبيرة».

وينتقل حسن إلى مكان آخر عبر الحفريات ويقف مشيراً الى بيته موضحاً مشكلته بقوله: «من سوء التخطيط أيضاً مشكلة المجاري فهنا مثلا عند بيتي أنا شخصياً تم كسر أنبوب الماء وهو الانبوب المرتبط بالمجاري ما تسبب في انسداد الماء وها نحن مع معاناتنا وعندما سألناهم عن ذلك قالوا إن ما يقومون به من من أجل إنشاء بالوعة ذات حجم كبير بحجة أنها تحمي الحي من الأمطار وكأننا في تسونامي وليس في البحرين!».

أمر آخر يشير إليه حسن عندما يتحدث عن منعطف قريب من مدخل القرية فالمنعطف لا يساعد على الخروج من القرية بسهولة وانما بحذر والسبب - بحسب ما يقول - يعود الى المساحة الضيقة للشارع في مقابل منعطف واسع. هنا مثلاً - ويشير حسن الى منطقة حفريات - تم فتح الشارع الى جهة يمين وجهة يسار ولكن مساحة الشارع ضيقة وعندما توجهنا إليهم بالسؤال مرة أخرى قيل إن المنعطف يبدو أجمل بهذا الشكل ولكن ما نريده نحن هو خدمة أبناء القرية وليس الشكل الجميل فالشارع هكذا أصبح خطراً فعلاً».


ترك الشوارع من دون رصف

تلك المشكلة يرجعها حسن الى عدم الاهتمام الجدي بالشوارع حينما يتركها المقاول وينصرف الى شوارع أخرى ويقول حسن: «انظر هنا ستجد مأساة الشارع أكثر فهنا خطأ جسيم يرتكبه المقاول حين يقوم بحفر شارع ويباشر حفر شارع آخر من دون أن يعنى أولا بردم الشارع الأول الأمر الذي يتسبب للأهالي بإرباك شديد في حركة السير والمرور. أنظر هنا مثلا الى عدد الأغطية الحديد للبالوعات التي تطل برأسها والتي تعوق حركة السيارات ألم يكن من المفترض رصف الشارع ثم الانتقال الى شارع آخر وهكذا؟ ان مشكلة بني جمرة في تخطيط شوارعها وحفرياتها لم تكن وليدة اليوم، فمثلاً عند مدخل القرية يمكنك الدخول اليها بسلام ولكن عند الخروج تجد نفسك في الشارع فلو غفلت قليلا لكنت اصطدمت بسيارة مقبلة من اليسار. كذلك ستجد في القرية عشرات الأدلة التي تدل على التخطيط السيئ للشوارع».


استياء عام

الحكاية التي يحكيها حسن يشاطره الاستياء فيها الكثير من أهالي القرية إذا لم يكن جميعهم. فنظرة واحدة الى الشوارع تؤكد وجود مشكلة بحاجة الى حل سريع قبل أن يتم تأسيس وبناء الشوارع وفق الهندسة الحالية. والنتيجة أن الأهالي الذين سعوا سعيا حثيثا الى تهيئة شوارع قريتهم بشكل أفضل مما هي عليه ومن أجل حركة مرور سريعة سيعودون من جديد متذمرين وشاكين ومؤكدين أن الشوارع قبل أن تطالها ادارة التخطيط كانت أفضل مما هي عليه.

فها هو أحمد حسن عيسى يطل برأيه أيضاً حيناً يقول بانزعاج: «نحن نقدر للوزارة وللبلدية قيامها بتعديل شوارع القرية ونتفهم تماما أن هناك أضراراً ربما تسببت بها عملية التعديل، ولكن هناك اضراراً يمكن تلافيها بسهولة وكان يمكن التخلص منها بدلا من ازعاج الأهالي هكذا. ان كابل الكهرباء في منطقة من مناطق بني جمرة احترق مرتين وتسبب بانقطاع الكهرباء عن المجمّع وكل ذلك نتيجة لسوء التخطيط عندما يترك الشارع من دون رصف وينتقل الى شارع آخر».

بينما يضرب آدم عيسى مثالا على ذلك بقوله: «سأتحدث عن مجمع 541 وهي أول منطقة بقرية بني جمرة تم حفر الشوارع فيها فقد تركت الشوارع بعد ذلك وتم الانتقال الى شوارع أخرى في مناطق أخرى وعندما حدثت المسئول شخصيا عن (الصبيات) التي تركت على حالها قال إنه غير مسئول عنها وعلي - ان أردت التخلص منها أن أزيلها بنفسي. وذلك نموذج لذلك التخبط فالأهالي منزعجون من جراء ذلك. حين تترك الشوارع هكذا».


الأسباب فنية

عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الخامسة عمران حسين أفاد في تصريح سابق لـ «الوسط» بأن شكوى الأهالي من ترك المقاول الشوارع محفورة من دون تبليط جاءت نتيجة وجود أسباب فنية تحول دون رصف تلك الشوارع مباشرة ومنها احتمال حدوث تشققات فيها، لذلك فإن المقاول يعمل على مرحلتين في كل شارع. فالقرية تشهد تطويراً لشوارعها وطرقاتها الداخلية، إذ بدأ المقاول الذي انتدبته وزارة الأشغال والإسكان في العمل منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام 2005 ومن المؤمل أن ينتهي في السادس عشر من أغسطس/ آب من العام الجاري.

كما بيّن حسين، أن التطوير الذي تبلغ كلفته 600 ألف دينار، يشمل إعادة تأهيل شوارع بني جمرة وتبليط غير المبلط منها، إذ سيتم بسط الاسفلت على الشوارع الواسعة، وسيستخدم الطوب الأحمر للممرات والشوارع الضيقة، كما سيتم عمل أرصفة ومواقف للسيارات.

ولكنت ذلك التطوير الذي بلغت كلفته 600 ألف دينار لم يتحقق منه الا القليل حتى الآن على رغم مرور وقت طويل عانى فيه الأهالي كثيراً فإلى متى تظل مشكلة الحفريات والتخطيط السيء للشوارع قائمة وحتى متى سيصبر الأهالي على هذا الوضع وهل نحن بحاجة الى حدوث مصيبة حتى يرتاح الأهالي من كل ذلك. ان الأهالي بحاجة الى حقائق بهذا الشأن فهل لوزارة الاشغال والاسكان أن تزيل قلق أهالي بني جمرة؟

العدد 1427 - الأربعاء 02 أغسطس 2006م الموافق 07 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً