قطعوا الأرز... قتلوا اللون الأخضر... غرزوا مساميرهم الصدئة في لب الخشب وافتخروا...!
ذا يرفع المنشار... وذاك يعلي معوله... ويصرخون معلنين بأنهم السبب...؟!
فمن هذا الخشب... شيدوا لكَ أرزةً أخرى... لا تشرب الماء...!
ولا جذر لها...!
ولا لها إلا ظاهر الخشب...!
قد شيدوا لكَ أرزةً يفت في أخشابها مرارة الصدأ... عيونهم قد عميت... لم تبصر الفأس... الجذع... أو حتى الجذور...!
ولم تراك عينهم يا حنظلة...؟!
وواصلت أيديهم القطع والتشييد... يا بئس ما قد شيدوا...!
تعاونوا للمرة الأولى فقط ما بينهم... واتفقوا في مسخ أرزٍ نابضِ بالحياة...!
وحولوه لخشب...!
يا بئس ما اتفقوا عليه... وبئس ما آلوا إليه...!
ما ضر لو تعاونوا في بتر أيدي المعتدي وقطعوها إرباً بفأسه...؟!
ما ضر قل لي حنظلة...؟!
ما ضر...؟
لم يفقهوا يا حنظلة ولم ولن يتعلموا... فكل تموز يمر يعيد ذكرى الفأس والجذع الذي لا يُنتسى... في مثل هذا الشهر من كل عامٍ يحتفلون... ويذكرون... يؤبنون... يعلنون... يصمتون... وبعد هذا كله يوزعون الأوسمة...!
شهادة لحسن سير الأنظمة... وذمةً بريئةً منكَ يا حنظلة...!
يا حنظلة... لم يبق إلا ظلكَ... وجذع أرزٍ ضاربٍ في الأرض مقطوع بلا سبب...!
وهمجٌ حكموا وما نصحوا وكانوا السبب!
لم يبق شيء يا حنظلة...!
لم يبق شيء...
العدد 1428 - الخميس 03 أغسطس 2006م الموافق 08 رجب 1427هـ